قصة قصيرة
كانت علاقة هدى بزوجها رسمية للغاية، هي عبارة عن واجبات تؤدى بفتور وروتين، لم تكن تحبه وربما لم تكن تعلم ما الحب من الأساس
نعرف أربعة أشخاص مملين، بينما نرى صحبة بقية أصدقائنا ممتعة للغاية. مع ذلك، فإن معظم مَن نستمتع بصحبتهم مِن أصدقائنا يَرَونا مملين: من نستمتع بصحبتهم أكثر يرونا أشد إثارة للملل.
لن يكون “هور” قادرًا على الحديث إليكَ بوضوح أشدّ من وضوح الهمهمات التي تصافح أذنيك قبل أن تنعس، وسيتحتم عليك أن تحافظ على توازنك وأنتَ تسير على ذلك الخيط الرفيع الفاصل بين النوم واليقظة.
ثمة عالم اسمه عالم سيلبينا أوكامبو، مصنوع من الحنين والدهشة. حنين إلى شيء لم يوجد قط وربما لا يدخل حتى في مجال الممكن. ودهشة إزاء واقع متاخم طول الوقت للفانتازيا والأحلام. يملأ ذلك العالم رجال، ونساء، وأطفال، ويغرقونه في الالتباسات، وعلاقات القوة الشاذة، وأوجه البراءة الزائفة. يتبدّى الحب والكراهية، ما هو تافه وما هو استثنائي، باعتباره مسألة ظلال رهيفة، أكثر من كونها تعارضات. قلّة من الكتّاب هم من تمكنوا من التعبير على هذا النحو عما يستعصي على الإمساك به.
أمكث جوار فراشه، ممسكة بكراسة أسجل بها حرارته كل ساعة منتظرة وصولها إلى الـ 38 لأهرع إلى الخارج، طالبة من أحد الممرضين المجيء ليعلق له خافضًا. مع ظهور أول قرحة في فمه، أشعر بالغصة في حلقي أيضًا، ينقطع عن الأكل والشرب، فأقلده لا إراديًا.
ما لم يتوقعه الرجل هو أن الراوي في تلك اللحظة تحديدًا ذهب إلى المطبخ ليتفقد النملة التي لم يقدر على تجاوز التفكير فيها
فور أن رأى شفام الغرفة بالرقم الذي أخبره به الموظف، أبطأ خطواته بلا إرادة منه وحبس أنفاسه، على أمل أن يسمع أي ضوضاء يمكن أن يصدرها الرجل الغريب هذا. ثم انحنى عند ثقب الباب. كانت الغرفة مظلمة. في هذه اللحظة سمع شخصًا يصعد السلم، والآن يجب عليه أن يفعل شيئًا ما.
سامح هو عقل المحل، يعود إليه المعلم في السر والعلن ليسأله ويأخذ برأيه، ويمكننا القول إن المحل لم يحصل على تلك الشهرة الواسعة التي يحظى بها الآن في حي عين شمس إلا بعد تعيين سامح.
كان “أكسينوف” شابًا وسيمًا، ذا شعر أجعد، ولكنه ناعم أكسبه طلعة بهية، ناهيك عن روحه المرحة وحبه للغناء. ولكم كان للخمر من أثر بغيض عليه؛ فالشاب اللطيف يتحوّل إلى شخص غضوب عربيد إن أسرف قليلًا في الشراب.
النشرة البريدية