فنون
ما التصور الشائع عن الفنان؟ لنجمع ألف وصف، الناتج صورة لمغفل: تُلصق به صفات الصبياني وغير المسؤول والجاهل أو الأخرق في إدارة شؤون الحياة اليومية.
بعد مئة عام من السينما، تبدو كما لو كانت تمتلك شكل دورة الحياة: الميلاد الحتمي، التراكم الثابت للأمجاد، ثم بداية عِقد من الهبوط المزري الذي يصعب تجنبه.
إن كنتَ محظوظًا، فإنك ستدرك متأخرًا أن لا أحد يتحكم في شكل الحياة التي يريدها. تدرك أنك لا تستطيع التحكم في حياتك، لأنك إن كنت تستطيع، كنت ستعيش حياة مختلفة. هذا الإدراك بأنك لا تتحكم بأي شيء أول تذكير بالهزيمة.
ثمن قطعتين فنيتين قد يختلف اختلافًا هائلًا على الرغم من استغراق من رسمها أو نحتها الوقت ذاته في إنتاجها.
ألا تتذكرون حينما كنا صغارًا كيف كنا نتصفح الكتب المليئة بالصور، ونتظاهر أننا نستطيع القراءة أمام اﻷطفال اﻷكبر سنًا منا، ونبحر في الخيالات حول الصور التي رأيناها هناك؟ فكرت مليًا، من يعلم فربما يمكن لكتابة غريبة غير مفهومة أن تحررنا من جديد، ونختبر تلك اﻷحاسيس الطفولية الغائمة.
لم يتجاوب دوشامب مع تلميحاتها. لم يكن رجلًا حسيًا، ولم يحب أن يلمسه أحد. لكنه لاحظ واهتم بأصالة ممارساتها الفنية وأهميتها. كما قال ذات مرة «لا يمكن اعتبار البارونة مستقبلية، إنها المستقبل ذاته».
الفن عديم الفائدة، هكذا يقال لنا، وبمجرد أن يؤثر في العالم يفقد مقامه بصفته فنًا. الشيء الغريب أن من يقولون لنا هذا عادةً ما يكونوا نفس أولئك الناس الذين يضعون الفن في خدمة أقسى اﻷدوات، وهو سوق الفن.
النشرة البريدية