اقتباسات من كتاب "الروح في العمل: من الاستلاب إلى الاستقلال الذاتي"

لفرانكو (بيفو) براردي

ترجمة أحمد حسان

الاقتباسات من اختيار: حسين الحاج


... بينما كانت التقاليد النظرية لليسار تعتبر أن التعبير السياسي للطبقة العاملة تأثيرٌ لتطور رأس المال، أكد [ماريو] تورنتي نوعًا من أسبقية الذاتية، اﻷولوية (المنطقية والزمنية) للتنظيم الاجتماعي والتمرد في علاقته بإعادة الهيكلة التقنية والسياسية للرأسمالية من وجهة نظر ترونتي، فإن نضال العمال هو ما يدفع الرأسماليين لتغيير التنظيم الاقتصادي والتكنولوجي للإنتاج: يقوم ضغط سلوك العمال (النضال، التخريب، الكسل، رفض العمل) بدور معجّل ومحّول للتركيب التقني لرأس المال. بينما يقوم العمال برفض وتخريب الاستغلال الرأسمالي، يضطر الرأسماليون لتغيير التنظيم التكنولوجي للعمل. ومن ثم يمكن القول بأن المصدر اﻷعمق للتجديد التكنولوجي هو تمّرد العمال ضد استغلال وقتهم وحياتهم. طبقًا لترونتي، في الحقيقة، لا يمكننا فهم التحول الاقتصادي والتكنولوجي للرأسمالية إلا إذا بدأنا من النزاع الاجتماعي، ومن التنظيم السياسي للعمال. المصنع ليس اﻵلة التي تدفع التطور الاجتماعي فحسب، لكنه المختبر السياسي للتحول الاجتماعي والاقتصادي. يجب النظر إلى تطور اﻵلة الرأسمالية على أنه رد فعل على أشكال الحياة والفعل لدى العمال.


إخضاع الروح للعمل: هذا هو الشكل الجديد للاستلاب. تقع طاقتنا الراغبة في أحبولة المشروع - الذاتي، ويتم تنظيم استثماراتنا الليبيدية طبقًا لقواعد اقتصادية، ويتم أسر انتباهنا في تقلقل الشبكات الافتراضية: فكل شذرة من النشاط الذهني لابد من تحويلها إلى رأسمال.


نتيجةٍ للوصول الجماهيري إلى التعليم، وللتحول التقني والعلمي للإنتاج، أعيد تعريف دور المثقفين: لم يعودوا طبقة مستقلة عن اﻹنتاج، ولا أفراد يتولون مهمة اختيار أخلاقي خالص وإدراكي حر، بل ذاتًا اجتماعية جماهيرية، تميل إلى أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من السيرورة العامة للإنتاج.


لا يجب اعتبارُ الإنتاجِ مجرد سيرورةٍ اقتصادية، لا يحكمها سوى قانونُ العرض والطلب؛ فالعوامل الواقعة خارج ـ الاقتصاد لها دورها في تلك السيرورة ويكون مغزاها أكبر حين تكتسبُ دورةُ العمل الطابعَ الذهني. فالثقافة الاجتماعية، والتخيُّلات، والتوقُّعات، وأوجُه نزعِ الأوهام، المتباعدة جميعها، والكراهية، والوحدة تُعدِّل جميعها إيقاع وانسيابية العملية الإنتاجية. المجالات العاطفية، والإيديولوجية، واللغوية تشرُط الإنتاجيةَ الاجتماعية. ويزداد هذا وضوحًا كلما ارتبطت نفسُ تلك الطاقات العاطفية، واللغوية، والإسقاطية بعملية إنتاج القيمة.


اليوم، ماذا يعني أن نعمل؟ كاتجاهٍ عام، يتمُ أداءُ العمل طبقًا لنفس المنظومات البدنية: نجلس جميعا أمام شاشةٍ ونحرّك أصابعنا على لوحة مفاتيح. نكتب type.

من جهةٍ، أصبح العملُ أكثر تجانسًا من وجهة نظر بدنيةٍ وحركية ergonomic، لكنه من جهةٍ أخرى يصبح أكثر تمايزًا وتخصصا بالنسبة للمضامين التي يطوِّرها. يتشارك المعماريون، ووكلاء السياحة، ومُطوّرو برامج السوفتوير، ووكلاء النيابة في نفس الإيماءات البدنية، لكن لا يمكنهم أبدًا تبادلُ وظائفهم حيث أن كلَّ واحدٍ منهم يُطورُ قدرةً نوعية وموضعية لا يمكن نقلها إلى من لا يشاركون في نفس الإعدادِ الدراسي وليسوا على ألفةٍ مع نفس المضامين الإدراكية المركبة.


ردًا على سؤال "ما هي الثروة؟" يمكننا الإجابةُ بطريقتين متعارضتين تمامًا. يمكننا تقييمُ الثروةِ على أساس كمية السلع والقيم المملوكةِ، أو يمكننا تقييمُ الثروة على أساسِ كمية البهجةِ والمتعة التي تستطيعُ خبراتُنا إنتاجَها في كياناتنا الشعورية. في الحالةِ الأولى، تكون الثروةُ كميةً مُتشيِّئةً، وفي الثانية، تكون خاصيةً ذاتيةً للخبرة.

ليست النقودُ، والحسابات المصرفية، والنمو الاقتصادي هي الأشياءُ الوحيدة التي تدفعُ هذا الإعزازَ الجديد للعمل الذي يتسَيَّدُ المشهدَ السيكولوجي والاقتصادي للسنوات العشرين الأخيرة. لكنها بالتأكيد عاملٌ مُسيطِر. تتركزُ الإيديولوجيا الاقتصاديةُ النزعة قسريًا على الاقتناع بأن حبَ المرءِ لعملهِ يعني نقودًا، وأن النقودَ تعني السعادة. وهذا صحيحٌ جزئيًا فحسب.

فلنكرِّر السؤال: ماذا تعني الثروة؟ الإجابةُ الوحيدة المتاحةُ لهذا السؤال هي بالطبع إجابةٌ إقتصادية: الثروةُ تعني امتلاكَ الوسائل التي تُتيحُ لنا الاستهلاكَ، وبالتحديد تَوفُّرَ النقودِ، والائتمان، والسلطة. لكن هذه ما زالت إجابةً بائسة، إجابةً جُزئية، وربما خاطئةً تمامًا، تُنتج البؤسَ للجميع، حتى لأولئك القادرين على مراكمةِ الكثيرِ من هذه الأشياء. هذه الإجابة تدركُ الثروةَ باعتبارها إسقاطًا للزمن يستهدفُ كسبَ السلطة من خلال التملُّك والاستهلاك. لكن يمكنُ للمرء بدلًا من ذلك أن يُدركَ الثروةَ باعتبارها القدرةَ البسيطة على التمتُّع بالعالم المتاحِ على أساسِ الزمنِ، والتركيز، والحرية.

هذان التعريفان للثروة مُتنازِعان بالطبع، وليس كتعريفين فحسب. فهما في الحقيقة نمطان modalities مختلفان من العلاقة بالعالم، والزمن، والجسد. فكلما زاد الزمنُ الذي نقضيه في اكتسابِ وسائلِ الاستهلاك، كلما نقُص الزمنُ المتوفّر للتمتع بالعالم المتاحِ لنا. وكلما زاد استثمارُنا لطاقاتنا العصبية في اكتساب القدرةِ الشرائية، قلَّت إمكانية استثمارِنا لها في إمتاع أنفسنا. وحول هذا الموضوعِ ــ الذي يتجاهلُه الخطابُ الاقتصادي تمامًا ــ يجري اليوم استنفادُ مسألةِ السعادةِ والشقاء في المجتمعات الرأسمالية ـ المفرطة. حتى نملكُ المزيدَ من السلطة الاقتصادية (المزيدَ من النقود، المزيد من الائتمان) من الضروري أن نُكرِّس المزيدَ والمزيدَ من الزمن للعمل المُصادَقِ عليه homologated اجتماعيًا. إلاّ أن هذا يعني أن يصبحَ من الضروري تقليلُ زمنِ البهجة والخبرة، زمنِ الحياة، بكلمةٍ واحدة. الثروةُ، مفهومةً على أنها المتعةُ تتناقصُ بالتناسبِ مع نمو الثروةِ المفهومة على أنها تراكمٌ اقتصادي، لسببٍ بسيط هو أن الزمنَ الذهني في الإطار الأخير مُوَجَّهٌ للتراكم وليس للمتعة.

وعلى الجانب الآخر، تتزايد الثروة المفهومة على أنها تراكمٌ إقتصادي بالتناسب مع تقليل المتعة المُبَدَّدة، مما يتسبب في أن يعاني الجهازُ العصبيُ الاجتماعي من الانقباضِ والإجهادِ، اللذين بدونهما لا يمكنُ لأي تراكمٍ أن يحدث.


الآن يمكنُنا أخيراً إجابةَ السؤال: كيف حدثَ أن استعادَ العمل مكانًا محوريًا في الوجدانية affectivity الاجتماعية ولماذا طوَّر المجتمعُ إعزازًا affection جديدا للعمل؟

أحدُ الأسبابِ معروفٌ جيدًا: في وضع منافسةٍ يضطّرُ العمالُ إلى قبولِ هذا الابتزاز البدئي: إعمَل بقدر ما تستطيعُ أو مِت. لكن ثمةَ إجابةٌ أخرى يمكننا تقديمها، تتعلّق بإفقارِ الحياةِ اليومية والعلاقةِ بالآخرين، بفقدان الشبقيةِ في الخبرة التواصلية.

الأسبابُ وراءَ الحبِ الجديد للعمل تكمنُ ليس فقط في الإفقارِ المادي المنبثِق عن انهيار الضماناتِ الاجتماعية، بل كذلك في إفقار الوجودِ والتواصل. إننا نجدِّدُ إعزازَنا للعمل لأن البقاءَ الاقتصادي [على قيد الحياة] يصبحُ أكثرَ صعوبةً وتصبحُ الحياةُ اليومية مُوحِشةً ومملّة: تصبح الحياةُ المتروبوليتانية [المدينية] حزينةً إلى حدِّ أننا يمكن أن نبيعَها مُقابلَ النقود.


العمل الصناعيُ الكلاسيكي وبالأخص الشكل المنظّمُ للمصنع الفوردي لا علاقة له بالمتعة. ولا علاقة له بالتواصل أيضا: تم فعليا إحباطُ التواصل، وتشظيته، وإعاقته طالما كان العمال نشطين أمام خط التجميع. كان العمل الصناعي يتميز أساسًا بالسأم والألم، كما يتضح في تقارير عمال المعادنِ والعمال الميكانيكيينِ للسوسيولوجيين الذين قاموا، في الخمسينات والستينات، بدراسة ظروف الاستلاب والتذرّي للعمال.

ومن ثم وجد العمالُ الصناعيون مكانًا للتفاعل الاجتماعي في جماعات العمل النوعية التخريبية، وفي التنظيمات السياسية أو النقابات حيث يُنظِّمُ الأعضاءُ أنفسَهم ضد رأس المال. أصبحت شيوعيةُ العمالِ الشكلَ الرئيسي للحياةِ الجيدة والتنظيمِ الواعي للطبقةِ التي أجبرَها رأس المال (وما زال يجبرها) أن تحيا جزءًا كبيرًا من وجودها في شروطٍ لا ـ إنسانية. كذلك كانت الشيوعيةُ الشكلَ الوحيد للمعرفة للطبقة التي أجبرَها رأسُ المال (وما زال يجبرها) أن تحيا في شروطِ سلبيةٍ ذهنية. كانت الشيوعيةُ هي شكل الوعي الكلّي الذي أنتجته الجماعةُ العاملة النوعية. في التنظيم الشيوعي أمكن للعمال أن يُغادروا شروطَ عملهم المجرّد ليُعيدوا اكتشافَ التواصلِ العيني من خلال مشروعٍ مشترك، ميثولوجيا يتشاركونها. هذا النوعُ من الشيوعية لا علاقةَ له بالشيوعيةِ التاريخية المفروضة طوال القرن العشرين بواسطة البيروقراطيات الإقطاعيةِ، والعسكريةِ، والإيديولوجية. والعلاقةُ الوحيدة بين شيوعيةِ الدولة المفروضةِ بواسطة الأحزاب اللينينية في الاتحاد السوفيتي وفي سواه، وبين الشيوعيةِ المستقلة ذاتيًا للعمال، هي العنفُ الذي تمارسُه الأولى منهجياً على الثانيةِ، كي تُخضِعها، وتفرضَ انضباطَها، وتُدمّرها.


العمل الإدراكيُ هو جوهريًا عملُ تواصلٍ، بمعنى التواصلِ وقد أُخضِع للعمل. من وجهة نظرٍ معينة، يمكن رؤية هذا على أنه إثراءٌ للخبرة. لكنه أيضًا (وهذه هي القاعدة عموماً) إفقارٌ، حيث أن التواصل يفقدُ طابعَ الاتصالِ المجّاني، الممتع، والشبقي، ليصبح ضرورةً اقتصادية، اختلاقاً fiction بلا بهجة.


بديهي أن كلمة "كوجنيتاريا" تتضمن مفهومين: العمل الإدراكي والبروليتاريا.

الكوجنيتاريا هي الجسمانيةُ الاجتماعية للعملِ الإدراكي. وموضعُ الرِهان داخل التعريف الاجتماعي للعمل الإدراكي هو على وجه الدقةِ الجسدُ، الجنسانيةُ، الفيزيقيةُ الفانية، اللاوعي.

في أشهر كتبه، بعنوان الذكاء الجمعي Collective Intelligence (Perseus, 1999)، يقترح بيير ليفي Pierre Lévy مقولة الذهن الجمعي. يكتب أنه، بفضل الشبكة الرقمية، فإن فكرةَ مشاركةٍ تعاونية لكل الأذهانِ البشرية في خلق ذهنٍ جمعي تأخذ شكلًا عينيًا، ويصبح ممكنا خلقُ العالمِ ضمن الشروط التكنولوجية، والرقمية، والافتراضية. لكن الوجودَ الاجتماعي للعمال الإدراكيين لا يستنفِدُ ذاتَه مع الذهن: فالعمال الإدراكيون، في وجودهم العيني، هم أجسادٌ تتوتّر أعصابُهم بالانتباه والجهد الدائمين بينما تُجهَد أعينُهم في التأمل الثابت لشاشةٍ.


كل خيارٍ حكومي، وكل مبادرة اجتماعية، وكل شكلٍ من الثقافة، وكل تعليم، وكل تجديد، يتم الحكمُ عليه طبقًا لمعيارٍ وحيد: معيار المنافسة الاقتصادية والربحية. كل تخصّصٍ، وكل معرفة، وكل ظلٍ من ظلال الحس الوجداني يجب أن يتمشّى مع ذلك المعيار. تمثل النيوليبرالية محاولةً لبناء الإنسان الاقتصادي homoeconomicus: وهو نموذجٌ أنثروبولوجي غيرُ قادرٍ على التمييز بين صالح المرء الخاص وبين الفائدة الاقتصادية.

في منابع الرؤية الليبرالية ثمة اختزالٌ للصالح الإنساني (الصالح الأخلاقي والجمالي) إلى الفائدة الاقتصادية، واختزالٌ لفكرةِ الثروة إلى فكرةِ الملكية. يتم فصلُ فكرةِ الثروة عن بهجة الاستمتاع الحر وتُختزلُ إلى مُراكمةِ القيمة.


ضمن النظام العشوائي للقيم المتأرجحة، يصبح التقلقلُ precariousness الشكلَ العام للوجود الاجتماعي. يمكن للرأسمال أن يشتري نُتفًاfractals من الزمن الإنساني، ليُعيد توليفها من خلال الشبكة الرقمية. ويمكن للعمل ـ المعلوماتي الرقمي أن يُعاد توليفُه في مكانٍ مختلف، بعيدًا عن المكان الذي أنتجه. من وجهة نظر إكساب القيمة للرأسمال، يكون التدفق متصلًا، ويجد وحدته في الشيء المُنتَج. لكن من منظور العمال الإدراكي يكون للعمل المُنجَز طابعٌ شذري: إذ يتكون من كِسَرٍ من الزمن الخلوي المُتاح لإعادة التوليف الإنتاجية. وخلايا العمل المتقطّع تعمل ثم تتوقف ضمن إطار التحكّم الضخم للإنتاج الكوكبي. يمكن إذن فصلُ توزيع الزمن عن الشخص الفيزيقي والقانوني للعامل. يشبه زمنُ العمل الاجتماعي محيطًا من الخلايا المُنتجة للقيمة يمكن جمعها وإعادة توليفها طبقًا لاحتياجات رأس المال. غيّر التقلقلُ التركيبَ الاجتماعي، والأشكال السيكولوجية، والعلائقية، واللغوية، والتعبيرية للأجيال الجديدة التي تواجه الآن سوقَ العمل.


القيم النيوليبرالية التي قُدِّمت في الثمانينات والتسعينات باعتبارها مُتَّجهاتٍ للاستقلال وريادة الأعمال ـ الذاتية، كشفت عن كونها تبدّياتٍ لشكلٍ جديدٍ من العبوديةِ يُنتج عدم الأمان الاجتماعي وبالأخص كارثةً سيكولوجية. والروح، التي كانت ذات حينٍ هائمةً وغير قابلةٍ للتنبؤ، يجب الآن أن تتّبع دروبًا وظيفية كي تصبح متمشية مع نسق التبادلات التشغيلية التي تُبَنيِنُ المجموعَ الإنتاجي. كانت المصانع الصناعية تستخدم الجسدَ، مُجبِرةً إياه على ترك الروح خارج خط التجميع، حتى بدا العامل مثل جسدٍ بلا روح. وبدلًا عن ذلك يطلب المصنع اللامادي أن نضع أرواحنا ذاتها تحت تصرّفه: الذكاء، والحس الوجداني، والإبداعية، واللغة. ويرقد الجسدُ الذي لا جدوى منه مترهلًا عند أطراف الملعب: وحتى نعتنى به ونسلّيه، فإننا نضعه خلالَ الدورات التجارية للّياقة والجنس.

وحين ننتقل إلى دائرة العمل ـ المعلوماتي، لم يعد رأس المال يُجنِّد الناس، بل يشتري حُزَما من الزمن، منفصلةً عن حامليها المؤقتين والقابلين للتبادل. الزمن اللا ـ شخصي هو الآن الفاعل الحقيقي لسيرورة إكساب القيمة، والزمن اللا ـ شخصي ليس له حقوق.

وفي الأثناء، تكون الآلةُ البشرية موجودةً، نابضةً وفي المتناول، مثل عقلٍ ـ منبطح في الانتظار. امتداد الزمن خلويٌّ بصورةٍ دقيقة: فخلايا الزمن المُنتِج يمكن استنفارُها بأشكالٍ مضبوطةٍ، وعارضة، وشذرية. وتتحقق إعادةُ توليف هذه الشذرات أوتوماتيكيًا في الشبكات الرقمية. ويتيح الهاتفُ المحمول الربطَ بين احتياجات السميورأسمال وبين استنفار العمل الحي للفضاء ـ السيبراني. تدعو نغمةُ رنةِ الهاتف المحمول العمالَ لإعادة ربط زمنهم المجرّد بتدفقات الشبكة.


الاكتئاب هو إخماد الرغبة بعد تسارع مصاب بالهلع، حين لا تعود تستطيع فهم تدفق المعلومات الذي يحفز عقلك، فإنك تميل إلى ترك مجال الاتصال، معيقًا أي استجابة ذهنية ونفسية.