قصة قصيرة
منذ كانت كاهو صغيرة لم تعبأ إلى هذا الحد بمظهرها. إن رؤية وجهها في المرآة لم تجعلها تفكر في أنه جميل أو قبيح بوجه خاص. لم يحبطها ولم يسعدها. وعدم اكتراثها بوجهها كان ينبع من حقيقة أنها لم تشعر بأن مظهرها يؤثر على حياتها بأي طريقة.
استطاعت الكلاب بمعاونة القطط والقوارض في الانتصار على البشر في موقعة الدجاج. رفع يديه عاليًا في حركة خاطفة في محاولة للإمساك بالذبابة، إلا أنها طارت مسرعة، فعاد مرة أخرى إلى سكونه وضجره، وتمتم لنفسه “نحن لم نعد نقوى حتى على اصطياد ذبابة”
لم تكن نهى من محبي كرة القدم قبل أن تعرفه، لكنها بناءً على نصيحة قرأتها في مجلة أو شاهدتها في فيديو عن الحياة الزوجية، أو سمعتها من صديقة متزوجة، لا يمكنها أن تحدد على وجه الدقة، قررت أن تشاركه شغفه.
كان أبو نار يسير واضعًا يده في جيبه الجينز الأسود، رافعًا رأسه لأعلي، لا يبالي بما يتلقاه من كلام يسم البدن، بل يرد بصوت خافت “حقي يا ولاد الوسخة”.
أَعلنتْ الحُكومةُ صباحَ اليومِ في بيانٍ رَسمي انطلاقًا من الأسبوعِ القادمِ تَنتهي أوقاتُ الحظرِ وتَعودُ الحياةُ إلى طبيعتِهَا شيئًا فشيئًا. لدَّي مُتَّسعٌ من الوقتِ قبلَ المَوعدِ في (سانتياجو بيرنابيو)
كانت مشغولة لغويًا بتسمية هذا الشيء؟ فهو ليس حبًّا عاصفًا. تقول لنفسها ربما يكون تزجية للوقت ليس إلّا. هذا الرجل الذي تمشي صحبته يحمل ماءً في جسده لا دمًا.
في الواقع أنه لم يكن يتأمل المارة في الطرقات لكي يتعرف على الحياة. بل على العكس كان يحاول التعرف على الحياة داخل الكتب لكي يتأمل المارة في الطرقات. وربما كانت تلك الخطة طريقًا غير مباشرة لمعرفة الحياة.
إن هذا الحب يقودنا إلى الموت، مرة تلو الأخرى، لكن لا يهم. فمنذ لحظة نـزولي من الطائرة، أراها واقفة هناك، تنتظرني بهدوء. صمتٌ سعيدٌ يمنحنا سرَ الحـب، الذي يبدو لنا أنه أبديّ، فنحن لا نعرف أبدًا أننـا سوف نموت، أو لعلنا نعرف، نعرف ولكننا لا نبوح بذلك
أي عصر نعيش فيه الآن إن لم يكن عصر نهاية التاريخ، انظر حولك صديقي المواطن وأتحداك ألا يثار استياؤك، الشمس تزداد حرقة يومًا عن آخر، الزحام يلتهم مدننا، خطوط المواصلات مهترئة، ومجموعات بشرية غضبة تنتشر حولنا في كل اتجاه
مثل الشبح الصغير هبَّتْ طفلةٌ من المَمر المُظلِم، حيث كان المصباحُ مُطفَئًا، واقفةً على أطرافِ قدميِها فوقَ الأرضِ ترتجفُ لاإراديًا.
النشرة البريدية