محمد عبد النبي

ريموند كارفر

فوجئتُ للغاية عند ما تلقيتُ رسالتكَ التي تستفسر فيها عن ابني، كيف عرفتَ بمكاني هنا؟ لقد انتقلتُ إلى هنا قبل أعوام، بعد أن بدأ ما حدث مباشرةً. لا أحد يعرف هُنا مَن أكون، لكني أظن أنَّ الأمر سواء، فأنا لا أخشى إلَّاه هو. عندما أنظر إلى الصحف أهز رأسي وأتعجب. أقرأ ما يكتبونه عنه وأسأل نفسي هل هذا الرجل هو ابني حقًا، أهو مَن يفعل تلك الأشياء؟

ريموند كارفر

في المطبخ، صَبَّ شرابًا آخر ونظر إلى أثاث غرفة النوم في باحته الأمامية. كانت المرتبة عارية والملاءات المخططة مطروحة بجانب وسادتين على الشيفونيرة. باستثناء هذا فقد بدت الأشياء إلى حدٍ كبير كما كانت تبدو في غرفة النوم-كُمودينو ومصباح قراءة على جانبه من السرير، كمُودينو ومصباح قراءة على جانبها من السرير.

ريموند كارفر

بالصُدفة، أسافرُ غربَ البلاد لبعض العَمل، وهكذا أتوقَّف في هذه البلدة الصغيرة حيث تعيش زوجتي السابقة. لم يرَ أحدنا الآخر خلال أربعة أعوام. لكن بين الحين والآخر، كلّما نُشرَ لي شيء، أو كُتبَ عني شيء في المجلات أو الصحف – بورتريه أو حوار صحافي – أرسلتُ لها تلك الأشياء.

ريموند كارفر

هذا الرجل البدين هو أكثر شخص بدانة رأيتُه طول عمري، رغمَ أنَّه حَسن المظهر وأنيق الثياب بما فيه الكفاية. كل ما فيه كبير. لكنها الأصابع هي ما أتذكَّره جيدًا. حين أتوقف إلى المائدة المجاورة له لأخدم الرجل والمرأة المُسنَّيْن، ألاحظ الأصابع لأول مرة. تبدو ضعف حجم أصابع الشخص العادي بثلاث مرات- أصابع طويلة، ثخينة، ودَسمة كالقِشدة.

ريموند كارفر

قالت ماكسين لزوجها إل. دي. أن يرحل، ليلةَ عادت إلى البيت مِن عملها فوجدته قد سَكرَ مرة أخرى، ويتحدث بسَفَالة مع ري، ابنتهما ذات الخمسة عشرة عامًا.

ريموند كارفر

ليس مِن السَهل تقديم عالَم كارفر ببضع كلمات أو بضعة سطور، ولَعلَّ أفضل طريقة للتعرُّف عليه وعلى كتابته هي قراءة أعماله مباشرةً، مِن غير وسيط ولا مقدمات.

القصة القصيرة هي حكاية تنطوي على حكاية سرية. والمسألة هنا لا تتعلق بمعنى خفي يعتمدُ على التأويل: فاللغز ليس سوى قصة مروية بطريقة مُلغزة.

تابعنا على السوشيال ميديا

النشرة البريدية

بدعم من