عن الأسبانية
لدينا هنا مشكلة كبيرة جدًا لا نعرف الطريقة المثلى لشرحها. يبدو أننا نتحدث عن مشكلة أخلاقية وبيئية، نوعٍ من الوعي الكوكبي.. لكنها أخطر من ذلك بكثير.. إنها أزمة عدالة.
إذا كان كل الأطفال قوطيين بالطبيعة، فسرعان ما اكتشفت أن غالبية زملائي التلاميذ كانوا خاضعين فعلا لقوانين الواقعية الاجتماعية؛ وقد حكيتُ في موضعٍ ما حيرتي وخيبة أملي إزاء الصديق الذي أعاد إليّ باحتقارٍ سر ويلهلم ستوريتز، لـﭼول ﭬيرن، قائلا بكل أناقة: “إنه مفرط الفانتازية.”
أما ذلك الرجل، ذلك الغريب عن المكان، فلعلَّه لم يعرف يومًا لماذا وقع اختياره على تلك البلدة. أو لعلَّه لم يختَرها بنفسه، في واقع الأمر: بل اختارها الحظ، أو القدر، أو حسن الطالع، أو سوء الطالع، أو حتمية اللحظة.
هكذا، فإن الدويندى قوةٌ وليس سلوكا، إنه نضالٌ وليس مفهوماً. وقد سمعت أستاذ جيتار عجوز يقول: “ان الدويندى ليس في الحنجرة؛ الدويندى يطفر من أخمص القدم”. وهذا يعني أنه ليس مسألة قدرة، بل مسألة شكلٍ حقيقي للحياة؛ أي شكلٍ حقيقي للدم، للثقافة الغابرة، للفعل الخلاّق.
رغم الإطاحة بالاستعمار السياسي، تظل العلاقة بين الثقافة الأوروبية – التي تُسمى أيضًا بالثقافة «الغربية» – والثقافات الأخرى عبارة عن علاقة تسلط استعماري.
يخلق عقلي روابط تأخذني إلى الجبال حيث عرفت عجوزًا لم يكن قد رأى البحر، ولم يكن مهتمًا برؤيته. حين حدثته عن البحر لم يندهش، قال لي إن الجبال التي يعيش بينها كانت تكفيه.
لأن استبدال المسيحية بسجائر الكوكايين والهروين ليس تعافيًا وإنما تغيير مورّد.
كلمات الحُلم، الطفولة، الموت لا تكون أبدًا ما يود المرء قوله لغة الميلاد تُخصِي
ذات ليلة خريفية كان الجو حارًا رطبًا وكنت قد ذهبتُ الى مدينةٍ تكاد تكون مجهولةً بالنسبة لي؛ كان ضوء الشوارع الخافت كابيًا بفعل الرطوبة وبعض أوراق الشجر. دلفتُ الى مقهى قرب كنيسة، وجلستُ الى طاولةٍ في العمق وفكرتُ في حياتي.
النشرة البريدية