جورجيو أجامبن
لقد مررنا جميعا بتلك الأوقات التي يريد فيها الواحد منّا أن يقرأ لكنه لا يقدر على ذلك―تلك اللحظات التي نصّر فيها بعناد على تقليب صفحات أحد الكتب، لكنه يسقط، حرفيًا، من بين أيدينا.
لا تحول السلطة بين البشر وبين إمكانهم، أي بينهم وبين ما يقدرون على فعله، وإنما بين البشر وبين لاإمكانهم، أي بينهم وبين ما لا يقدرون على فعله، أو بالأحرى، بينهم وبين ما يقدرون على عدم فعله.
وإذا كنا شاهدين اليوم على هيمنة مجحفة للحكومة والاقتصاد على سيادة شعبية تم إفراغها تدريجيًا من أي معنى وقيمة، فلربما هو ذا الثمن الذي تدفعه الديمقراطيات الغربية نتيجة إرث فلسفي تحملته دون مراجعة.
ما من شعر بلا فكر، كما أنه ليس هناك فكر بلا لحظة شاعرية. من هذه النظرة، نعتبر هولدرلين وكابروني فلاسفة، كما أن بعض أجزاء نصوص أرسطو أو فالتر بنيامين هي شعر خالص
مَثلت أفكار شميت «الحالة النموذجية» التي يتطابق فيها النموذج المعرفي مع الوضع الراهن.
ترتبط الصداقة على نحو وثيق للغاية بتعريف الفلسفة، لدرجة تسوِّغ لنا القول بأن الفلسفة لن تكون ممكنة فعليًّا من دون الصداقة.
بالرغم من أن آدم وحواء لم يكونا مغطيين بثياب بشرية قبل أكلهما من الشجرة، إلا أنهما لم يكونا عاريين وقتئذ. فلقد كانا مغطيان بثوب من النعمة، من النور، من الستر الإلهي، غير مادي، غير مرئي، وملتصق على الجسد بإحكام.
في حين ظل البشر، لقرون طويلة، يمعنون الفكر في كيفية الحفاظ على المعرفة، وتطويرها والتحقق من صحتها، فإننا نفتقر بالكامل حتى إلى المبادىء الأساسية لفن الجهل.
النشرة البريدية