أسماء السكوتي
كان لندن النموذج الأولي الذي سيبني عليه الرواة الأمريكيون مثالهم للبطولة، فهو الجذر الذي نبت منه لاحقًا هيمنجواي ودوس باسوس وكيرواك، وربما حتى هـ. س. طومسون.
درس الحكاية إذن: مساعدة الآخرين تساوي التهلكة. طبعًا، لا تعتبر شهرزاد من الحكاية وتصر على الزواج من شهريار، مما يفتح المجال لحكاية تالية.
ما زال النقاد إلى اليوم في خضم جدل محتدم حول طبيعة “قلب الظلام”؛ ندد تشينوا أتشيبي بالرواية في محاضرة شهيرة له سنة 1975 ووصف كاتبها بـ”العنصري اللعين”.
ليست رواية “شارة الشجاعة الحمراء” تاريخية بالمعنى التقليدي، فلها نسيج سينمائي، وهي تكسر مع ذلك كل القواعد عندما تلوي عنق الإحالات الزمانية والمكانية.
ما الذي يضفي على نهاية بشري أيًا كان كل هذه القداسة، بينما تموت أعداد من الذباب والطيور والحيوانات كل يوم دون أن يتحرك لنا جفن؟ لماذا ندعو بالرحمة للأوغاد مهما أدركنا من سيرتهم؟ ما درجة الشر التي يجب أن تتوفر في الميت لتدفع به خارج دائرة التعاطف والحزن؟ وما أقل درجات الجرم والتسلط التي تتيح لميت كحد أدنى قبرًا ومُشيعَين يحملانه إلى مثواه الأخير؟
تطلّ مدينة برلين من خلال هذه الرسائل أحيانًا عابسة، وأحيانا لاهية. تظهر كامرأة، وأحيانًا كرجل. تظهر كطقس، وشوارع، ومواصلات عامة. تظهر كصخب هيبستري، كنظام اجتماعي قاسٍ، أو كمرض يصيب الخيال.
“كما نحيا الآن” من أقرب النصوص إلى قلبي في هذه السلسلة، ذلك أنها حكاية رائعة وميلودراما تجاوزت زمنها لتتناسب مع كل زمن. إنها تحفة كاتب خَبِر واختبر صنوف الكتابة؛ رواية تبدأ متهكمة وتنتهي كمهزلة اجتماعية مسلية.
تعد سوق الغرور، بسبب واقعيتها المتدفقة أداءً شجاعًا لكاتب وجد ثيمته الحقة.
كنت في البدء قلقًا من موقع دزرائيلي في هذه القائمة؛ هل كنت لأدرجه فيها لو لم يكن في وقت ما رئيس وزراء؟ أو لو أنه لم يبهر ويسحر المجتمع الفيكتوري لسنوات وسنوات؟
سينتقل قابيل للسينما والأدب لتنقلب رمزيته رأسًا على عقب؛ بدلًا من أن يكون المجرم الأول في التاريخ الآدمي، سيغدو أبًا للقُبَحاء والمنبوذين ولكل أولئك الذين يعيشون بلا أرض.
النشرة البريدية