ترجمة
هناك تيار يستقبل بيكيت ويراه ليس فقط غير سياسي، ولكنه فريد ومستقل، يقف خارج كل التصنيفات الممكنة وكأنه يعمل في الفراغ. هذا جزئيا يتعلق بقوة أصالة بيكيت، عبقريته في السيطرة، وصناعة شكله الأدبي الخاص به والذي عمل عليه.
عندما كنت ألقي المحاضرات في بوسطن قبل الحرب[ii]بقليل أخبرني لاجيء عربي أن أعمال أوسكار وايلد ترجمت إلى العربية وأن مجموعة “الأمير السعيد وقصص أخرى” كانت الأكثر شعبية: قال: “إنها أدبنا الخاص”. وكنت قد سمعت أن مقال “روح الإنسان تحت الاشتراكية” هو الأكثر قراءة في حزب شباب الصين.
هناك صياغة لمغازلة ناجحة بداخلي، لأن بصيرتي تظهر لي كل خطوة في اللعبة – ولكن هناك، في نفس اللحظة، فعل ازدراء يجعلني أزيح كل القطع من على لوح اللعبة وأصرخ: “خذهم كلهم – أنا لا أريد الفوز – أريد أن أخسر كل شيء لصالحك!
أنا واع بحقيقة أن هذه القصائد هي لآليء من شعر الحب العالمي. نحن نشعر بنوع جديد من الحب فيها، ونسمع موسيقى جديدة لمشاعر العشق. ربما كان كاييرو أحيانا غير مخلص لمبادئه؛ ولكن لا يمكن أن يكون سوى أصيل. قصائد العشق هاته فريدة في تاريخ شعر الحب.
“رباعية الإسكندرية” للورانس داريل هي رباعية محتفى بها من الخمسينيات، وهي مُعرّفة من الكاتب على أنها “بحث في الحب الحديث”. ولكنها كثيرا ما تُعتَبَر من قبل قراءها على أنها استعادة لذكريات المدينة – صاحبة العنوان الإسكندرية اليونانية العربية متعددة الأعراق.
أنا واحد من أكثر الناس حظا في العالم، لأنني حصلت على فرصة العمل على هذه الخطابات. قراء المجلد الثاني، وخاصة هؤلاء الذين يعرفون بيكيت فقط كأسطورة (البارد، العابس، غير المُرّحِب) سيكتشفونه هنا باحثا عن الحميمية ورجل يملك طيبة كبيرة.
قراءة “دبلنيون” جعلتني أدرك شيئا لم أكن أعرفه من قبل عن القصة القصيرة: هو أن المجموعة لا يجب أن تكون تجميعا عشوائيا لقصص متباينة موضوعة معا وداخل غلافين لتصنع كتابا، ولكن الكاتب من المفترض – بل عليه – أن يصنع روابط بين القصص، أن يصل بين الشخصيات، وأن تكون كل واحدة منها في مكانها بالنسبة لعمل أعظم، وأن يوضع كل شيء لسبب. كنت أنظر إليها كألبوم موسيقي موحد
“جوستين” عملت فيه وهناك قذف قنابل، ولكنه أخذ أربعة شهور – الحقيقة عام، لأن الفترة الوسيطة التي تركتها كان بسبب العمل في قبرص. أنهيته في قبرص بالضبط قبل سفري. كتبت “بالتزار” في ستة أسابيع في سوميير، وأنهيت “كليا” كله في سبعة أسابيع، هل ترين الجمال في هذا؟
ستوكر وُلد بالقرب من دبلن في 8 نوفمبر 1847، كان طفلا مريضا، طريح الفراش معظم الوقت خلال سنواته الأولى. في هذه الفترة كانت أمه تسليه بقصص وأساطير سليجو، تلك التي كانت تتضمن حكايات خرافية وأحداث عن الموت والأمراض.
جزء من المشكلة أننا نميل هذه الأيام بأن نرى حياة ستوكر من خلال عدسات دراكولا. ولكن قصص مصاص الدماء هي مجرد جزء صغير من مجموعة أدبية تكون 18 كتابا تمتد إلى الأدب التجاري من أدب الفتيات مرورا بمغامرات “مقابر المومياوات المصرية” وحتى شيء يشبه الخيال العلمي.
النشرة البريدية