مقال
البِبليوغرافيا هي حصر قوائم الكتب والرسائل والمجلات والمجموعات الأُخرى المكتوبة مع إعطاء وصف معيّن لها، كأن تعتني بأوصافها ومقاييسها الخاريجية وسنة إصدارها وعدد صفحات الكتاب وحالته وربما نبذة عن محتواه. وتكون هذه القوائم عادة لمجموعات خاصة أو ضمن مكتبات عامّة وحتى متاجر بيع الكتب بالإضافة إلى قوائم المراجع المُستعملة من قبل فردٍ ما لإكمال تصنيف بحث.
مع نهاية يوم عمل مرهق، يبدو العقل كأنه على حافة جنون محتمل، وبالقراءة الليلية يمكنني التراجع خطوات إلى الوراء وترميم بناء المعنى، الخروج بعيدًا إلى عرض البحر، حتى يلفح وجهي نسمات الهواء الباردة من المجهول.
أقارن هنا تغييرات مشهد الأدب التي حدثت مؤخرًا بدخول السوق عليه مرّة أخرى، في حضور مهيمن لمواقع السوشيال ميديا هذه المرّة، مع مشهد فني آخر هو مشهد موسيقى الراب، حيث كان التحول السوقي المتزامن أسرع وأقوى وأكثر اكتمالاً لأسباب تتعلق بسعة الانتشار وسهولة الإنتاج والاستهلاك ووضوح الأرقام والمؤشرات بجانب الاستفادة المادية والمعنوية المباشرة العائدة على الممارسين من مغنيين ومنتجين.
ظاهرة الرغبة الجامحة لاكتناز الكتب لأجل جمعها ولا لسبب آخر، لدرجة أنّها قد تجعل الفرد المصاب بها يُعاني من بعض الاختلالات في علاقاته الاجتماعية، مختلفة تمام الاختلاف عن حُبّ الكتب العادي المرتبط برغبة القراءة والاستمتاع بها أو ما يُسمّى أيضًا البِبليوفيليا.
يقسم فريز السيناريوهات الأربعة بناء على متغيرين وهم الوفرة والمساواة، الوفرة (ومعكوسها الندرة) سيتم تحديدها بناء على التطور التكنولوجي والبيئي وأما المساواة فهي عملية سياسية واجتماعية بامتياز.
جيمس جويس أديب مرهق بالنسبة للمترجمين العرب – ناهيك عن كونه مرهقا بالنسبة للقراء في كل أنحاء العالم – هذا يتجلى بشكل أكبر في روايته البارزة يوليسيس، التي شهدت ترجمة مكتملة واحدة لطه محمود طه، في مقابل ترجمتين لم يتجاوزا ثلث الرواية لمحمد لطفي جمعة وصلاح نيازي.
بيسوا ليس الكاتب الوحيد من بداية القرن العشرين الذي جعل حالة الشخص الذي بلا هوية مستقرة ولا معتقدات هو موضوعه الأساسي والرئيسي.
الوقوف أمام المحكمة كمتهم يعني أن تكون مضطرا لتبرير نفسك أمام كل الحاضرين، غالبا أنت تحاول تبرئة نفسك من جريمة أو خطيئة، وأنت مضطر أيضا لأن تكشف نفسك وتقريبا تاريخك أمام أناس ربما لم تكن لتسمح لهم بأن يدخلوا إلى عالمك.
الشخصيات التي تؤمن بالإسلام السياسي عند نجيب محفوظ غالبا ما تكون أقل جاذبية من الشخصيات التي تؤمن بأفكار أخرى، فستجد من محفوظ اهتماما وتعقيدا أكبر عند شخصية كعلي طه أكثر من مأمون رضوان، وعند أحمد شوكت أكثر من عبد المنعم شوكت، ولكن مع ذلك تظل هذه الشخصيات المتدينة بيقينها وربما تعصبها تحمل صلابة في مواجهة الصعاب عن الشخصيات الأخرى حتى لو حولتها الضربات السياسية لكائنات أقرب للسلبية السياسية مثلما صار محمد حامد برهان في “الباقي من الزمن ساعة”.
يُخَرِّب ذكري أي محاولة لإضفاء الأهمية على أحداث الرواية أو دوافع الشخصيات، فحوار خالد وكريمة في بداية الرواية عن كتاب “خسوف كلي”، يتخلله تحذير خالد لكريمة من أن تناول الحلويات سيجعلها بدينة. وكذلك نقاش “حفظي” مع “قطة العدوي” عن القضية المتورط فيه الأخير ويتخلله حديث عن خواء ثلاجة قطة.
النشرة البريدية