اختار الصحفي والناقد الإنجليزي روبرت مَكروم قائمتين لأفضل مائة عمل سردي وأفضل مائة عمل غير سردي باللغة الإنجليزية، وكتب مقالًا يخص كل عمل منهم. نترجم في هذه السلسلة بعض هذه المقالات.

ترجمات هذه السلسلة جرت ضمن أعمال الدورة الرابعة من مختبر الترجمة بمعهد القاهرة للعلوم والآداب الحرة بالإسكندرية (سيلاس الإسكندرية) – ربيع 2019.


قائمة مكروم | السيدة دالواي لفرجينيا وولف (1925)

نُشر بموقع الجارديان 1 سبتمبر 2014

ترجمة: سهير رجب وصفية محمود ومنى آدم

الترجمة خاصة بـ Boring Books وسيلاس الإسكندرية

يحتفظ المترجمون بحقهم في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمتهم دون إذن منهم

***

فرجينيا وولف عن Porter

في ربيع عام 1929، وفي الأربعينيات من عمرها، ألقت فرجينيا وولف محاضرة شهيرة، نُشرت فيما بعد كمقال تحت عنوان السيد «بينيت والسيدة براون» Mr Bennett and Mrs Brown، حيث أعلنت فيها قائلة: «نحن نتأرجح فوق حافة واحد من أعظم عصور الأدب الإنجليزي». وهي ربما بذلك القول كانت قد تقصد نفسها. ففي الخمسة عشرة سنة التالية خلال حياتها، وقبل انتحارها، ستغير فرجينيا معالم وطبيعة الأدب الإنجليزي إلى الأبد. ستبدع في «إلى المنارة» (1927) (To the Lighthouse)، وتغازل في «أورلاندو» (1928) (Orlando)، وسوف تُحَرِّض في «غرفة تخص المرء وحده» A Room of One's Own) (1929،وبشكل خاص سوف تبهر نفسها وأصدقاءها بسيل من الخطابات واليوميات (diaries)، وكل ذلك يكشف عقل الكاتبة في  أقصى إمكاناتها.

تعتبر وولف واحدة من عمالقة هذه المجموعة. فرواية «السيدة دالواي»، روايتها الرابعة، واحدة من أعظم إنجازاتها. عاش الكتاب بعد رحيلها لكي يلهم أجيالًا جديدة من الكتاب والقراء. مثل «عوليس» لجيمس جويس (رقم ستة وأربعون في هذه المجموعة)، تدور أحداث الرواية خلال يوم واحد، تقريبًا في الثالث عشر من يونيو عام 1923. وعلى عكس رائعة جويس, فبطلة رواية وولف امرأة إنجليزية من الطبقة العليا تقطن في ويستمنستر وتنظم حفلًا لزوجها، أحد سياسيي حزب المحافظين البريطاني (Tory) الذي ينتمي للطبقة الوسطى.

ومع إشراقة يوم جديد في حياة كلاريسا دالواي داخل منطقة «مايفير» وحولها، نكتشف أنها لا تتردد على شارع «هارلي ستريت» فقط للعلاج من الاكتئاب الحاد، وهو موضوع مألوف في كتابات فرجينيا وولف، ولكن أيضًا لتخفي ماضيًا مليئًا بالحب المختبئ، وباتهامات المثلية الجنسية. كذلك تظهر الشخصية الرئيسية الثانية بالرواية على نفس القدر من الاضطراب و«بازدواج» واضح. واحد من محاربي الحرب العالمية القدامى الذين حاربوا في فرنسا «لإنقاذ صورة إنجلترا التي تكونت بالكامل تقريبًا من مسرحيات شكسبير». يعاني سبتيموس وارن سميث من اضطراب ما بعد الصدمة، وينوي استشارة طبيب كلاريسا النفسي. يمتزج استكشاف تيار وعي السيدة دالواي الداخلي مع اندلاع أعمال عنف طائشة سببها إقدام سبتيموس -الذي كان ينتظر نقله إلى مصحة- على إلقاء نفسه من النافذة، ذلك في الوقت الذي كانت تعدّ فيه دالواي تجهيزات الحفل. فتصبح حادثة انتحار سبتيموس محور الحديث في حفل السيدة دالواي حيث تُظهر فرجينيا تعاطف كلاريسا الشديد مع معاناة الرجل المتوفى. تنتهي الرواية دون تقديم حلول، لكن بإشارة إلى تهديد مريب. تتساءل فرجينيا «ما كل هذا الرعب؟» و«ما كل هذه النشوة؟» وهي فيما بعد ستكرَّس أعمالها الأكثر نضوجًا لاستكشاف هذه الأسئلة.

ملاحظة عن النص

كانت رواية «السيدة دالواي» Mrs Dalloway التي نشرتها «هوجارث برس» Hogarth Press في 4 مايو عام 1924، بغلاف خارجي لافت للنظر صممته فانيسا بيل، مبنية على أحداث قصتين قصيرتين سابقيتن، هما «السيدة دالواي في شارع بوند» Mrs Dalloway in Bond Street و«رئيس الوزراء» The Prime Minister، فالأخير يُرجأ ظهوره في الحفلة حتى نهاية الرواية، وظهرت كلاريسا في رواية وولف الأولى «رحلة إلى الخارج» The Voyage Out، وكذلك ظهرت في خمس من قصصها القصيرة.

ويمكننا رؤية التأثير الأدبي للسيدة دالواي Mrs Dalloway على رواية الساعات The Hours لمايكل كننجهام وربما أيضا في رواية  السبت Saturday لإيان ماكوين، التي تدور أحداثها خلال يوم واحد هو 15 فبراير 2003.