الحزنُ يغلبُ نثر ماركيز الابن، ويستحيل بين يدي الأب فرحًا وقصيدة حب!

2025-03-03 - mahmoud tarek

ذكرنا من قبل ما يحدثنا عنه كتابنا، ونتطرق الآن للعكس، وهو ما لن يحدثك (في وداع غابو ومرسيدس) عنه: ذكريات العائلة الدافئة، طريقة عمل ماركيز على أعماله الأدبية، الكيفية التي تجاوز بها الفقر المدقع مستمرًا في الكتابة رغمه بل والكيفية التي نجا بها من كل فخاخ الاستبداد السياسي التي مرَّ بها.

الحزنُ يغلبُ نثر ماركيز الابن، ويستحيل بين يدي الأب فرحًا وقصيدة حب!

مقال محمود طارق إبراهيم

مراجعة كتاب في وداع غابو ومرسيدس، رودريجو غارسيا ماركيز، ترجمة أحمد شافعي، صدر عن دار أثر 2023.


غابو ومرسيدس

"عندئذ ذهب إلى شجرة الكستناء، وهو يفكر في السيرك، محاولًا وهو يتبول أن يواصل التفكير فيه، لكن لم يعد بوسعه أن يعثر على الذكرى. غاص برأسه بين كتفيه مثل فرخ وليد، وبقي ساكنًا، مستندًا بجبهته إلى جذع شجرة الكستناء. لم تعثر عليه الأسرة حتى الحادية عشرة من صباح اليوم التالي حينما ذهبت صوفيا قديسة الرحمة لترمي القمامة وراء البيت فلفتت نظرها النسور وهي تحطّ".

*

يقع الاقتباس السابق في مفتتح كتابنا من رواية مائة عامٍ من العزلة وهو كما نرى مشهد موت، لكنه، في الحقيقة، بقليل من إمعان النظر، مملوءٌ أكثر بكثير بالحياة، ففي مقابل الجنرال الميت، هناك جوقة أحياء سميرة، تخفف من وطأ الحزن الذي تفرضه حالة الوفاة ورسمها بالكلمات: هناك شجرة كستناء، وسيرك محمول في البال، وفرخ وليد يحضر كمشبهٍ به إلى جانب نسورٍ تحط وقديسة رحمة ما. 

عن أي موت، إذن، يمكن أن يجري الحديث ها هنا؟!

يتحدث كتابنا حول التخوم ما بين العام والخاص، وما يقع بإرادتنا أو رغمًا عنَّا في ملكية أحدهما دونًا  عن الآخر. وعن المسودات الغير مكتملة التي كان ماركيز يهوى تمزيقها وكانت زوجته، مرسيدس، تكافح لتنجو ببعضها من مقصلة زوجها.

يتحدث كتابنا، كذلك، عن المشاعر المعقدة التي تنتاب أبناء المشاهير إزاء شخصية الأب التي يكون عليهم بذل الجهد للعثور عليها وإنقاذها من براثن الشخصية العامة المعلنة للجميع.

نعرجُ، بعدها، على الكيفية المحيرة والمربكة التي يكونُ بها جمهور الكاتب في لحظةٍ هو أمانه وفي التالية، يكون مجرد متلصصٍ آخر على حياته بقسوةٍ لم تكن متوقعةً أو مرجوةً ممن منحَ كلَّ هذه المحبةِ يومًا.

يتحدث كتابنا أيضًا عن الكتابة عن موت الأحباب، وكيف تصيب كاتبها بإحساس العار لكنه يواصل كتابتها مرغمًا لأسبابٍ كثيرةٍ، ليس أشقها على النفس أن يحيا المرء وحده رفقة ألم حبيبٍ يتوجع أمامه ولا يستطيع أن يمد له يدًا، بل لا يستطيع أن يداري وجهه عن رؤية ذلك الحبيبِ المتألم يتفتت ويضمحل على مهل ولوقت غير معلوم القدر سوى بعد أن ينتهي كل شيء.

اللغة، في نصنا، لغةٌ هادئة للغاية، أقدامها مغروسةٌ في الأرض التي تسير فوقها وتحاول، بأكبر قدرٍ من الأمانة وأقل قدرٍ من الألم، أن تصف كل شعور يصادفها في طريقها، وكل علامة رحمةٍ من الأقدار بين تلال الآلام والأوجاع.

وإن تابعنا تشبيهنا للغة بإنسان يخوض غمار مساحة شاسعة من الأرض مطمورًا بها، فسنضيف أن إنساننا هذا لا ينظر للأعلى أو الأسفل بل ينظر فقط للأمام وتجئ التفاتاته القليلة للخلف بإيعازٍ من شيءٍ رآه في لحظته الآن. وحتَّى في تلك العودة للوراء، تجيء العودة، كل مرةٍ، سريعةً خاطفةً لا تمنح القارئ مساحةً كافيةً للتأمل فيما قِيل.

ذكرنا من قبل ما يحدثنا عنه كتابنا، ونتطرق الآن للعكس، وهو ما لن يحدثك (في وداع غابو ومرسيدس) عنه: ذكريات العائلة الدافئة، طريقة عمل ماركيز على أعماله الأدبية، الكيفية التي تجاوز بها الفقر المدقع مستمرًا في الكتابة رغمه بل والكيفية التي نجا بها من كل فخاخ الاستبداد السياسي التي مرَّ بها.

لن تقابل هنا نميمةً أو أسرارًا تُكشف للمرة الأولى. لن تقابل ضغائن مستترة أو شرورًا صغيرة أو كبيرة أتاها غابو. يمكننا أن نقول لمن سيقرأ الكتاب، وبداخله ميل لتحطيم الصورة المتداولة عن الرجل، أنه -أي صاحبنا هذا- سيخرج خالي الوفاض.

ماركيز أبٌ رائع وهذا ما يقوله الكتاب في كل صفحاته. ليس فقط بكلمات مباشرة في مديح  الأب لكن بكل تلك التفاصيل الدقيقة والرقيقة للغاية، يضفرها الابن في حكاياته محاولًا كسر سطوة الحزن المطلقة على سرديته تلك عن أبيه في آخر أيامه.

وإن كان نثر الأب بارعًا بسبب صخبه وجمله الطويلة وكل تلك الكائنات التي يحشدها في أقل وأصغر بقعة تقع تحت الظل الدافئ لعينيه الحبيبتين، فنثر الابن ليس أقل براعة لكنه مختلف.

نثر الابن، المخرج السينمائي وكاتب السيناريو، أكثر هدوءًا. جملُهُ أقصر ولا يوجد بها كل هذا اللعب والاحتفاء باللغة الذي نلقاه في الجنان التي شيدها الأب بطول حياته الأدبية بصبر وأناة وروية غير معنية بأي رغبة في مجاراة الصيحات الأدبية المستحدثة أو غيرها من الألعاب غير المتقنة التي دخلت إلى عالم الرواية رغمًا عنها عامًا بعد عام.

الأحداث، في سرد ماركيز الابن، تتوالى للأمام وبالتتابع. لا متاهات في زمن الحكي ها هنا. أما عن صورة الأب في سرد الابن، فيمكننا، للمرة الأولى، أن نرى ماركيز الروائي صاحب القبضة الحديدية في تصميم عوالم رواياته وقد صار شخصية غير فاعلة في العالم الذي يغرق فيه فاقدًا السيطرة، ولا يملك حتى أن يقاوم بالصراخ.

ماركيز طوال كتابنا هذا لا يتحدث تقريبًا. لن تجد هنا مونولوجات حزينة أو حكايات طريفة أو ذكريات تدفأ الجوف الملئ بصدأ تراكم الأحزان على القلب. فقط ما سيقابلك هنا هو جمل عابرة متشظية مبتورة من سياق ما مجهول لنا، يبدي فيها ماركيز دهشته مما يحدث حوله، ويبدي فاجعته فيما يدور بداخله وخارجه، ويبدي حزنه وعجبه وغضبه وألمه ورغبته الموجعة في الرجوع للبيت. مع أنه بالفعل هناك، في القلب من هذا البيت الذي يطلب العودة إليه. 

ماركيز الذي يقول عن الموت، بتفاؤلٍ، وهو في أواخر الستينات من العمر، "لم يزل هناك وقت، فلا داعي للإفراط في القلق"، هو عينه من يصف مشاعره حين بلغ الثمانين من العمر قائلًا، بقنوط أكيد، أنه حزينٌ حزنًا طاغيًا.

الحياة حلوةٌ. كما علمتنا، يا سيدي، بكل موضعٍ من الجغرافيا مترامية الأطراف لعالمك الفني. تلك الدنيا التي خلقتها بكلماتك وكدّك في الحياة، ولن تزول حتى برحيلك أنت نفسك.

أذكرُ في القراءة الأولى لكتابنا هذا أنني خُدعت بالنظرة التي يقدمها، ماركيز الابن، لأمه، السيدة مرسيدس، حين يصورها على أنها، فقط، السيدة قوية الشكيمة والأشبه بإلهةٍ تسيطر على دنيا الرجل الذي يشاركها حياتها، حتى أنها تنال ألقابًا عدة داخل إطار العائلة مثل الأم المقدسة والقائدة العليا. حسبتُ أنها كانت أكثر حظًا من ماركيز، فقد جاء موتها ناعمًا أكثر بكثير من موته.  

آه، كم يبدو مدهشًا قدر ما يخسره المرء بالتخلي عن قراءة ثانية لكتاب قرأه سابقًا. أي عجرفة تطويها عبارة مثل، لقد قرأت هذا الكتاب، والتي تكون كثيرًا مقرونة بإشاحة يدٍ تعني أن الكتاب، من أثر أول قراءة تلك، قد مات، ربما، للأبد. 

أقول ما أقول لأنني في القراءة الثانية للكتاب شعرتُ كم كنت أحمقًا كبيرًا للغاية، فكل لحظة ألم مرَّ بها ماركيز، وإن لم يسعفه ذهنه أن يدركها، هي بالتأكيد لحظة وجع لا فرار منها لحبيبته. بذا، تكون السيدة مرسيدس قد ذاقت مع زوجها كل هذا التيه من العجز وألم التفتت لواحد من أقوى الأذهان التي عرفها تاريخ الأدب الحديث في القرن الماضي.

*

"لم يزل يعتمد على صدى بعيد من مهاراته التواصلية المعتبرة إذ يطرح على أي شخص يقابله سلسلة أسئلة آمنة: كيف الأحوال؟، وأين تعيش في هذه الأيام؟ وكيف حال جماعتك؟ ويحدث بين الحين والآخر أن يغامر بحوار أكثر طموحًا فيرتبك في ثناياه، ويفلت منه خيط الأفكار أو تخذله الكلمات (...) قبل بضع سنوات مرَّت فترة أقبح. كان أبي واعيًا تمام الوعي بأَّن عقله ينفلت. ظل يطلب العون طيلة الوقت، مكررًا المرة تلو المرة أنه يفقد ذاكرته. كان يقول: "إنني أعمل بذاكرتي. الذاكرة أداتي وخامتي. لا يمكن العمل في غيابها. ساعدوني". ومرت [تلك الفترة] في نهاية المطاف" - صفحة 17، 18، 19

*

في صباح يوم من أيام مارس 2014، يجري نقل ماركيز للمشفى بعد ممانعة من كل المحيطين به، ذويه وكذلك الأطباء، حتى صار الأمر حتمًا.

في حالة شخص بشهرة رجلنا، فإن المشفى لا يعود بيتًا للرعاية والمزيد من العناية بالروح والجسد بل يصير بيتًا من زجاج يقبع المريض به خلف حصارٍ من البشر الغير مسموح لهم بمسه لكنهم يفعلونها بعيونهم فكل نظرة أو تحديقة تبدو مثل كف يد ممتد للعبث بالجسد الذي لا حول له ولا قوة. وهذه الجمهرة المرتجلة ليست شريرة على الإطلاق فدافعهم لما يفعلوه هو، في أغلب الأحوال، كما يقول ماركيز الابن، "الخوف والإعجاب والمحبة". 

أحب أن أتخيل لو أن ماركيز كان قادرًا على وضع كل هذا في سياق روائي أو قصصي ما، كنا لننال كتابة بديعة عن المرض. كم نحن غير محظوظين في هذه الحياة ليموت مع كل كاتبٍ أو فنان تلك الجنان التي زارها فقط بباله ولم يسعفه وقته أو جهده كي يمنحها جسرًا من الكلمات لتمر من فوقه إلى الحياة، إلى قلوبنا وإلينا.

نستمر في الوجود في المشفى، حيث نتعثرُ بمشهدٍ عبثي بقدر ألمه، يبدو أن الحياة لا تكف عن السخرية من الجدية المفرطة ما أتيح لها، يحدث ذلك حين يكون على الأطباء أن يخمنوا ما يدور بداخل الجسد المسجى أمامهم مثل قلعة مغلقة من كل الجهات، ورغم أننا نعرف أن الأمور سيئة بالخارج إلا أن أي محاولة للولوج تعني إنهيار كل شيء تمامًا.

لذا فكي نرى ما يدور بداخل بدن ماركيز الواهن، عليه أن يخضع للتخدير الكلي حتى تتمكن المناظير من الدخول وقطع طريقها متعمقةً في السراديب المظلمة لبدن صاحب السبعة وثمانين عامًا. وكما يخبر الأطباء عائلة ماركيز فإن التخدير الكلي يعني أن تنهار القلعة كلها فوق رؤوس المتطفلين المقتحمين لخصوصية ذلك العالم الفريد الذي يتداعى داخل بدن الرجل.

هكذا لا يملك الأطباء سوى التخمين لما يحدث بالداخل، وهو الأمر المروع والمدهش في نفس الآن، فنحن في أعلى مستوى ممكن من الرعاية الطبية فالرجل الذي هو موضع كل هذا الاكتراث، أحد آلهة الكوكب وتبلغ أهميته ما يتجاوز أهمية رؤساء جمهورية، ملوك وأباطرة عظام. 

للأسف، يبدو أنَّه لا واقعية سحريةً في الحياة. لن تحضر ربة الحظ أو ربة الإلهام لتقذف في رؤوس الأطباء التشخيص الصحيح ولن تتدخل الملائكة الكاتبة لأفعالنا لتنقذ الرجل الذي طالما أخذ وجودها بجدية حقيقية لا هزل فيها. 

لم يكن رجلنا، ماركيز، يجرؤ على اللجوء لفعل التخمين بينما يصمم شخصية روائية بعناد حقيقي وقبضة محكمة تمسك -بصبر لا حدود له- بالهندسة الكاملة لعالمٍ روائيٍ لا يمكن للعين أن ترى تخومه وهي في القلب منه.

كانت قبضة يده الصبورة تلك مثل قرينتها التي يملكها ديكتاتور مجنون ويسيطر بها على كل تفصيلة في الحياة. سيطرةٌ لا يمكن أن يملكها، من جديد، سوى إله: إله رقيق الحال في حالة ماركيز وقاسي القلب في حالة أحد السادة من ديكتاتوريات وثيوقراطيات الحياة الواقعية، خارج دنيا الخيال والروايات.

حسنًا، لا يبدو تشبيه ماركيز بإله تشبيها عاقلًا، فالآلهة لا تتداعى بينما تقف من حولها مظاهرة صغيرة أو كبيرة من المحبين المستعدين لتقديم كل عون ممكن لكنهم، مع الأسف، لا يقدرون على فعل شيء سوى التحديق الحزين متمنين لو أنَّ السحر يمكن مزجه بالواقع بالفعل.

صورة أخرى، تصر فيها الحياة على السخرية من تمثال آخر، شامخ لكن مزيف، هو الخلود. نرى مجموعة من طلاب الطب الصغار ملتفين حول جسد ماركيز، وأعينهم مشخصة لا لعيني المريض العظيم بل لعيني طبيب كبير يشرح لهم خطايا الجسد التي تودي به لهذا المصير. فليس مكمن الضحك هنا بل في أن هؤلاء الأطباء الشباب لا يعرفون لمن هو الجسد المسجى أمامهم. 

ألهذه الدرجة هو هش هذا الحلم المخاتل بالخلود الذي يطارده كل كاتب عبر سلسلة طويلة من تقديم التنازلات من رصيد جسده وذهنه وعلاقاته بأحبته كي ينال شيئًا من قبس الجنة التي يراها كل يوم رؤية العين ولا يطالها وربما لن يطالها مطلقًا؟!  تلك الجنة المزعومة، الفردوس المفقود الواعد بالأفراح ومبددها معًا. تلك الجنة التي هي الخلود.

يصاب الموسيقي في سمعه، والجراح في يديه والكاتب في ذهنه. يبدو أن الأقدار تعرف كيف تجرح بقدر ما تعرف كيف تمنح وتجزل العطاء بكرم غير مسبوق!

لا أستطيع منع نفسي من سؤال يحيرها: أيجب أن تُكتب كل الكتب التي تستحق أن تُكتب؟! وإن كُتبت، أيكون حسنًا أن يترجمها أحد ما لتعبر الجسور لمدن وممالك لغات أخرى فتجرح المزيد والمزيد من قلوب المحبين المتعبة والمثقلة بالألم بالفعل؟!

أتحدث عن كتابنا هذا، وهو كتاب جيدٌ للغاية، لكنه يغرس سكينًا في تلك الصورة المخملية الناعمة عن الكاتب الذي تحرسه الملائكة في محنته ويرسخ لصورة أخرى مفادها أن الكاتب ليس محظوظًا كفاية لتحرسه ملائكة بل إن رفيق رحلته الأخيرة تلك غالبًا ما يكون السيد سيزيف الذي حُكم عليه بالشقاء ولا نجاة له، ولا لكاتبنا، مثله، في محنته، ربما، سوى في الموت: لحظة الفناء التي هي عينها لحظة الخلاص والعتق والنجاة.

هناك الكثير مما يقال لكننا يجب أن نتوقف عند حد ما وإلا استمر الحديث للصباح. مازال بالكتاب الكثير من الدهشة ونفاذ البصيرة والفكاهة التي سيكون عليك، عزيزي القارئ، أن تبحر وتكتشفها، مع الأسف أو ربما لسعدك، وحدك.

*

"نظر القبطان إلى فيرمينا داثا ورأى في رموشها البريق الأول لصقيع شتوي. ثم نظر إلى فلورينتينو أريثا، وقوته التي لا تقهر، وحبه الجسور، وغمره ارتياب متأخر بأن الحياة أكثر من الموت هي التي لا حدود لها". - من السطور الختامية لرواية الحب في زمن الكوليرا عن ترجمة صالح علماني.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُشار إليها *

انضم للقائمة البريدية

تابعنا على السوشيال ميديا

النشرة البريدية