ترجمة

الفن عديم الفائدة، هكذا يقال لنا، وبمجرد أن يؤثر في العالم يفقد مقامه بصفته فنًا. الشيء الغريب أن من يقولون لنا هذا عادةً ما يكونوا نفس أولئك الناس الذين يضعون الفن في خدمة أقسى اﻷدوات، وهو سوق الفن.

يمكن للمرء أن يتخيل مدى التأثير الهائل الذي أحدثه هذا النسق الهيجلي في مناخ ألمانيا الممسوس بالفلسفة. كان موكبًا انتصاريًا استمر لعقود ولم يتوقف على الإطلاق بوفاة هيجل

بينما يبدو هذا أشبه بمشروع بودريار الذي يريد أن يُذكِّر الجميع أن كل شيء ليس سوى محاكاة، ولا شيء آخر يهم. أو مشروع نيتشه الذي يهاجم أسس الميتافزيقيا الغربية، يسلك رانسيير طريقًا مختلفًا، وهو أنه يتهم كل الفلاسفة اﻵخرين بأنهم حفنة أفلاطونيين أقذار كارهين للديمقراطية.

بالنسبة لي، فإن ميراث مايو 68 هو بكل بساطةٍ ميراثُ السياسة الديموقراطية كما أفهمُها. كان مايو 68 في المقام الأول تأكيدًا لقدرة الجميع على أن يأخذوا في أيديهم مصيرَهم المشترك في مقابل الفكرة التي تمُاثّلُ بين الديموقراطية وبين الإدارة الأوليجاركية للدولة.

يُعامِل كثير من الفلاسفة المدينة بجفاء، لا على أسس سياسية فقط، فالسبب ذو العلاقة الأوثق إبستمولوجي. وعلى خطى كانط، يفضلون التفكير كونيًا أو عالميًا لا محليًا.

يساعدنا الاستغراق في المهنة أن ندرك أن العملاء الطالبين للترجمة يحتاجوننا مثلما نحتاجهم، هم لديهم المال الذي نحتاجه، ونحن لدينا المهارات التي يحتاجونها. ونحن لا نبيع إليهم تلك المهارات خاضعين مذعنين قابلين شروطهم كلية، وإنما نبيعها من موقف الثقة والقوة المهنية.

يجبرنا العقل على أن نرتكب الخيانة هنا، أن نغدر بقضيتنا، أن نرفض الاشتراك في ألاعيب الحرب الجارية.

الحيثية الأولى التي كان يجب عليَّ التفكير بها عند صياغة فلسفتي هي: ما الذي يمكن معرفته؟ وهذا يعني، ما الذي يمكن أن نتأكد من أننا نعرفه، أو نتأكد من أننا نعرف أننا نعرفه، إذا كان حقًّا يمكن معرفة أي شيء.

نعم، الجنس يخضع لوطأة ألعاب السلطة، والفواحش العنيفة.. إلخ، ولكن الشيء الذي يصعب الاعتراف به، هو أن هذه الأشياء متأصلة فيه.

واحدة من اﻷساطير التي تحيط مسرحية «في انتظار جودو» أن بيكيت استلهم مسرحيته من لوحة كاسبر دافيد فريدريش «رجل وامرأة يرقبان القمر». واﻷساطير متعددة، مثلما هو الحال مع كل اﻷعمال الفنية اﻷصيلة التي تتسم بالغموض.

تابعنا على السوشيال ميديا

النشرة البريدية

Close menu