فرانكو براردي
بيراردي شايف إن المستقبل ما بقاش موضوع مريح للناس دلوقتي ﻷن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات خلت حياتنا وسياساتنا معقدة قوي وسريعة قوي لدرجة إن مفيش قانون عقلاني أو اتجاه خطي يقدر يلقط لنا تصور للمستقبل، وبقينا عايشين في عالم من الجموح التكنولوجي يصعب عليك توقع أي نتيجة ﻷي فعل بتاخده.
المجتمع لا يحتاج المزيدَ من العمل، ولا المزيد من الوظائف، ولا المزيد من المنافسة، على العكس: نحن بحاجةٍ إلى خفضٍ كبير في زمن العمل، إلى تحريرٍ هائل للحياة من المصنع الاجتماعي، حتى نُعيد نسج نسيجِ العلاقة الاجتماعية. إنهاءُ الارتباط بين العمل وبين الدخل سيتيح إطلاقاً هائلاً للطاقة للمهام الاجتماعية لن يعودَ يُمكنُ إدراكهُ كجزءٍ من الاقتصاد ويجب أن يصبح مرةً أخرى أشكالا للحياة.
حتى نستوعب معنى مفاهيم العمل الذهني والكوجنيتاريا (أي فئة العمال بالذهن)، علينا أن نحلل التحولات التي حدثت في سير العمل، ولكن علينا أيضًا أن نحلل البعد النفسي والرغبوي لمجتمع ما بعد الصناعة وما يحدث فيه.
الأسبابُ وراءَ الحبِ الجديد للعمل تكمنُ ليس فقط في الإفقارِ المادي المنبثِق عن انهيار الضماناتِ الاجتماعية، بل كذلك في إفقار الوجودِ والتواصل. إننا نجدِّدُ إعزازَنا للعمل لأن البقاءَ الاقتصادي [على قيد الحياة] يصبحُ أكثرَ صعوبةً وتصبحُ الحياةُ اليومية مُوحِشةً ومملّة: تصبح الحياةُ المتروبوليتانية [المدينية] حزينةً إلى حدِّ أننا يمكن أن نبيعَها مُقابلَ النقود.
المجيء الثاني مقال لفرانكو (بيفو) براردي* عن E-flux مارس-يونيو 2017 ترجمة: أحمد حسَّان الترجمة خاصة بـ Boring Books يحتفظ المترجم بحقه في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمته دون إذن منه. * فرانكو بيراردي هو كاتبٌ وناشط وسائط اتصال، كتابه الأخير هوFuturability: The Age of Impotence and the Horizon of Possibility. نشرته فرسو (2017). […]
النشرة البريدية