قصة قصيرة
الشركات ستدمر الناسَ، لطالما كانت الأمور هكذا، فلِمَ تشكِّكُ في هذا أيها المواطن؟
حظي لاحَ في السماء البارحة، لكن بعدما دخنت حشيشةً أخرى ذلك الصباح والنار مشتعلة، ما زال قلبي يخبطُ من ذلك النبيذ المنيع، ساقا سيندي السمراوان متدليتان من السرير، وانتبهتُ أني في ورطة.
فقيرٌ، بل ومشرد، يبيت في التكايا، يعمل في دكان لتصنيع آلات العود مقابل لقمته، فهو خائب، شارد، لا تبلغ أجرته مرتبة النقود، يخطئ مقاسات العود
إنه يمثّل على نفسه، بعرض مستمر. عمله في السينما أثّر بعنف على خواء مستعد لتشرّب أيّ شيء قد يمنحه مبالاة الناس وإعجابهم.
لم أدر ماذا أفعل بنفسي، لأنه عند عمر السابعة عشر فأنا كبيرة جدًا على الركض مع الأطفال لكن ما زلت مترددة- متحفظة جدًا وغاضبة ومتشككة- من الانضمام إلى البالغين. كنت غاضبة للغاية من كل شيء في ذلك الوقت.
في بعض الأحيان ضغطتُ بأذني على الحائط الذي بيننا. وفي بعض الأيام سمعتُ صوت التلفزيون في الخلفية، ولكن لم أكن أسمع أيًا من الأصوات الأخرى التي قد يتوقعها المرء.
فكّر آدم، تُرى كم ستظل على حالتها هذه، متى سيبدأ اللوم والندم والحزن وبقية ما تعلمه في اليوم الأول؟
أخذت أشكر جدتي على كل ما قدمته لي وأنا أتحسس جسدها الذي أصبح دافئًا وما زال الدم يتدفق فيه، ولكني لم أكن أعرف ما يتعين علي القيام به حين أفكر في أنه في غضون بضعة أيام، سيحترق جسد جدتي الموجودة أمام عيني الآن، ثم يتحول إلى رماد ويختفي تمامًا.
ما من مدير سلطوي أو موظف غير أمين قد أتيا إلى المكتب اليوم، لذا، فقد مر بسلام كما لو كان نزهة خفيفة بالنسبة للعديد من الموظفين.
منذ كانت كاهو صغيرة لم تعبأ إلى هذا الحد بمظهرها. إن رؤية وجهها في المرآة لم تجعلها تفكر في أنه جميل أو قبيح بوجه خاص. لم يحبطها ولم يسعدها. وعدم اكتراثها بوجهها كان ينبع من حقيقة أنها لم تشعر بأن مظهرها يؤثر على حياتها بأي طريقة.
النشرة البريدية