المشاعة
عن طريق المطالبة بكل شيء لكل الناس، نحن نؤكد أن “هذا الخراء لنا”
بالنظر إلى الخراب التي ينفتح أمام أعيننا، سأؤكد أن وعياً يتشكّل في كل أنحاء العالم ــ يُترجَم أكثر فأكثر إلى فعل ــ بأن الرأسمالية ’غيرُ قابلةٍ للبقاء‘ وأن خلق نظامٍ اقتصادي اجتماعي مختلف هو المهمة الأشد إلحاحا لأغلب سكان العالم.
المشاعات مش ملكيات، المشاعات هي طريقة للتمتع بأي مورد مشترك بين الناس بصورة مستدامة وبدون الاعتماد على ضوابط الدولة أو قوى السوق.
صاغ ويليام بليك الأمر ببساطة، “كل شأن الإنسان هو الفنون وكل شيءٍ مشاع”، وابتهل مطالباً بذلك، “أعطنا خبزنا الذي هو نصيبنا وحقنا، بانتزاع المال، أو السعر، أو الضريبة عما هو مشاعٌ للجميع في مملكتك”. هكذا كانت “المشاعة” حاضرةً في الهواء، وكذلك كان نقيضها، التطويق.
المشاعة قديمة وفي كل مكان، ومن العراق إلى إنديانا، ومن أفغانستان إلى آريزونا، ترتبط بالسكان الأصليين ولها تعديلاتٌ حديثةٌ كثيرة. التاريخ ليس حكاية تقدُّمٍ بسيط على خطٍ مستقيم من مراحلٍ أو صعوداً لدرجات سُلَّمٍ. كان ثمة مراحل عديدة، تتراكب، وتعود، وتنطّ، إن لم تكن تختفي فعليا. تحت الرادار كان ثمة جماعاتٌ نوعيةٌ عديدة، تتمشيع جنبا إلى جنب. وعلاوة على ذلك، التقدّم لمن؟
النشرة البريدية