مقالات الكاتب Ahmad Hassan
بالنظر إلى الخراب التي ينفتح أمام أعيننا، سأؤكد أن وعياً يتشكّل في كل أنحاء العالم ــ يُترجَم أكثر فأكثر إلى فعل ــ بأن الرأسمالية ’غيرُ قابلةٍ للبقاء‘ وأن خلق نظامٍ اقتصادي اجتماعي مختلف هو المهمة الأشد إلحاحا لأغلب سكان العالم.
فجر نيويورك يئن عبر السلالم الهائلة
الطبيعة بوصفها كذلك هي النموذج المعياري للمشاعة. لا شيء فيها يخضع للاحتكار؛ فكل شيء مفتوح المصدر. جوهر المجال العضوي ليس الجين الأناني بل شفرة مصدر المعلومات الجينية المفتوحة للجميع.
ثمة عالم اسمه عالم سيلبينا أوكامبو، مصنوع من الحنين والدهشة. حنين إلى شيء لم يوجد قط وربما لا يدخل حتى في مجال الممكن. ودهشة إزاء واقع متاخم طول الوقت للفانتازيا والأحلام. يملأ ذلك العالم رجال، ونساء، وأطفال، ويغرقونه في الالتباسات، وعلاقات القوة الشاذة، وأوجه البراءة الزائفة. يتبدّى الحب والكراهية، ما هو تافه وما هو استثنائي، باعتباره مسألة ظلال رهيفة، أكثر من كونها تعارضات. قلّة من الكتّاب هم من تمكنوا من التعبير على هذا النحو عما يستعصي على الإمساك به.
المرء لا يكتب بعُصاباته. فالعُصاب، والذُهان ليسا مَسلَكين للحياة، بل حالتين يسقطُ فيهما المرءُ حين يجري وقفُ السيرورة، أو إعاقتها، أو سَدُّها.
لكن قدرًا كبيرًا من القيمة الإيجابية جاء من مغازلة دولوز مع العظماء. فقد اكتشف خطًّا يتيمًا من المفكّرين لا يرتبطون بسلالةٍ مباشرة لكنهم مُتّحِدون في معارضتهم لفلسفة الدولة التي تمنحُهم رغم ذلك مواقع ثانويةً ضمن معيارها.
لم يعد التقلقل خاصية هامشيةً ومؤقتة، لكنه الشكل العام لعلاقة العمل في مجالٍ إنتاجي، رقمي، متشابك ومرتبط بإعادة التوليف.
إذا كان كل الأطفال قوطيين بالطبيعة، فسرعان ما اكتشفت أن غالبية زملائي التلاميذ كانوا خاضعين فعلا لقوانين الواقعية الاجتماعية؛ وقد حكيتُ في موضعٍ ما حيرتي وخيبة أملي إزاء الصديق الذي أعاد إليّ باحتقارٍ سر ويلهلم ستوريتز، لـﭼول ﭬيرن، قائلا بكل أناقة: “إنه مفرط الفانتازية.”
المجتمع لا يحتاج المزيدَ من العمل، ولا المزيد من الوظائف، ولا المزيد من المنافسة، على العكس: نحن بحاجةٍ إلى خفضٍ كبير في زمن العمل، إلى تحريرٍ هائل للحياة من المصنع الاجتماعي، حتى نُعيد نسج نسيجِ العلاقة الاجتماعية. إنهاءُ الارتباط بين العمل وبين الدخل سيتيح إطلاقاً هائلاً للطاقة للمهام الاجتماعية لن يعودَ يُمكنُ إدراكهُ كجزءٍ من الاقتصاد ويجب أن يصبح مرةً أخرى أشكالا للحياة.
ألقى دولوز بنفسه من النافذة بعدها بسبع سنوات، في سن السبعين، حين جعلت المشكلاتُ التنفسية التي ابتُلي بها منذ شبابه هذا العمل أكثر مما يحتمِل. ونُشر ما الفلسفة؟، تعاونه الأخير مع الأخصائي النفسي فيليكس جواتاري، بالإنجليزية عام 1994، العام السابق على وفاته، وطَرح إجابةً على سؤال العنوان: “الفلسفة هي فن تشكيل، وابتكار، وصنع المفاهيم”.
النشرة البريدية