قصة قصيرة
حدق إليه الروسي الذي يعرف الألمانية في حيرة. كان الأندلسي يصيح: «كونست»، «كونست»، وهو يصرخ من الألم. تعني هذه الكلمة بالألمانية «فن»، وهذا ما سمعه الجندي الذي يعرف اللغتين، فقال: لا بد أن ابن العاهرة هذا فنان أو شيء من هذا القبيل.
يخلق عقلي روابط تأخذني إلى الجبال حيث عرفت عجوزًا لم يكن قد رأى البحر، ولم يكن مهتمًا برؤيته. حين حدثته عن البحر لم يندهش، قال لي إن الجبال التي يعيش بينها كانت تكفيه.
في ليلة من ليالي الخريف المظلمة، جال المصرفي العجوز في مكتبه، من ركن إلى ركن، و عقله يسترجع تفاصيل الحفل الذي أقامه، في ليلة تشبه هذه الليلة، منذ 15 عامًا.
كان آلان متأخرًا، دائمًا ما يتأخر في تسجيل دخوله المطار، لكن ابتسامته اللطيفة تجعله يبدو دائمًا وكأنه يعتذر عن هذا التصرف الشنيع الذي بدر منه
حين ماتت، منحها جنازةً محترمة. حضرت جميع صديقاتها، سيدات عجائز قبيحات يرتدين قلنسوات ومعاطف شتوية ذات ياقات من فراء الكيب تفوح برائحة النفتالين
وتندَّم فورًا، وهو يُخامِره الحزن والضياع المرير، على مجيئه. لقد عرف في الحال أنَّ المرأة المُرتَابة التي وقفت هنالك هي نفسها التي لوَّحت له آلاف مُؤلَّفة من المرات، لكنَّ وجهها كان جافًّا ومُنكمِشًا وهزيلًا؛ ترهَّل جلدها مُكوِّنًا ثنايا شاحبة وحدَّقت به في ريبة ووجل وشك مُقلِق. لقد تبدَّدت كل مشاعر الشجاعة والإقدام والمودَّة والأُلفَة التي كان قد استشفَّها من تلويحها في اللحظة التي رآها وسمع ما لا يسُرّ.
«أنا لا أطلب منك شيئًا. فقط أخبرُكَ: هذه الكائنات هي الشيء الوحيد الواعي في هذا القطاع، وهم مصنوعون من اللحم».
وقالت الخالة معقبة: «لم تكن هذه القصة ملائمة للسرد على أطفال! لقد هدمتَ سنوات من التعليم القويم».
مات ويليام أندروز، الذي كان يعمل مستثمرًا بنكيًّا في مؤسسة «جولدمان ساكس» الكبرى، في فترة ما بعد الظهر من يوم 3 سبتمبر 2012.
عندما نادى القس في الكنيسة بحضورهما: «من كان لديه اعتراض على زواج هذين الشخصين، فليتكلم»، كان الموت هو المجيب.
النشرة البريدية