أحمد حسان

فجر نيويورك يئن عبر السلالم الهائلة

الطبيعة بوصفها كذلك هي النموذج المعياري للمشاعة. لا شيء فيها يخضع للاحتكار؛ فكل شيء مفتوح المصدر. جوهر المجال العضوي ليس الجين الأناني بل شفرة مصدر المعلومات الجينية المفتوحة للجميع.

ثمة عالم اسمه عالم سيلبينا أوكامبو، مصنوع من الحنين والدهشة. حنين إلى شيء لم يوجد قط وربما لا يدخل حتى في مجال الممكن. ودهشة إزاء واقع متاخم طول الوقت للفانتازيا والأحلام. يملأ ذلك العالم رجال، ونساء، وأطفال، ويغرقونه في الالتباسات، وعلاقات القوة الشاذة، وأوجه البراءة الزائفة. يتبدّى الحب والكراهية، ما هو تافه وما هو استثنائي، باعتباره مسألة ظلال رهيفة، أكثر من كونها تعارضات. قلّة من الكتّاب هم من تمكنوا من التعبير على هذا النحو عما يستعصي على الإمساك به.

جيل دولوز

من الخطأ فهم تقرير نيتشه بـ “موت الإله” على أنه حكم، فلعبارة نيتشه معنى حرفي أكثر مما نعتقد. لم يقتل نيتشه الإله، بل ينقل خبر موته.

المرء لا يكتب بعُصاباته. فالعُصاب، والذُهان ليسا مَسلَكين للحياة، بل حالتين يسقطُ فيهما المرءُ حين يجري وقفُ السيرورة، أو إعاقتها، أو سَدُّها.

فرانكو بيراردي

لم يعد التقلقل خاصية هامشيةً ومؤقتة، لكنه الشكل العام لعلاقة العمل في مجالٍ إنتاجي، رقمي، متشابك ومرتبط بإعادة التوليف.

إذا كان كل الأطفال قوطيين بالطبيعة، فسرعان ما اكتشفت أن غالبية زملائي التلاميذ كانوا خاضعين فعلا لقوانين الواقعية الاجتماعية؛ وقد حكيتُ في موضعٍ ما حيرتي وخيبة أملي إزاء الصديق الذي أعاد إليّ باحتقارٍ سر ويلهلم ستوريتز، لـﭼول ﭬيرن، قائلا بكل أناقة: “إنه مفرط الفانتازية.”

المجتمع لا يحتاج المزيدَ من العمل، ولا المزيد من الوظائف، ولا المزيد من المنافسة، على العكس: نحن بحاجةٍ إلى خفضٍ كبير في زمن العمل، إلى تحريرٍ هائل للحياة من المصنع الاجتماعي، حتى نُعيد نسج نسيجِ العلاقة الاجتماعية. إنهاءُ الارتباط بين العمل وبين الدخل سيتيح إطلاقاً هائلاً للطاقة للمهام الاجتماعية لن يعودَ يُمكنُ إدراكهُ كجزءٍ من الاقتصاد ويجب أن يصبح مرةً أخرى أشكالا للحياة.

ألقى دولوز بنفسه من النافذة بعدها بسبع سنوات، في سن السبعين، حين جعلت المشكلاتُ التنفسية التي ابتُلي بها منذ شبابه هذا العمل أكثر مما يحتمِل. ونُشر ما الفلسفة؟، تعاونه الأخير مع الأخصائي النفسي فيليكس جواتاري، بالإنجليزية عام 1994، العام السابق على وفاته، وطَرح إجابةً على سؤال العنوان: “الفلسفة هي فن تشكيل، وابتكار، وصنع المفاهيم”.

هكذا، فإن الدويندى قوةٌ وليس سلوكا، إنه نضالٌ وليس مفهوماً. وقد سمعت أستاذ جيتار عجوز يقول: “ان الدويندى ليس في الحنجرة؛ الدويندى يطفر من أخمص القدم”. وهذا يعني أنه ليس مسألة قدرة، بل مسألة شكلٍ حقيقي للحياة؛ أي شكلٍ حقيقي للدم، للثقافة الغابرة، للفعل الخلاّق.

تابعنا على السوشيال ميديا

النشرة البريدية

بدعم من