قصة قصيرة
في المطبخ، صَبَّ شرابًا آخر ونظر إلى أثاث غرفة النوم في باحته الأمامية. كانت المرتبة عارية والملاءات المخططة مطروحة بجانب وسادتين على الشيفونيرة. باستثناء هذا فقد بدت الأشياء إلى حدٍ كبير كما كانت تبدو في غرفة النوم-كُمودينو ومصباح قراءة على جانبه من السرير، كمُودينو ومصباح قراءة على جانبها من السرير.
قالوا لي: «طفلُكِ ميت»، حدث ذلك بعد ساعة من الولادة. ذهبت الراهبة المشرفة كي تزيح الستائر، دخلتْ شمس مايو إلى الغرفة
أظن أن ما يُشعرني بالحزن في تقدم الفتيات اللاتي عَرفتهن في العمر هو كونه يُجبرني على الاعتراف، مرةً أخرى، أن أحلام شبابي ولَّت للأبد. يُمكن لموت حُلم أن يكون، بطريقةٍ ما، أشد وطأةً من موت كائنٍ حي.
هذا الرجل البدين هو أكثر شخص بدانة رأيتُه طول عمري، رغمَ أنَّه حَسن المظهر وأنيق الثياب بما فيه الكفاية. كل ما فيه كبير. لكنها الأصابع هي ما أتذكَّره جيدًا. حين أتوقف إلى المائدة المجاورة له لأخدم الرجل والمرأة المُسنَّيْن، ألاحظ الأصابع لأول مرة. تبدو ضعف حجم أصابع الشخص العادي بثلاث مرات- أصابع طويلة، ثخينة، ودَسمة كالقِشدة.
عالمٌ مُكتظ هو المكان المثالي ليكون المرء وحيدًا.
قالت ماكسين لزوجها إل. دي. أن يرحل، ليلةَ عادت إلى البيت مِن عملها فوجدته قد سَكرَ مرة أخرى، ويتحدث بسَفَالة مع ري، ابنتهما ذات الخمسة عشرة عامًا.
في العصر اﻷول خلقنا اﻵلهة، نحتناهم من الخشب، كان ما يزال ثمة شيء كالخشب، ثم صغناهم من معادن لامعة وطليناهم على جدران المعبد.
ليس مِن السَهل تقديم عالَم كارفر ببضع كلمات أو بضعة سطور، ولَعلَّ أفضل طريقة للتعرُّف عليه وعلى كتابته هي قراءة أعماله مباشرةً، مِن غير وسيط ولا مقدمات.
في البداية، لم يكن يكذب سوى على الأغراب، ثم اتسع ليشمل من أحبهم بحق، ليكذب على نفسه في النهاية. والكذب على النفس هو الأفضل. فلا حاجة إلا إلى دقيقة واحدة لتتحول بركة الواقع الصغيرة العكرة التي تبلل جُورَبيْك إلى شيء دافئ ومخملي.
شرب بيرة أخرى، متسائلًا، أين سيعيش الآن، ومدركًا – إنه الساقي من يقدم تلك الملاحظة بينما يقدم له كأسًا آخرى على حساب المحل – أن الحياة قصيرة وقاسية وقبل أن يفهمها سيكون ميتًا.
النشرة البريدية