مقال
أنا لست هنا للحديث عن كتّابي المفضلين، بل إنني هنا للحديث عن سؤال القارئ المفضل، بما أنه، بالمقارنة، عملة نادرة. ولنسأل: من هو حقا القارئ الذي تفضله؟
مر علي بالمقهى الخاص بي زميل من مرحلة الدراسة الثانوية ليطلعني على رأيه بالرواية. قال: «لو أن شيئًا بتلك البساطة نجح، إذن أنا أيضًا يمكنني كتابة رواية»، ثم رحل. بالطبع شعرت ببعض الضيق، ولكني أدركت ماذا يعني.
تشترك روايات لاسلو بوجود منطقة من التساؤلات العدمية والقلقة لأشخاص منسيين في مكان ما، ثم يصل إليهم وافد جديد يعدهم بالخلاص، ووصول هذا الوافد يترافق بتغيرات جذرية في شكل النظام والحياة، يؤنسن هذا الوافد الخراب ويمنحه شكلاً آخرًا
ثمة شكل واحد للنشاط الاجتماعي لم يربط بعد صراحة بالدين: إنه النشاط الاقتصادي. غير أن التقنيات التي تشتق من السحر، ولهذا تحديدا، لها أصول دينية على نحو غير مباشر. فضلا عن ذلك، القيمة الاقتصادية نوع من السلطة، من الفاعلية، ونحن نعرف الأصول الدينية لفكرة السلطة.
ما الذي يضفي على نهاية بشري أيًا كان كل هذه القداسة، بينما تموت أعداد من الذباب والطيور والحيوانات كل يوم دون أن يتحرك لنا جفن؟ لماذا ندعو بالرحمة للأوغاد مهما أدركنا من سيرتهم؟ ما درجة الشر التي يجب أن تتوفر في الميت لتدفع به خارج دائرة التعاطف والحزن؟ وما أقل درجات الجرم والتسلط التي تتيح لميت كحد أدنى قبرًا ومُشيعَين يحملانه إلى مثواه الأخير؟
سهلت لامعقولية وعدم تبرير تهمة السحر والمبالغة فيها للمواطن اﻷوروبي المسيحي إدراكه بالمقاصد السياسية والخرافية خلفها، وهو ما فتح له الطريق لإعادة النظر بمعقولية في كلام الهراطقة كحجج. وهذا ما لا نجده في تراث الزنادقة، حيث لم يرتبط إلا بإنكار معلوم من العقيدة بالضرورة وأصل من أصولها.
الأوروبيون كانوا حتى أواخر العصور الوسطى على كامل المعرفة بالشعوب ذات البشرة الداكنة من العرب إلى الغجر في وسط أوروبا إلى الصينيين، ولم يعتبروا مظهرهم الجسدي علامة مهمة بقدر ما كانت قيمهم الأخلاقية والدينية.
قارئ مثالي هو قارئ، بمعنى من المعاني، عجوز ومصاب بالمرض. حين لا يستطيع التحمل يقول ذلك ويتوقف. وهذه ميزة لا تقدر بثمن.
تجسد ديناصور إيمان مرسال في كتابها “كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها” في الشعور بالذنب الذي يعيش في قلب كل أم من خلال الصورة النمطية التي فرضها المجتمع عليها متغافلاً عن أدوار تلك المرأة الأم الأخرى في الحياة.
النشرة البريدية