في الحقيقة، اللغة التي قد يتمتع بها أي كاتب، قد تكون وحدها كفيلة لمتابعة القراءة، لأنها قد تشفع لكل شيء قد نراه غير ناضج.
بين آلاف الكتب التي لم تُقرأ
مقال محمد علي علي
كثيرًا ما أشعر كما لو أنه قد فاتني كل شيء. يتنامى هذا الشعور فِي ويسجو داخلي كلما ألقيت نظرة على قائمة القراءة التي اختارها بحرص قبل بِدء كل عامٍ جديد. هذه القائمة التي أضعها للأعمال الأدبية الخالدة، تختلف عن قائمة أخرى من الكتب كنت انفرد بها على حِدة، كونها تدخل في نطاق نوعية الكتابة التي أمارسها، وتساعدني تلك الأخيرة على مواصلة الكتابة دون عُسرٍ في الهضم، بعد أن أتفقد قدر استطاعتي كل جانب من جوانب الموضوع الذي أتطرق إليه في كتاباتي.
وخلال مواصلة السير فى عملية القراءة المتباينة من كلتا القائمتين، كانت تظهر علامات الخيبة الكبيرة بعد أن أحصى في آخر أيام الشهر نتاج محصلة القراءة التي طالعتها، لأجد صعود المؤشر من التقدم في إحداها، وهبوط اضطراري يحدث في الجهة المقابلة مع القائمة الأخرى. وهذا نتيجة شَرَّكَ قد وضعت نفسي في شباكه، يُرجع أسبابه، لهؤلاء الأصدقاء الذين يخيروني في كتاباتهم قبل أن تصدُر حَتَّى، فأبدي لهم فيها الرأي التشجيعي. وما كنت أجد من مانع عن التوقف تجاه أعمال شهد لها الغالبية تفردها وأصالتها، فأُخصص وقتًا لهذا الكاتب المغمور الذي يُشبهني. غير أن العاطفة لم تكن تقتصر عند هذا الحد، بل كانت تلعب بنفسها دورًا آخر كنت أغفله، من خلال تفاعلي مع مشاركة الأصدقاء تجاه الأعمال التي صدرت حديثًا، وإبداء الرأي نحوها بمقاييس النجاح التي ستتصدر من خلالها قوائم أعلى المبيعات. وقد عرفت فيما بعد أن هذه المقاييس في الغالب لم تكُن تُبنى إلا على شيء واحد، لا يخرج عن كون شُهرة الكاتب هي عامل الرهان الفائز قبل كل شيء. وما كانت تصدُر مثل هذه الأعمال حتى أقتنيها، ويتبين لي من بعد بلوغ عِدة صفحات، أن الأمر كان لا يعدو إلا بروباجندا وهمية كنوع من تكاتف الوسط الثقافي مع بعضه البعض. هذا غير الأعمال المعتبرة التي لم أسمع عنها من قبل بسبب يرجع إلى تقصيري، ويشهد لها أفواه كتاب كبار بالجدارة، ويحتاج منَّا الأمر ككتاب في بداية الطريق أن نطالع هذه الأعمال أولًا، قبل أن نتخذ خطوة الكتابة من الأساس.
هذه الأمور السابقة كانت كافية لإحداث نمط من الخديعة والإلهاء، على حساب تقدُمي في مواصلة عملية الكتابة، فضلًا عن قوائم القراءة التي اخترتها، والتي كنت أهتم بها لعدة أسباب، حتى انقطع بيني وبينها السبيل شيئًا فشيئًا. الأمر الذي دفعني في الأخير أن أتمتع بالتؤدة والحذر، عن كل ما من شأنه الحيلولة بين ما أبحث عنه وما يعتقده الآخرون، الذين تختلف ذائقتهم الأدبية عن ذائقتي، من خلال الحسابات والجروبات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت لا تنشط إلا بترشيح الروايات التي وجدت الكثير منها بالفعل لها قيمة حقيقية، مع غيرها من الروايات والقصص الفائزة مؤخرًا بجوائز عديدة مهمة لها اعتبار من الكافة. وعن كوني كاتب كغيري من الكتّاب لابد له من مطالعتها، والاحتفاء بها، بوضعها في قائمة ينتظرني لبلوغها أعمارًا فوق أعمارًا، إن تتبعت فحسب، مسار القوائم التي وضعتها لنفسي سلفًا.
وكانت الصدمة من بعد إجراء عملية حسابية بسيطة، لا تنفي بساطتها من الشعور بالذعر، لقاء القوائم التي قمت على مواصلة حصرها، والتي أجد أنني في حاجة ماسّة لقراءتها بالفعل، بعد أن أخذت منى أيامًا وأيامًا في تتبعها وتصفيتها، وكانت الإفادة فى النهاية، أنه يتطلب منى قضاء عشرين عاماً على وجه الدقة، إن أردت الانغماس فقط بين دفتي ألفين بعد المائتين وخمسين كتابًا، للانتهاء من عدد هذه الكتب الإلكترونية، والتي تبلغ من الحجم داخل ملف واحد بحاسوبي، أكثر من تسعة جيجا بايت كنت أنتوى شراء ما يلزم اقتناءه منها.
هذا غير الكتب التي ما زِلت أقتنيها يومًا من بعد يوم، وأقحمها في مكتبتي كتابًا فوق آخر، على ترتيب الأولوية، واتباع قائمة المهام، وتبلغ من العدد إحدى وستين بعد الخمسمائة، واقعة بين الرواية والقصة والكتب التاريخية وأمهات الكتب الدينية المختص بعضها بسير الأعلام. هذا غير الكتيبات التي لم أحصيها خشية العناء، وأكوام مجلات "حراء" التي كانت أول نافذة لي للإطلاع على آفاق العالم، وبداية جذبي لعوالم القراءة، وأربعة أنواع مختلفة من الجرائد اليومية احتفظت بعادة حجزها شهريًا على مدار مدة طويلة لا أريد أن أعيها، لأسباب تتعلق بالتكلفة والانتهازية التي مارسها عليّ "عم محمود" صاحب كشك الجرائد، والكتب التي تتصدر إلى الآن الأعلى مبيعًا على مدار عقد من صدورها على الأقل، وكان لي نصيب من شرائها بالفعل بعد أن أغوتني بها فرشته المقامة على جانبيّ الطريق.
ولا شك أنني كنت أقع في الحيرة قبل أن اتخذ قرارًا شجاعًا للبدء في قراءة كتابٍ ما، وبدا لي مؤخرًا أني أنقاد بشكل لا طوع فيه، منذ بداية شهر "يونيو" من هذا العام، لتحديد قائمة شهرية مغايرة تمامًا، كنوع من التصغير للقوائم السنوية التي تُعد من قبيل الأولويات، بعد أن اطمأن قلبي الذي انسحق في إعدادها سلفًا، وكانت البداية والعادة التي اتبعتها منذ وقوع جائحة "كورونا" على ضرورة أن أنتهي من اثني عشر كتابًا خلال الشهر، وأربعة وأربعين بعد المائة كتاب خلال العام، وسبعمائة وعشرون كتابًا خلال الخمس سنوات القادمة، وضعفهم خلال العشر سنوات التي تليها، وهكذا دواليك حتى أشرُف وانتهي من قراءة إحدى عشر بعد الخمسمائة وعشرون كتابًا، هذا بعد مُضي ثمانين عامًا في أحضان الكتب إن قُدر لنا إن شاء الله هذا العمر وإن كانت حاجتنا البشرية ترغب فى المزيد. وهذا على اعتبار أنني سألتزم بهذا المعدل الشهري البالغ اثني عشر كتابًا خلال الشهر، بواقع قراءة كتاب كل يومين على أقل تقدير، سواء يندرج تحت تصنيف الرواية أو المجموعة قصصية أو حتى تصنيفات أخرى كما أحب لمثل هذه الكتب النقدية التي تتناول آخر طور وطرائق فنون الكتابة الإبداعية، المهم أن الغاية كانت تتمثل فى أن أنتهي من هذا الكتاب مهما بلغ حجمه بواقع يومين فقط.
أمّا عن كوني كاتب لابد له أن يطالع أهم الأعمال الكلاسيكية الأدبية إن لم يكن جميعها، مرورًا بأهم الإصدارات من الأدب الحديث الصادر شرقًا وغربًا، ثم مواصلة الاطلاع على سلاسل دور النشر القومية التي لا تطرح إصداراتها إلا من بعد مرورها تحت أعين حصيفة من الكتاب والنقاد على السواء، ويشكلون لجنة تختص بإصدار هذه الأقلام المتميزة، بعدد كبير من الإصدارات في صورة سلاسل وإبداعات. ومع هذا التتبع لدور النشر الخاصة "بنت يومين" والتي يفوق عددها كدور نشر ضعف عمر إنسان معمر فوق المئة، والتي لا تهتم غير أن تُصبح محصلة إصداراتها تتسم بنظام الاعتماد على الكم لا الكيف، ومع توفر خيار وحيد متاح للنشر الشخصي يكون الركون فيه على حساب الكاتب وحده وليس مناصفة حتى بينه وبين الدار. أمام كل هذه الأمور التي استحدثت مؤخرًا، ستتسع دائرة الاهتمام ولابد أن يكون هناك من إرادة تضبطها، وإن لم يكن يتمتع الكاتب قبل القارئ بمهارات الخِفة والحذر تجاه كل هذا العدد من الإصدارات، سيبدو هائمًا مستغرقًا في أن يجد حلًا لهذه الخوارزميات المعقدة، لعدد اصدارات هذا الكم المهول في موسمين نشر، كلُّ على حِدة، يعرف بالموسم الشتوي والصيفي من كل عام.
إزاء كل هذه الأمور توجب علىّ أن أجد بعضًا من الحلول لإجراء عملية التصفية، ساعدتني في الاستغناء عن كل ما ليس له ضرورة أن يكون له متسعًا فى عقلي، أو حيزًا فى مكتبتي ولو كان بضعة سنتيمترات، وكما نعرف جميعًا أن الحياة قصيرة، والشواهد على ذلك أكثر من أن نعيها، فلابد أن نقتصر في دائرة اهتمامنا حتى لا نظن أنها غير كذلك.
إرشادات ثقافة الاستغناء:
* الاقتداء بجلسة واحدة للقراءة
حسناً، بين يديك الآن كتاب ما، ما عليك إلا أن تمنحه بعض الوقت، لتتضح لك الفكرة والموضوع الذي سخر الكاتب من أجله آلاف الكلمات التي أصبحت في صورة جمل متتابعة حية، ينقل لك من خلالها لغة صادقة غير مفتعلة، وأفكارًا يتم تناولها من جديد، لا يشترط فيها أن تكون مبتكرة، لكن على الأقل، أن تعالج قضية نوقشت مرات في كتب أخرى، وعكف الآلاف على إقامة الأبحاث الأكاديمية والمجتمعية لها. وهنا يصبح السؤال، ما المعيار إذن لمواصلة المتابعة على قراءة كتاب نتحيز له عن غيره من الكتب، و نمنحه الوقت بعيداً عن كل هذا الإلهاء الذي يُحيط بنا.
في الحقيقة، اللغة التي قد يتمتع بها أي كاتب، قد تكون وحدها كفيلة لمتابعة القراءة، لأنها قد تشفع لكل شيء قد نراه غير ناضج. هناك عشرات الشخصيات التي كان لابد أن تأخذ حجمًا أكبر مما حدده الكاتب لها، قبل أن يميتها في منتصف الطريق، أو يمنعها من الظهور في الحدث، خاصةً بعد أن يندمج معها القارئ، ويدرك بنفسه هذا الشيء الناقص المبتور، الذي كان يفترض أن يكتمل مع تماهي هذه الشخصية الرئيسية أو الثانوية على مستوى الحبكة والأحداث. هذا عكس الوصف المسهب الذي يقع فيه طائلة من الكتّاب بطريقة تؤدى لتقطيب جبين القارئ، الذي كان ينتظر تكثيف المفردات التي تؤدي غرضها بالنهاية، لإيصال هذا المعنى المراد بصورة سلسة ورشيقة لا تبعث على النفور.
لكن ماذا يحدث لو كانت اللغة بالغة في التعقيد، الأمر الذي قد يتطلب من القارئ أن يبحث بنفسه عن كل مفردة استخدمها الكاتب ولم يوضحها، هنا يبدأ الضيق والملل يتسلل لمن يطالع مثل هذه الكتابات المتقعرة، التي تحدثنا عن مدى غرور الكاتب، وإضفاء طابع الشخصنة والتصنع الذي يخفي من خلاله نقاط ضعفه، ولا حاجة فى نفس القارئ لمعرفتها أصلًا. ماذا أيضًا عن الكلمات المتراصة الفارغة من المعنى والتي لا تؤدي إلى الغرض، ماذا عن عدم وضوح الفكرة بعد تجاوز القارئ الربع الأول من الرواية، ماذا عن النمط الذي اعتدناه وسئمنا منه، ماذا عن الإيقاع البطيء وإحداث فجوة كبيرة تفصل بين ترابط الأحداث مع بعضها، ماذا عن تصويب وركل كل الأفكار الممكنة وغير الممكنة نحو مرمى نظريات المؤامرة في السطر الأخير، ماذا عن السفة والتسطح والتملق الذي يحمل معه وعودًا فارغة لا يتم تعبئة قوالبها في النهاية. هذه كلها أسباب تدفعني على ترك الكتاب بعد العشر صفحات الأولى، هذا لكوني كاتبًا أريد أن أعرف مناطق السخط واللغط الذي من الممكن أن أقع فيه، أما عن كوني كقارئ، ففي العادة لن أثقل على نفسي إن توفرت إحدى هذه الأسباب بعد السطر الأول، بل من منتصف الجملة الأولى، بل من اختيار الكلمة الأولى نفسها، بعد أن أعاين بعيني هذا العبث والاستسهال في اختيار كلمة مفتاحية للحديث مع شخص لا أعرفه.
ولهذا إن أردت أن تعرف ما أردده قبل أن تتناول يدي كتاب، بعد أن أقوم بإعداد مشروب ساخن هو تلك العبارة الآتية: الاعتماد على السكينة التي تجلب المتعة أثناء القراءة، لا الضجر الذي يجلب الندم والحسرة.
* اتخاذ صديقين فقط لترشيح الأعمال الحديثة
بالطبع لا مانع من أن تكون هناك امرأة تساعدني على إضفاء الطابع المناهض الذي لا يدركه مجتمع الذكورة، حتى لا ينعت أحد إحدي شخوص رواياتي مستقبلًا بهذه الصفة. فقط تذكر أن تأخذ كقارئ بأسباب الحيطة والحذر، ولا يخرج النطاق عن هذين الشخصين، بالتأكيد لا حاجة لنا فى القول إنه لا يشترط أن يحوز اهتمامهم على ذات اهتمامك، فلا يصبح الأمر حينئذ مشورة أو يعد من قبيل الترشيح، بل يكتفي أن يكونوا على درجة من الوعي، يمكنان ويوقظان عقلك المرهق من الوقوع في الإسفاف.
* الابتعاد عن كل ما هو ساذج ومفتعل من العناوين والسير الذاتية المرقعة على ظهر الغلاف الخلفي
لعدة أسباب تجارية تتعلق برغبة الناشر، القيام بكل ما يستطيع للترويج إلى العمل الصادر حديثًا، ولا يجد غضاضة أو مانع في أن يرفق على ظهر الغلاف الورقي للعمل، مقالاً مطولاً للحديث عن إنجازات الكاتب وإصداراته، ورحلة نهوضه في الحياة الأكاديمية، ورأي النقاد في مستوى كتاباته، والحديث عن الروايات السابقة، ثم التطرق فى نهاية الأمر بعد أن تنتهي من سيرة لا تعنيك كقارئ، بعد أن ينوه أنه قد تكون أنت أيها القارئ، أمام عمل سيكتب له الخلود لعقود طويلة من قبل أن يُقرأ. هذا غير مقتطف عن الرواية يؤخذ على أنه سيرة للقضية التي يناقشها الكاتب، ولكنها لا تربط بأية بصلة سوى ما يعنيه الكاتب من مشاعر وأحاسيس مرهفة تختلف عن النموذج والموجز لما تقدمه الرواية حقاً. ولا يسعني أن أنتقل إلى الحل التالي دون أن أذكر لك أنه لطالما وقعت في أسر الأعمال التي يرفق لها نبذة مختصرة عن طريق كاتب كبير قام بأداء الواجب في الترويج رغبةً من الناشر، أو كانت تربطه علاقة معرفية بالمؤلف نفسه، ليدفعه في الأخير أن يُشيد بهذا العمل الذي يفترض أنه قد أطلع عليه، وأنهي قراءته، وما الأمر إلا بضع سويعات حتى تكتشف أن الرواية التي بين يديك، قد مُنحت وعوداً كاذبة للرهان على خيل خاسر. أمّا عن هذه العناوين الرنانة، التي تدفعك للهفة، وتثير من غيظك، تذكر أنها كالعاهرة الطوافة في الليل، تلوح لك بيديها في أول الطريق، على أن تتبعها.
* وسائل التواصل الاجتماعي كزوجة تثق بها، لكنها تتخذ أكثر من عشيق
هنا الأمر يعتمد على الإثارة والجذب، وإدلاء بعض الأسرار عن حياة كاتب ما، يكشف لك بلسانه مباشرة، عن طقوسه في الكتابة، ونصائحه، ولا يخفي عن إرشادك إلى ورشة الكتابة التي يعقدها كل عام بالحجز مسبقاً، والتي تهدف إلى تعليم فنون الكتابة الإبداعية، بعد أن صدر له ثلاثة كتب مختلفة أو أكثر، وعقد عشرات الندوات ليتحدث عن هذا المنجز، والجميع يتطرق إلى سماعه، وأنت تسمع إلى توجهاته أيها الكاتب المغمور، وتبحث عما يقوله في كل مصطلح ينمى إلى سمعك، وتنهمك طويلاً وأنت تغرق فى أحلام اليقظة لتصبح مثله، تحادث الناس وتناظرهم، وأنت جالس على مقعد منفرد فى منتصف المسرح، لا يدير أحد الجلسة وأنت حاضر، واضعاً قدماً على قدم في وجه عامة الجالسين المتفرجين أمامك.
حقاً لا مانع لدى من وضع قدم على أخرى، إن كان أحد لا يشعر بالراحة في غير هذا الموضع، لكن تذكر، أن هذا الكاتب له تجاربه ومشاربه التي تختلف عنك، كالحال مثلك تمامًا، والتي هي وحدها أوحت له القيام بما قام به من أعمال، تراها أنت متفردة، إلا أنك بحاجة لتحسين صياغتها وتوظيفها فقط، وما هناك من نهج آخر غير صقل موهبتك. وتذكر أنه لا توجد قاعدة في الكتابة غير الشروع في الكتابة، وطريقها أن تجر قلماً على ورقة بيضاء، أو القيام بتعبئة حِبر آلة الكتابة، أو النقر بالأصابع على لوحة مفاتيح أمام شاشة بيضاء تنتظر منك أشباحك الخاصة، لتخيف العالم.
* لا شيء غير البساطة
هكذا هي الأعمال الخالدة، التي يتعرف عليها العوام قبل الخواص، هي لغة يعرفها الجميع، والطريق لبيان كل شيء، ومفتاحها واحد، يلج كل الأبواب.
وفي النهاية لا أجد إلا أن أقول لك، عندما تستمتع بقراءة قصة وتنهيها قبل أن تنتهي أنت منها، عليك أن تعرف أن هذا الإحساس لو بدا لك بسيطاً، فإنه قد لا يتوفر بعد قراءة آلاف القصص الأخرى التي يوصي بها البعض على اقتنائها.
* المقال خاص بـ Boring Books
** يحتفظ الكاتب بحقه في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بمقاله دون إذن منه