قصة قصيرة
كان آلان متأخرًا، دائمًا ما يتأخر في تسجيل دخوله المطار، لكن ابتسامته اللطيفة تجعله يبدو دائمًا وكأنه يعتذر عن هذا التصرف الشنيع الذي بدر منه
حين ماتت، منحها جنازةً محترمة. حضرت جميع صديقاتها، سيدات عجائز قبيحات يرتدين قلنسوات ومعاطف شتوية ذات ياقات من فراء الكيب تفوح برائحة النفتالين
وتندَّم فورًا، وهو يُخامِره الحزن والضياع المرير، على مجيئه. لقد عرف في الحال أنَّ المرأة المُرتَابة التي وقفت هنالك هي نفسها التي لوَّحت له آلاف مُؤلَّفة من المرات، لكنَّ وجهها كان جافًّا ومُنكمِشًا وهزيلًا؛ ترهَّل جلدها مُكوِّنًا ثنايا شاحبة وحدَّقت به في ريبة ووجل وشك مُقلِق. لقد تبدَّدت كل مشاعر الشجاعة والإقدام والمودَّة والأُلفَة التي كان قد استشفَّها من تلويحها في اللحظة التي رآها وسمع ما لا يسُرّ.
«أنا لا أطلب منك شيئًا. فقط أخبرُكَ: هذه الكائنات هي الشيء الوحيد الواعي في هذا القطاع، وهم مصنوعون من اللحم».
وقالت الخالة معقبة: «لم تكن هذه القصة ملائمة للسرد على أطفال! لقد هدمتَ سنوات من التعليم القويم».
مات ويليام أندروز، الذي كان يعمل مستثمرًا بنكيًّا في مؤسسة «جولدمان ساكس» الكبرى، في فترة ما بعد الظهر من يوم 3 سبتمبر 2012.
عندما نادى القس في الكنيسة بحضورهما: «من كان لديه اعتراض على زواج هذين الشخصين، فليتكلم»، كان الموت هو المجيب.
في المطبخ، صَبَّ شرابًا آخر ونظر إلى أثاث غرفة النوم في باحته الأمامية. كانت المرتبة عارية والملاءات المخططة مطروحة بجانب وسادتين على الشيفونيرة. باستثناء هذا فقد بدت الأشياء إلى حدٍ كبير كما كانت تبدو في غرفة النوم-كُمودينو ومصباح قراءة على جانبه من السرير، كمُودينو ومصباح قراءة على جانبها من السرير.
قالوا لي: «طفلُكِ ميت»، حدث ذلك بعد ساعة من الولادة. ذهبت الراهبة المشرفة كي تزيح الستائر، دخلتْ شمس مايو إلى الغرفة
أظن أن ما يُشعرني بالحزن في تقدم الفتيات اللاتي عَرفتهن في العمر هو كونه يُجبرني على الاعتراف، مرةً أخرى، أن أحلام شبابي ولَّت للأبد. يُمكن لموت حُلم أن يكون، بطريقةٍ ما، أشد وطأةً من موت كائنٍ حي.
النشرة البريدية