قصة قصيرة
وُضِعت جميع رسائل أبي –بما فيهم الرسائل التي تلقيتها في سايجون والصور– في صندوق خلف خزانة غرفتي؛ يفوح من خزانتي رائحة عطري، وتمتلئ بما يتناسب لأذهب به للمدرسة من جميل الثياب.
اضطررت إلى مغادرة كندا لأكون بجوار والدي حين مات. أنا الشخص الذي أرسلوا له، على الرغم من أنني الأصغر. اسمي كان مرفقًا بجواز سفره من الخلف.
ليس فقط الموظف المتواضع بل وحتى الرجال متوسطو الحال لم يعودوا قادرين على إرضاء هذا العشق الأنثوي. إن أشياء المرأة وزينتها أثقل من الذهب. عندما يتطلب إطعام إنسان واحد في اليوم ليرة واحدة على الأقل، فلا يستطيع رب الأسرة أن يشتري بذلة بتكلفة ٢٠٠ ليرة.
إن ألغت الدولة مقاطعة قرطبة، التي تضمُّ مدينة قرطبة وما حولها، فكيف تمحو مدينة قرطبة نفسها من الوجود؟ ألا يعني هذا أنَّها انضمت إلى مقاطعة أُخرى؟
كانت سيلفيا تبذل الكثير من عدم الاهتمام في ذلك الوقت، الكثير من “لا تهتم!” لدرجة أنه أصبح من غير الواضح ما إذا كانت تهتم بأي شيء على الإطلاق، أو إذا كانت تهتم برأيها أو حتى رأيي، أو أي شيء كان لي.
عندما دخل علينا والدي من الباب المقابل لنا. كانت يده اليمني مقيدة بحديد ليد الحارس اليسرى، لكنه ما أن رآنا حتى تهلل وجهه، ثم ضحك بفرحة من حلق بوثبة واحدة في سماء عالية. رفع معصمه ومعصم الحارس المقيدين لأعلى في الهواء يقول لى: “لقد سجنت هذا الرجل لأنه شقي”.
كانت أمي تقول: «لا تنزع جوربك، لا تنزعه أبدًا». تقصد ألا أفعل ذلك أمام الغرباء، وكان الناس كافة غرباء عني خلا هي، وربما أبي.
ركضت إلى الشاطئ، وقعت، وشعرت بكره الجزيرة لي ومحاولتها التخلص مني ومن القارب المحمّل. بكيت، وشتمت، وواصلت الدفع، فانطلق القارب والمجاديف ما تزال في الماء.
لم تعد الكتب والمجلات تباع حاليًا لأن كل شيء أصبح متاحًا الآن بالليل داخل تلك البيوت التي تشبه المقابر، فكر سارحًا بخياله. تُضاء المقابر بضوء التلفاز الخافت، ويجلس الناس كالأموات تلمس الأضواء الرمادية أو متعددة الألوان وجوههم، لكنها في الحقيقة لا تلمسهم.
ذات يوم منذ عدة سنوات كان يطالع مجلة في المحل، وتعثر في مراجعة لواحد من كتبي. عرف أنه يخصني بسبب الصورة الملحقة بالمراجعة، وبعد ذلك لم أعد مجرد زبون آخر بالنسبة لأوجي. صرت شخصًا مميزًا.
النشرة البريدية