طارق عثمان
اعتبر سبِنوزا أنّ المنتحر كان ميتًا من قبل أن يزهق نفسه. ففي نظره، لا يمكن لأي أحد أن يسعى بمحض إرادته إلى إهلاك نفسه. فلكي يقدر شخص على إزهاق نفسه بيديه، لا بد أنه قد «قُهر قهرًا تامًا بواسطة أسباب خارجة عنه» قبل أن يفعل فعلته، ولذلك كان ميتًا حتى قبل موته.
لقد مررنا جميعا بتلك الأوقات التي يريد فيها الواحد منّا أن يقرأ لكنه لا يقدر على ذلك―تلك اللحظات التي نصّر فيها بعناد على تقليب صفحات أحد الكتب، لكنه يسقط، حرفيًا، من بين أيدينا.
لا تحول السلطة بين البشر وبين إمكانهم، أي بينهم وبين ما يقدرون على فعله، وإنما بين البشر وبين لاإمكانهم، أي بينهم وبين ما لا يقدرون على فعله، أو بالأحرى، بينهم وبين ما يقدرون على عدم فعله.
من بين جميع مسرحيات شكسبير، تاجر البندقية هي الوحيدة المنغرسة، على نحو مدهش، في اللحظة التاريخية التي تبرعمت فيها الرأسمالية، لحظة ميلاد الحداثة
من جهة صلة الحب بالسلعة، لا يوجد فرق بين تجديد المرء لنذر زواجه، وقضاء شهر عسل جديد، وتركه لزوجه من أجل شخص جديد. ففي كل واحدة من هذه الحالات، يختبر المرء الاستياء المصاحب لتملك السلعة، ومن ثمّ يسعى إلى الحصول على شكل آخر من السلعة لكي يخفف من هذا الشعور بالاستياء وعدم الاشباع.
تحاور الرقاب: تحليل نفسي لأردية العنق ريتشارد بوثبي ترجمة: طارق عثمان ريتشارد بوثبي: أستاذ الفلسفة والتحليل النفسي بجامعة لويولا Loyola بالولايات المتحدة. هذا النص مُقتَبس من الفصل الأول من كتاب «Sex on the couch»، روتليدج 2005، لريتشارد بوثبي Richard Boothby، من صفحة رقم 3 إلى صفحة رقم 17. والعنوان من وضع المترجم. يحتفظ المترجم بحقه […]
جميعنا، على الأرجح، على معرفة بتلك الوضعية التي تكون فيها إمكانية إنهاء ما نفعله هي نفسها شرط تكرارنا له.
مِن علامات زمننا النيوليبرالي الكاشفة، استعمار النوم بواسطة واجبات الإنجاز والابتكار والتفوق. من وجهة نظر اقتصاديَّة تقليديَّة، النوم مَضْيَعةٌ تامَّة للوقت (المال لا ينام أبدًا!)، لكن هذا الحكم يتغيَّر بمجرد أن نفكر في وقت النوم لا باعتباره خسارة مؤسفة، وإنما باعتباره استثمارًا ثمينًا في مستقبل اليقظة المُنتِجة. ومن هنا نجد الصراع الطبقي في النو
. لقد طالب أعضاء منظمة العمال الصناعيين بالفعل في عشرينيات القرن المنصرم بأن يكون العمل لمدة 16 ساعة على مدار الأسبوع، بموجب 4 ساعات في اليوم لمدة أربع أيام.
ترتبط الصداقة على نحو وثيق للغاية بتعريف الفلسفة، لدرجة تسوِّغ لنا القول بأن الفلسفة لن تكون ممكنة فعليًّا من دون الصداقة.
النشرة البريدية