أحمد الزناتي
تنتمي الرواية إلى الأدب «الجروتسكي»، أي الأدب الغرائبي المُشوِّه للواقع، والمُطعَّم بقطرات مركزّة من السخرية الحادة والسوريالية السوداء.
رواية أوڤِه يونسون هي محاولة لإعادة بناء تاريخ دهسه الزمن تحت عجلته، إلا أنه تاريخ لا يمكن قبوله ولا نسيانه أيضًا.
لقد ورطّني عملك إجمالًا في متاعب لا حصر لها، وقد قلّبتُ الرواية على وجوهها طَوال ثلاث سنوات حتى استطعتُ الولوج إلى عالمها.
هل يُمكن القول إن الفن يلعب دور الوسيط بين النظر والعمل؟ فهو من ناحية نشاط عقلي معرفي، ومن ناحية أخرى، نوع من الممارسة العملية الرامية إلى تغيير الواقع، مُفترِضًا أن ذلك سبب انشغال كثير من الفلاسفة الألمان بالفن إلى جانب انشغالاتهم الفلسفية الأخرى.
يرى بروست أن الدور الأساسي للعمل الفني هو الإدراك المباشر للتجربة الإنسانية ثم إيصالها إلى القارئ. ينعي بروست على الكُتَّاب النأيَ عن تجربتهم الذاتية الخاصة بسبب كسلهم الذهني أو عدم الدقة اللغوية، فيقول إننا نفسد تجاربنا الشخصية بسبب فساد التعبير اللغوي، فنشكل حياتنا وأفكارنا على نحوٍ مغاير لما أحسسنا به، لعجزنا عن التعبير عنه بدقة.
«كنتُ -وما زلتُ- عند رأيي السابق: ينبغي ألا تصطبغ الحياة ولا البشر بصبغةٍ سياسية، وسوف أدافع عن موقفي بعدم الانخراط في السياسة حتى الرمق الأخير. ».
أراد الجـدُّ أن يصبح مُروِّض أسود، لا لشيءٍ إلا ليعكِّر صفو من زعموا إنه فاشل في كل شيء، كان هدفه أن يُعكِّر صفوهم واحدًا واحدًا. كان يربي البطّ البريّ سرًا.
النشرة البريدية