قصة قصيرة
كان للوافدة الجديدة شَعر كثيف: مُجعد، متين، خشن، مما ضاعف حجم رأسها. نماء وحيوية نشهدهما في العادة على رأس امرأة أفريقية، لكن لا يرجح أن تكون أولجا أفريقية رغم بشرتها الزيتونية، وربما تكون قد وفدت من مكان ما في الاتحاد السوفيتي، بما أنها اﻵن في سيبيريا، وفي هذا المعسكر النسائي حيث يعاقِب النظام أولئك اللاتي لا يفكرن على نحو قويم.
أول خطأ ارتكبته الرضيعة كان أن مزقت صفحات من كتبها. ولذا، سننا قاعدة تنص على أنه في كل مرة تمزق فيها صفحة واحدة من أحد الكتب عليها أن تمكث وحيدة في غرفتها لأربع ساعات، خلف الباب المغلق
لم تذهب صديقتي قط إلى السينما، ولا تنتوي: «أُفضِّل أن تحكي لي القصة يا بَدي. بهذه الطريقة يمكنني تخيّلها أكثر. إلى جانب ذلك، شخص بعمري لا يجب أن يبدد عينيه. عندما يأتي الرب، ستسمح لي برؤيته بصفاء»
قبل بعض الوقت، كانت لدي وظيفة. كنا نغوي البشر، نضلهم بعيدًا عن طريق الصلاح. لكن بيني وبينك، كانت وظيفة لا قيمة لها. فما من طريق للصلاح – لم يعد له وجود بين البشر
شعر روبن باختلافٍ لحظة استيقاظه، لكنه لم يتأكد حتى نظر في المرآة. وهناك وجد التأكيد. العينان اللتان كانتا تنظران إليه لم تكونا عينيه، إلا أنه ميَّزهما مثلما يميز عينيه. إنهما تنتميان إلى الكائن.
ما زالت تحبه بوله شديد، لكن ماذا عنه؟ من ناحية، يعرف أنه مدين لجمهوره بأن يظل مخلصًا للكتابة، لا ينشغل عنها إلى زوجة أو عشيقة. ومن ناحية أخرى، هي جمهوره.
اشتغلت سَاعَتي الجديدة الجميلة ثمانية عشر شهرًا دون تقديم أو تأخير، ودون انكسار أي جزء من آليتها، ودون توقف. آمنت بعصمتها من الخطأ في أحكامها بخصوص مواقيت اليوم، وأيقنت بأزلية بنيتها وبنيانها.
فتاة إيبانيما 1963/1982 قصة لهاروكي موراكامي نشرت في «كتاب بنجوين للقصص اليابانية القصيرة» ترجمها عن الإنجليزية: سامح سمير عن ترجمة جاي روبن للإنجليزية الترجمة خاصة بـ Boring Books يحتفظ المترجم بحقه في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمته دون إذن منه. فارعة الطول، برونزية البشرة، شابة وفاتنةواصل فتاة إيبانيما[1] مسيرتها بلا توقف.مشيتها أشبه برقصة […]
ذات ليلة خريفية كان الجو حارًا رطبًا وكنت قد ذهبتُ الى مدينةٍ تكاد تكون مجهولةً بالنسبة لي؛ كان ضوء الشوارع الخافت كابيًا بفعل الرطوبة وبعض أوراق الشجر. دلفتُ الى مقهى قرب كنيسة، وجلستُ الى طاولةٍ في العمق وفكرتُ في حياتي.
أراد الجـدُّ أن يصبح مُروِّض أسود، لا لشيءٍ إلا ليعكِّر صفو من زعموا إنه فاشل في كل شيء، كان هدفه أن يُعكِّر صفوهم واحدًا واحدًا. كان يربي البطّ البريّ سرًا.
النشرة البريدية