بيتر لينيبو
صاغ ويليام بليك الأمر ببساطة، “كل شأن الإنسان هو الفنون وكل شيءٍ مشاع”، وابتهل مطالباً بذلك، “أعطنا خبزنا الذي هو نصيبنا وحقنا، بانتزاع المال، أو السعر، أو الضريبة عما هو مشاعٌ للجميع في مملكتك”. هكذا كانت “المشاعة” حاضرةً في الهواء، وكذلك كان نقيضها، التطويق.
المشاعة قديمة وفي كل مكان، ومن العراق إلى إنديانا، ومن أفغانستان إلى آريزونا، ترتبط بالسكان الأصليين ولها تعديلاتٌ حديثةٌ كثيرة. التاريخ ليس حكاية تقدُّمٍ بسيط على خطٍ مستقيم من مراحلٍ أو صعوداً لدرجات سُلَّمٍ. كان ثمة مراحل عديدة، تتراكب، وتعود، وتنطّ، إن لم تكن تختفي فعليا. تحت الرادار كان ثمة جماعاتٌ نوعيةٌ عديدة، تتمشيع جنبا إلى جنب. وعلاوة على ذلك، التقدّم لمن؟
المشيعة تاريخية. و”مشاعات القرى” في التراث الإنجليزي أو “الكوميونة الفرنسية” في الماضي الثوري هي بقايا من هذا التاريخ، تذكّرنا بأنه رغم مراحل التدمير قد بقيت أجزاءٌ، رغم أنها بصورةٍ مشوَّهةٍ عادةً مثلما في أنظمة الرفاه، أو حتى كنقيضٍ لها مثلما في المجتمع النوعي المُسَوَّر للوسيط العقاري أو مول بائعِ التجزئة.
النشرة البريدية