ألبير كامو
لما ماما كانت في البيت، كانت بتقضي وقتها في إنها تتابعني بعنيها من سكات. وكانت بتعيط كتير في أول كام يوم دخلت فيهم الدار. بس ده كان بسبب التعود. وبعد كام شهر، كانت هتعيط لو كانت خرجت من الدار. وده برضه بسبب التعود.
أن تكون أخلاقيًّا، كما فهم الأبيقوريّون، يعني أنّ على المرء أن يكون حسّيًا. لم يكن الأمر مجرّد واقع معاناته الشخصيّة، بل تجذُّره العميق في عالمنا هو ما سمح لكامو بأن يعلن، دونما أيّ لمحةٍ عاطفية، أنّه «رغم أنّي في عمق الشّتاء، تعلّمت أخيرًا، أنّ في داخلي صيفٌ لا يندَحِر».
تبدأ رحلة صابر بناءً على الحوار التأسيسي في الرواية بينه وبين أمه بسيمة عمران بعد خروجها من السجن (ط. 7-17)، والذي فيه كشفت له أن أباه لم يمت وأنها كانت تكذب عليه طيلة حياته
الرواية تصوِّر بعمق تلك الإجراءات التي فرضت علينا اليوم.
” هناك مشكلة فلسفية هامة ووحيدة، هى الانتحار فالحكم بأن الحياة تستحق أن تعاش يسمو إلى منزلة الجواب على السؤال الأساسى فى الفلسفة. وكل المسائل الباقية تأتى بعد ذلك.”***” لم أر أحدا مات من أجل التفكير فى الكينونة، فجاليليو الذى عرف حقيقة ذات أهمية عظيمة، تخلى عنها بكل سهولة فى اللحظة التى هددت فيها حياته.”***” […]
الوقوف أمام المحكمة كمتهم يعني أن تكون مضطرا لتبرير نفسك أمام كل الحاضرين، غالبا أنت تحاول تبرئة نفسك من جريمة أو خطيئة، وأنت مضطر أيضا لأن تكشف نفسك وتقريبا تاريخك أمام أناس ربما لم تكن لتسمح لهم بأن يدخلوا إلى عالمك.
لا أحد يقرأ “أسطورة سيزيف” يستطيع أن ينسى كيف يبدأ. لا يبدأ بالسؤال عن المعنى أو الغرض العام للحياة، ولا بالتحقق من طبيعة الذات الفردية وحريتها، ولا بالنقاش عن الدور المُشكَِل أو النهايات المزعومة للتاريخ – ولا عن أي الأسئلة الفلسفية المجردة الأخرى من هذا النوع. إنه يبدأ بالأحرى بسؤال فوري وعملي عن الانتحار، هل الحياة تستحق أن تعاش من الأصل
كامو لم يكن متشائما. بالطبع كان يحب أن يذكرنا أنه لا يوجد سبب للأمل. كيف يمكن الحصول على أمل في عالم من “اللامبالاة الأليمة” أمام احتياجاتنا المتكررة للمعنى؟ ولكن هذا لم يكن أبدا مدعاة لليأس.
في معركة حول محاكمات التطهير للمتعاونين مع حكومة فيشي، كان رد فعل كامو عنيفا ضد المفكر الكاثوليكي فرانسوا مورياك لأنه “يلقي المسيح في وجهي”. كان كامو على حق. ولكن ليس على غير المؤمنين أيضا أن يلقوا إلحادهم الحاد في وجه المؤمنين.
النشرة البريدية