كتبت فاي بكثافة طوال حياتها الواعية في الفلسفة والتصوف والسياسة والتنظيم الاجتماعي
مقدمة كتاب «ليس عزاءً، بل ضوءًا»
مينا ناجي
مقدمة ليس عزاءً، بل ضوءًا: في استلهام فكر وفلسفة سيمون فاي، عن دار بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية، 2025.

كيف نُحِب في حياة صعبة كهذه؟
شغلني هذا السؤال في السنوات الأخيرة. فإنني أرى الحب، بمعانيه المتعددة، قيمة مثالية كبرى من المفترض أن تُعاش بها الحياة. في نفس الوقت، لا تسمح الحياة، كما نعيشها، بمثل هذه "المثاليّة"، التي ربما يُنظر إليها كشيء رومانتيكي ساذج أو صوفي حالم. ورغم أني في جانب منّي رومانتيكي، وبمعنى ما صوفي، لكني أودُّ أن أتصوَّر نفسي غير ساذج أو حالم.
بدأت بهذا السؤال لأنه كان الدافع الأساسي للاهتمام بالمفكرة والمتصوفة والناشطة السياسيَّة الفرنسيّة سيمون فاي. ولدتْ فاي في 3 فبراير 1909 بمدينة باريس، من عائلة برجوازيَّة، لأبوين يهوديين لا-أدريين، وشقيق أصبح بعد ذلك عالم الرياضيات المعروف أندريه فاي. في مستهل حياتها كانت فاي طالبة نابغة، حتى إنها اتقنتْ اليونانيَّة القديمة في سن الثانية عشر، وعند تخرجها من كلية الفلسفة كانت الأولى على دفعتها سابقة الفيلسوفة سيمون دي بوفوار بالمرتبة الثانية.
في فترة مراهقتها كان لها ميول ماركسيَّة قوية واهتمام خاص بالعمال، لكنها أصبحت نقدية تجاه الماركسيَّة في بداية عشرينياتها، حتى تركتها بعدما عملت لمدة عام في مصنعين أحدهما مصنع "رينو" للسيارات في سن الخامسة والعشرين، حيث أخذت إجازة من مهنة التدريس. اتجهت فاي بعد ذلك تدريجيًا إلى التصوف المسيحي المنفتح على المعتقدات الأخرى، وشاركت في الحرب الأهلية الإسبانيَّة ضد الفاشيين، ومن بعدها في الحرب العالمية الثانيَّة ضد الاحتلال النازي لفرنسا حين بلغت الثلاثين من العمر، واستمرت في هذا النضال، عمليًا وفكريًا، حتى وفاتها بعد أربع سنوات، نتيجة مضاعفات مرض السل ونقص التغذية والإجهاد.
كتبت فاي بكثافة طوال حياتها الواعية في الفلسفة والتصوف والسياسة والتنظيم الاجتماعي، لكن لم يُنشر في حياتها غير بعض المقالات وكتاب واحد هو "القمع والحرية" (1934). لم تلق كتاباتها الاهتمام إلا بعد وفاتها في سنة 1943 عن عمر يناهز 34 عامًا فقط. لكن بحلول سنة 2012، كان هناك أكثر من 5000 كتاب ودراسة أكاديميَّة ومقال عن أعمالها وحياتها.
*
منذ أربع سنوات تقريبًا، كنتُ أمرُّ بلحظة مؤلمة من حياتي أبحث فيها عن عزاء، وبعدما اتجهت بداية الأمر، كعادتي، لقراءة الشِعر، لكن دون جدوى، عرفتُ أني أحتاج هذه المرّة شيئًا مختلفًا.
في يومٍ عابر ظهر أمامي على صفحة موقع "كتب مملة" اسم "سيمون فاي"، كنتُ قد قرأتُ لها في أواخر مراهقتي رسالتها المطولة إلى كاهن ما. لا أتذكر السياق الذي جعلني أقرأ هذا الكتيب، لكني أتذكر أنني أخذتُ انطباعًا أنها شخص متردِّد وغير حاسم. مع ذلك نويت أن أقرأ لها مستقبلًا.
على سبيل الاستكشاف قررت أن أطّلع على المكتوب، من أول جملة عَدلتُ مجلسي لأقرأ بانتباه: "ميكانيكا الإنسان. من يعاني يحاول بث معاناته (بإساءة معاملة الآخرين أو باستدعائه شفقتهم) حتى يخفف هذه المعاناة، وتنجح تلك الطرق في أداء غرضها. أما لمن هو في الدرك السحيق حيث لا أحد ليشفق عليه ولا سلطة ليسيء لأحد (إن لم يكن له ولد ولا حبيب)، فإن المعاناة تبقى في داخله وتسممه".1
هذا ما أشعر به بالضبط! إنني أتسمَّم! لأنني أرفض بث معاناتي بالإساءة أو استدرار الشفقة. هذه المرأة تعرف ما هي المعاناة عن قرب!
تابعت قراءة النص، الذي فهمت أنه مقاطع شذريَّة مقصود أن تكون منفصلة-متصلة، وأتتني تلك القشعريرة التي تحدث لي حين أقرأ شيئًا مذهلاً للمرة الأولى.
أتذكر أني حين وصلت للجزء الأخير طفَرَت عيني بالدموع: "يدين الناس إلينا بما نتخيل أنهم سيمنحوننا إياه. يجب أن نعفيهم من هذا الدين. / أن نتقبل حقيقة كونهم مغايرين لما نخلقه عنهم من خيال هو أن نحاكي زهد الله. / أنا أيضًا مغاير لما أتخيله عن نفسي. أن أدرك ذلك هو المغفرة".2
تبدأ هذه السلسلة الصغيرة من العبارات بالإعفاء وتمر على الزهد لتصل إلى المغفرة. الأصل الفرنسي للمقطع النهائي مُصاغ بشكل أكثر تجريدًا: "Le savoir, c’est le pardon." – "المعرفة، إنها الغفران". أفهم هذه الشذرة بشكل سيكولوجي: المعرفة، أي انتقال الإدراك المكبوت من اللاوعي للوعي، هي بالأساس عملية قبول؛ قبول اختلاف الحقيقة غير المُوعى بها، عن ما نتصوره بشكل واع، وهذا القبول يعني في اللحظة نفسها الغفران، لأن الوعي لا يقبل إلا ما يقدر على التعامل معه ويمكنه افتراضًا تجاوزه. المعرفة هي أن أغفر لذاتي كوني فشلت فيما أتصوره مفترضًا مني ومن الآخرين، أي أن أكون أشجع، أطيب، أنجح؛ أكثر تفهمًا، صدقًا، صلابة؛ أن أصبح أقل ضغينة وحقدًا، أقل شرًا، إلخ..
ما اكتشفته حينها، وانتقل إلى وعيي تدريجيًا، أن ما يعذبني بالداخل، هو إلى مدى غير متوقع، وعميق، وشامل، كان تأثير المعاناة المطوَّلة من الرُهاب الذي منعني من الحركة والسفر ومزاولة حياتي الطبيعيَّة مدة 18 عامًا: "الأجورافوبيا" التي تُصنف في الفئة الأصعب من اضطرابات الرُهاب.3
*
أدركت فور انتهائي من القراءة ثلاثة أشياء عن فاي: ذكاءها الحاد. مشاعرها التعاطفيَّة القوية. معيارها الأخلاقي الذي يلامس العُصابيَّة. عرفت أيضًا أني سأقرأ لها أكثر في القريب؛ تجاور الذكاء والمشاعر معًا هو طبقي المفضَّل.
بعد البحث عرفت أن هذا النَص هو الفصل الثاني من كتاب "الجاذبية والنعمة"4، وهو مكوّن من مقاطع روحيَّة اقتطعها الفيلسوف الفرنسي جوستاف تيبون من مذكراتها، ونشرها بعد وفاتها في عام 1947. أعدت قراءة النَص مرات عدَّة. وكل مرة أكتشف جوهرة جديدة. أحب الاعتقاد بأن قراءة هذا النَص المترجم هي ما حلّت لي حالة التأزم التي كنتُ أعانيها. الأكيد أني شعرتُ بالونس؛ أن يفهمني أحد بهذا الشكل، وأن يشعر مثلي بهذه المعاناة، وأن يكون لديه شيء ليقوله إليَّ.
كنت أقدم حينها برنامجًا حواريًا على موقع "اليوتيوب"، فدعوت مُترجِم النَص إلى تسجيل نقاش حول ترجمته. لكني قررت أولًا إنهاء قراءة كتاب "الجاذبية والنعمة" الذي وجدته متاحًا على الإنترنت. أجَّلتُ الحلقة مرَّات عدة بسبب ذلك. وحين انتهيت منه تأكد شعوري: لقد عثرت على "رفيقة سلاح" ذكية، جاءت إلى قاع الجحيم لتجلس بجانبي، وتوشوشني في أذني: سنُشغِّل عقلينا وقلبينا معًا، هات يَدك!
عرفت من حواري مع المترجم أحمد فتحي إسماعيل أنه طبيب نفسي، وأنه كان يعرف اسم فاي فقط لكنه اهتم بها بعدما قرأ فصلًا آخر من "الجاذبية والنعمة" في كتاب مختارات فلسفيَّة حول مفهوم الواقع5، ووجد نصها متصوفًا ويحيل في نفس الوقت إلى مفاهيم طرحها المحلل والمنظِّر النفسي الفرنسي "جاك لاكان" الذي يُحبه مثلي. أتذكر أني قلت له وقتها شيئًا من قبيل: "الأسماء المهمة مرتبطة ببعضها بشكل ما". كان منبهرًا بها جدًا مثلي، وكانت الحلقة محاولة منا لاستيعاب هذا الذكاء الشديد والمغاير في سبر الكينونة الإنسانيّة.
بسبب كتابتي عنها كثيرًا على حسابي الشخصي، وترجمتي بعض الشذرات من "الجاذبية والنعمة" بين الحين والآخر، أهداني صديقي الشاعر ماجد زاهر كتيبها "رسالة إلى كاهن" (1951) الذي اطلعت عليه من قبل، وتشرح فيه في مقاطع متتالية، لماذا ترفض الدخول في الكاثوليكيَّة بشكل رسمي. قرأته هذه المرّة بوعي جديد، ولاحظت أمرين. الأول أنها قدرت بمفردها، وقبل عشرين عامًا كاملة (في سنة 1942)، أن تخرج بنفس النتائج الأساسيّة لما يسمى "المجمع الفاتيكاني الثاني" (1962) الذي عُقِد من أجل تطوير الكنيسة الكاثوليكية لاهوتيًا وكنسيًا، والذي استمر لأربع سنوات، واستغرق التحضير له ثلاث سنوات، بمشاركة أكثر من 2,625 شخصًا من مختلف الديانات والطوائف والانتماءات، وقد تم وصفه حينها بأنه أكبر حدث ديني في القرن العشرين.
قدرت أن تصل بمفردها إلى ذلك، في رسالتها المكونة من 35 مقطعًا حول أسباب ترددها في دخول الكاثوليكيّة، كان هذا دليل آخر على مستوى ذكائها، العقلي والروحي معًا. الأمر الثاني الذي لاحظته هو اعتقادها في الأمور الباطنيَّة والعرفانيَّة والخيميائيَّة والتنجيم، الأمر الذي جعلني أندهش نظرًا لمدى صرامتها المنطقيّة وحدَّتها الفكريّة في كتاباتها التي قرأتها.
يشير الشاعر ت. س. إليوت في تصديره للترجمة الإنجليزية لكتابها "التجذر"6، إننا يجب ألّا نتشتت، كما يمكن أن يحدث في الأغلب في قراءتنا الأولى لفاي، بمدى اتفاقنا واختلافنا معها وفي أي مواضع يحدث ذلك، بل "يجب أن نُعرِّض أنفسنا ببساطة إلى شخصية امرأة عبقرية، عبقرية تماثل ما للقديسين". هذا صحيح، فمن الصعب تخيل أحد يوافق على كل وجهات النظر في كتاباتها، بل وألا يعارضها بشدة في بعض منها. لكن "الاتفاق والمعارضة أمر ثانوي مع مفكرة مثل فاي، فالمهم هو التماس مع روح عظيمة"7، تلك الروح التي وصفها ألبير كامو بأنها "الروح العظيمة الوحيدة في عصرنا"8.
نستطيع أن نرى تفردها الروحي مثلًا في مناقضة مع المفاهيم النرجسيَّة الحالية، حين تساوي بين ذاتها والكون في رحابة تبعث على الشعور بالسكينة كما الدهشة، حيث تتساءل في مذكراتها الشخصية كيف لا ترضى وكل شيء تتمناه يوجد، أو وجد أو سيوجد في مكان ما (لأنه لا يمكن اختراع شيء ما بالكامل).9 ونرى هذا التفرد أيضًا في تهميشها لذاتها بشكل بطولي في سبيل أفكارها، فقد عاشت بعمق شديد وفق ما آمنت به من أفكار؛ بقدر ما حاولت جاهدة -بجديّة وصدق مذهلين، وكأن حياتها توقفت على ذلك تحديدًا- التعبير عن كيف تعاش الحياة وفق قيمة الحُب، الأمر الذي كثيرًا ما يُطرح، في سياقات مختلفة، لكن غالبًا بشكل سطحي أو مثالي.
وهذا ما يجعل خطابها مميزًا -في عصرها كما هو الآن- بتقاطعاته مع التصوّف، الفلسفة، السيكولوجيا، الإرشاد الروحي، السياسة، التنظيم الاجتماعي، لكي يجيب عن سؤال واحد: كيف نحب في حياة صعبة وشاقة كهذه؟ كيف نحتمل المعاناة والبلاء دون أن نفقد إنسانيتنا؟
وكما عند المتصوفة، ينبع جمال كتاباتها من الاستخدام "الحقيقي" للواقع الذي تراه وتعيشه، أي التعبير عن "جمال الحقيقة"، كما أشارت هي بنفسها عن الكتابات الصوفيَّة؛ ترتكز فاي في روحانيتها على تراث اللاهوت-السلبي المسيحي الصوفي Apophatic Theology (أي الحديث عن الله بما هو نفي وسالب؛ كل ما هو "ليس الله"، لأن الله خارج كل إدراك) والروحانيات الشرقيَّة المتنوعة (الهندوسيَّة والبوذيَّة والغنوصيَّة المصريَّة والإغريقيَّة، إلخ..) في تداخل مع التراث اليوناني العقلاني المؤسس للفلسفة الغربيَّة.
أما في أفكارها السياسيَّة والاجتماعيَّة، فهي تنقد اليمين واليسار دون الخضوع إلى هيمنة الإيديولوجيا، كونها "محبة للنظام والتراتبيَّة بالفعل أكثر من معظم الذي يدعون أنفسهم محافظين، ومحبة للناس بالفعل أكثر من معظم الذين يدعون أنفسهم اشتراكيين".10
*
الأمر الثاني الذي أدركته بعد قراءتي النَص المترجم على موقع "كتب مملة"، أن تاريخ نشر هذه الترجمة هو 7 فبراير 2021، وهو يوافق الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم مولدي، السن الذي ماتت فيه سيمون فاي (وقد ولدتْ أيضًا في نفس الشهر ولكن قبلي بأربعة أيام: 3 فبراير)، كأنها تودعني شيئًا وقت وفاتها بعد قرابة 80 عامًا: هدية صديق.
حين فاز ألبير كامو بجائزة نوبل سنة 1957 وذهب إلى ستوكهولم، سأله أحد الصحفيين عمن يعتبرهم أقرب أصدقائه، فقال "رينيه شار"، الشاعر الفرنسي، والاسم الآخر كان "سيمون فِاي". علَّق الصحفي بأنها متوفية، فرد كامو بأن الموت لا يقف عائقًا أبدًا بين الأصدقاء الحقيقيين.11 يمكنني أن أرى هذا الكتيب نتاجًا للصداقة بيننا أيضًا، فقد حاولتُ في المقالات الثلاث، من خلال أفكارها وكتاباتها، أن استشف كيف يمكن أن ترى حالنا المعاصر، وأقيس واقعنا المشترك على معاييرها الحدِّية والمشحونة عاطفيًا.
باختصار، حاولت هنا تحضير روحها بعد وفاتها بأكثر من ثمانين عامًا12 كي تتحدث إليَّ وأتعرف إليها أكثر. وما شعرتُ به خلال 'جلسة التحضير' هذه، هو أن فاي تدفعنا إلى أن نكون نسخًا أفضل من أنفسنا. فهي، على عكس النهج الشائع، تشير إلى أن القدرة على التجاوز تأتي من الخارج، إلا أنه يستلزم علينا أن نتحرك ناحية مصدر هذه القدرة بأنفسنا.
هوامش:
1.أحمد إسماعيل، سيمون ڨـاي: الفجوة والتعويض، كتب مملة.
2، المصدر السابق.
3. الجزء الثاني من كتاب "33: عن الفقد والرهاب" (دار المرايا، 2021)، هو شهادة مطوّلة عن تعايشي مع اضطراب "الأجورافوبيا"، وكان تلك المرّة الأولى التي أعلن فيها معاناتي من هذا الاضطراب، الذي بدأ تقريبًا في سن السادسة عشر.
4.Weil, S. (1997) Gravity and grace. U of Nebraska Press.ترجمة الكاتب.
5. Carl Levenson and Jonathan Westphal (1994) Reality, Hackett Publishing Company.
6. Weil, S. and Eliot, T.S. (2003) The need for roots: Prelude to a declaration of duties towards mankind, Routledge. ترجمة الكاتب.
"التجذر" هو العمل الأخير الذي كتبته فاي عام 1943 في لندن للحكومة الفرنسية الحرة المناوئة للاحتلال النازي، كتصور لإعادة نهوض أوروبا وتجديدها بعد دحض النازية. يعتبر هذا العمل بمثابة ملخص شامل لمجمل أفكارها، بداية من السياسة والتنظيم الاجتماعي حتى التصورات الميتافيزيقية عن الإنسان والوجود، مرورًا بالعمل والتعليم والتربية ودور الدين والروحانيات في المجتمع والحضارة الإنسانيَّة. الكتاب متاح على الإنترنت باللغة العربية تحت عنوان "التجذر: تمهيد لإعلان الواجبات تجاه الكائن الإنساني".
7. المصدر السابق.
8. لم أجد مصدرًا صريحًا لهذه المقولة الشائعة في الأدبيات المكتوبة عن فاي.
9. Weil, S. (1997). Gravity and grace. U of Nebraska Press..، ترجمة الكاتب.
10. Weil, S. and Eliot, T.S. (2003) The need for roots: Prelude to a declaration of duties towards mankind, Routledge. ترجمة الكاتب.
11. Zaretsky, R. (2020) The Logic of the Rebel: On Simone Weil and Albert Camus.
12. توفيت فاي 24 أغسطس 1943.