ألبير كامو

أن تكون أخلاقيًّا، كما فهم الأبيقوريّون، يعني أنّ على المرء أن يكون حسّيًا. لم يكن الأمر مجرّد واقع معاناته الشخصيّة، بل تجذُّره العميق في عالمنا هو ما سمح لكامو بأن يعلن، دونما أيّ لمحةٍ عاطفية، أنّه «رغم أنّي في عمق الشّتاء، تعلّمت أخيرًا، أنّ في داخلي صيفٌ لا يندَحِر».

الطريق

تبدأ رحلة صابر بناءً على الحوار التأسيسي في الرواية بينه وبين أمه بسيمة عمران بعد خروجها من السجن (ط. 7-17)، والذي فيه كشفت له أن أباه لم يمت وأنها كانت تكذب عليه طيلة حياته

الرواية تصوِّر بعمق تلك الإجراءات التي فرضت علينا اليوم.

ساعدت التقارير إيلينا على الوصول لإدراك جديد لنفسها، كانت العين الأخرى التي جعلتها تنظر لحياتها بطريقة مختلفة. هجرت زوجها، وأقلعت عن الحشيش، وتوقفت عن تلقي تقارير المحقق، وبدأت تكتب يومياتها للتعبير عن ذاتيتها الخاصة.

قصيري اللي وصف النوم بإنه أخو الموت، عاش حياة متحنطة غريبة بتفكرنا بمقولة لصامويل بيكيت: «النوم لحد الموت / وصفة مريحة / لعلاج مرض الحياة».

لا أحد يقرأ “أسطورة سيزيف” يستطيع أن ينسى كيف يبدأ. لا يبدأ بالسؤال عن المعنى أو الغرض العام للحياة، ولا بالتحقق من طبيعة الذات الفردية وحريتها، ولا بالنقاش عن الدور المُشكَِل أو النهايات المزعومة للتاريخ – ولا عن أي الأسئلة الفلسفية المجردة الأخرى من هذا النوع. إنه يبدأ بالأحرى بسؤال فوري وعملي عن الانتحار، هل الحياة تستحق أن تعاش من الأصل

كامو لم يكن متشائما. بالطبع كان يحب أن يذكرنا أنه لا يوجد سبب للأمل. كيف يمكن الحصول على أمل في عالم من “اللامبالاة الأليمة” أمام احتياجاتنا المتكررة للمعنى؟ ولكن هذا لم يكن أبدا مدعاة لليأس.

في معركة حول محاكمات التطهير للمتعاونين مع حكومة فيشي، كان رد فعل كامو عنيفا ضد المفكر الكاثوليكي فرانسوا مورياك لأنه “يلقي المسيح في وجهي”. كان كامو على حق. ولكن ليس على غير المؤمنين أيضا أن يلقوا إلحادهم الحاد في وجه المؤمنين.

تابعنا على السوشيال ميديا

النشرة البريدية

بدعم من