لقد كان من السذاجة افتراض أن أحدًا مثلي لم يكتب من قبل أي شيء في حياته، من الممكن أن يؤلف عملًا عظيمًا هكذا مباشرة. ربما لم يجب علي تجربة كتابة عمل روائي من البداية.

يكتب موراكامي في هذا المقال عن البحث عن صوته الخاص، والإبداع الأصيل، ولماذا لم يعان من «قفلة الكاتب» قط. المقال منشور في كتاب الروائي كمهنة، وترجمه للإنجليزية فيليب جابرييل وتيد جوسين. ونشر في الجارديان نوفمبر 2022.

ترجمة: محمد عطية


روايتي الأولى اسمع الريح تغني نُشرت عام 1979 في أقل من 200 صفحة، ورغم ذلك استغرقت شهورًا كثيرة ومجهودًا كبيرًا لإتمامها. وبالطبع واحد من الأسباب هو عدم امتلاكي الكثير من الوقت المخصص للكتابة. كنت قد افتتحت مقهى للجاز[1] ولذا قضيت سنوات عشريناتي في العمل ليلًا ونهارًا من أجل سداد ديوني. ولكن المشكلة الحقيقية كانت أنني لم أمتلك أدنى فكرة عن طريقة كتابة الروايات. في الحقيقة، وبالرغم من انغماسي في قراءة كل الأنواع –وكنت أفضل ترجمات الأعمال الروسية والانجليزية–، إلا أنني لم أكن قد قرأت روايات يابانية معاصرة بصورة منهجية تضمن تنوع الأعمال. لذا لم يكن لدي أي فكرة عن طبيعة الأدب المقروء وقتها وكيف يمكنني كتابته باليابانية.

لشهور عديدة، اعتمدت على ألعاب التخمين، بتبني ما يبدو كأسلوب والعمل وفق ذلك، ولكن عند قراءة الناتج لم أشعر بأي انبهار. تنهدت قائلًا «يا لحزني، هذا أمر ميؤوس منه». ما كتبته يلبي فعليا متطلبات الرواية فنيًا، ولكن العمل كان مملًا ولم أشعر تجاهه بالدفء.

حينئذ، كان من الطبيعي ألا أتمكن من كتابة رواية جيدة، لقد كان من السذاجة افتراض أن أحدًا مثلي لم يكتب من قبل أي شيء في حياته، من الممكن أن يؤلف عملًا عظيمًا هكذا مباشرة. ربما لم يجب علي تجربة كتابة عمل روائي من البداية. قلت لنفسي «توقف عن محاولة كتابة شيء معقد، فلتنس كل الأفكار الإرشادية عن الرواية والأدب، ولتضع مشاعرك وأفكارك كما تطرأ لك بحرية، بطريقة تكون أنت راض عنها».

كان من السهل الحديث عن التعبير عن انطباعات المرء بحرية، لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة عند تطبيقه فعليًا. ولبداية جديدة كان علي أولًا التخلص من كومة أوراق المسودات وقلم الحبر السائل. فما داموا بجانبي كان كل ما أفعله يبدو وكأنه أدب. بدلًا من ذلك أخرجت آلتي الكاتبة من الخزانة، وبعدها على سبيل التجربة قررت كتابة افتتاحية الرواية باللغة الإنجليزية. ياللجحيم، فكرت إذا كنت سأفعل شيئًا غير قويم، فلم لا أكمل هكذا للنهاية؟

وغني عن القول أن قدرتي على تركيب الجمل الإنجليزية لم تكن أفضل شيء، وحصيلتي من المفردات محدودة للغاية، وتمكني من القواعد كان محدودًا كذلك. تمكنت فقط من كتابة جمل بسيطة وقصيرة، مما يعني أنه بالرغم من أن الأفكار التي تدور في رأسي معقدة وهائلة، حتى أنني لم أفلح في وضعها كما تتدفق على ذهني، كان على اللغة أن تكون بسيطة، فجاء التعبير عن أفكاري بطريقة سهلة الفهم، والأوصاف خالية من اللغو، والبناء متماسك، وكل شيء مرتب في حجم محدود. كانت النتيجة عبارة عن نثر جاف، وبينما أعاني للتعبير عن نفسي بهذا الشكل، كان ثمة إيقاع مميز في طور التشكل.

 لقد ولدت ونشأت في اليابان، لذا فالكلمات والأنماط اليابانية، أو باختصار محتوى اللغة ملأ النظام الذي هو أنا إلى حد الانفجار. عندما سعيت إلى ترجمة أفكاري ومشاعري إلى كلمات، كان الناتج دوامات تدور في جنون، مما يتسبب أحيانًا في هدم النظام. والكتابة بلغة أجنبية مع كل القيود التي تستتبعها، أتاح لي التخلص من تلك العقبات. وهذا قادني أيضا لإدراك أنني أستطيع التعبير عن أفكاري ومشاعري بعدد محدود من الكلمات والقواعد اللغوية، طالما أمزجهم بفاعلية وأحكم ربطهم سويًا بمهارة. وفي النهاية، تعلمت أنه لا حاجة لي لاستخدام كلمات معقدة، ولست بحاجة كذلك لمحاولة إبهار القراء بعبارات بلاغية.

لاحقًا، علمت أن الكاتبة أجوتا كريستوف كتبت عددًا من الروايات الرائعة بأسلوب له تأثير مشابه. وكريستوف هي كاتبة مجرية تركت المجر عام 1956 أثناء الثورة إلى سويسرا، حيث بدأت الكتابة بالفرنسية بدافع الضرورة ربما، لأنه وقتها لم يكن يمكنها كسب الأموال عن طريق الكتابة بالمجرية، ومع ذلك فمن خلال كتابتها بلغة أجنبية نجحت في إيجاد أسلوب فريد وجديد في الكتابة خاص بها هي فقط، يتضمن إيقاعًا قويًا من جمل قصيرة، بإلقاء مباشر من دون طرق ملتوية، ووصف محدد الأهداف خالي من أي حمولات عاطفية.، كانت روايتها متدثرة بعباءة من الغموض، وتلمح لمواضيع هامة من تحت السطح، لذا عندما قرأت أعمالها لاحقًا لأول مرة شعرت بالحنين، بالرغم من أن ميولها الأدبية تختلف عن ميولي.

وبعد اكتشاف التأثير الغامض للكتابة بلغة أجنبية، والذي أكسبني أسلوبي الإبداعي المميز، أعدت الآلة الكاتبة للخزانة وأخرجت رزمة أوراق الكتابة وقلمي الحبر، وجلست وبدأت «ترجمة» ما كتبت بالانجليزية إلى اليابانية، أو «إعادة تكوين» قد تكون أدق. لأنها لم تكن ترجمة حرفية، فأثناء التنفيذ، رغمًا عني انبثق أسلوب ياباني، وهو الأسلوب الذي أصبح خاصًا بي. الأسلوب الذي اكتشفته، وقلت «الآن فهمت، هكذا يجب أن أفعلها». لقد كانت لحظة وضوح بحق.

أعدت كتابة الرواية «المملة الى حد ما» التي كنت قد أتممتها بالأسلوب الجديد الذي طورته. وبالرغم من أن السرد ظل سليمًا بدرجة ما، إلا أن طريقة التعبير اختلفت، واختلف بالتبعية تأثيرها على القارئ. وتلك كانت بالطبع روايتي القصيرة اسمع الريح تغني. لم أكن راضيًا عنها بشكل كامل. وعندما أقرؤها ثانية أشعر أنها غير ناضجة ومليئة بالأخطاء، وعبرت فقط عن ٢٠ أو ٣٠٪ مما أردت قوله، ولكنها كانت روايتي الأولى وفيها تمكنت من الكتابة بأسلوب يُعتبر ناجحًا بصورة ما، مما ترك بداخلي شعور بإنجاز خطوة أولى كبيرة.

كانت الكتابة بالأسلوب الجديد أشبه بعزف الموسيقى أكثر من كتابة الأدب، وهو إحساس استمر معي للآن. يشبه الأمر أن تصدر الكلمات من داخل جسدي بدلًا من رأسي. المحافظة على الإيقاع واختيار أروع الأوتار والثقة في قوة الارتجال، كانت أشياء مثيرة بشكل هائل. عندما كنت أجلس على طاولة المطبخ كل ليلة للعمل على روايتي –إن كانت رواية بالفعل– باستخدام أسلوبي الجديد، كنت أشعر وكأنني أمسك بين يدي بأداة مبتكرة. كان الأمر ممتعًا! وهذا قد ملأ الفراغ الروحي الذي كان يلوح في الأفق مع اقترابي من الثلاثينيات.

كان لدي تصور منذ البداية عن الروايات التي أريد كتابتها. وقد بدا أني اكتشفت صوتًا وأسلوبًا أصيلًا، ليس عن طريق الإضافة إلى ما أعرف ولكن عن طريق الحذف منه. فكر في الأشياء التي نلتقطها مع مسيرة الحياة، سواء سميناها فائضًا من المعلومات أو حمولة تراكمية، يوجد لدينا حشد من الخيارات لنختار من بينها، لذا عندما نحاول التعبير عن أنفسنا بصورة إبداعية، تتصادم كل هذه الخيارات سويًا مما يوقفنا عن التعبير، ونبدو عاجزين كمحرك معطوب. ملاذنا الأفضل لترتيب منظومة معلوماتنا هو التخلص من البيانات غير الضرورية والسماح للعقل بالتحرك بحرية مرة أخرى.

كيف يمكننا وقتها التفرقة بين المحتوى المهم والأقل أهمية وعديم الأهمية تمامًا؟ كقاعدة أساسية، اسأل نفسك «هل أقضي وقتا جيدًا وأنا أفعل ذلك؟»، إذا لم تكن مستمتعًا وأنت تفعل ما يبدو مهمًا لك، ولم تجد الفرحة والمتعة التلقائية، فاعلم حينها أن هناك شيء خاطئ، وعندما يحدث ذلك، عليك العودة للبداية والتخلص من أي أجزاء غريبة وأي عناصر غير طبيعية.

وهذا غالبًا يكون أكثر صعوبة مما يبدو.

بعد أن ربحت اسمع الريح تغني جائزة الأدب الياباني للكتاب الجدد، مر علي بالمقهى الخاص بي زميل من مرحلة الدراسة الثانوية ليطلعني على رأيه بالرواية. قال: «لو أن شيئًا بتلك البساطة نجح، إذن أنا أيضًا يمكنني كتابة رواية»، ثم رحل. بالطبع شعرت ببعض الضيق، ولكني أدركت ماذا يعني، فكرت «الرجل ليس بعيدًا عن الصواب تمامًا، ربما يمكن لأي شخص أن يكتب شيئًا بنفس الجودة». فكل ما فعلته هو الجلوس وتدوين ما يدور في رأسي، من دون كلمات معقدة ولا جمل بلاغية ولا أسلوب بديع. فقط نثرت السطور تلو السطور بينما أمضي. فلو أن زميلي ذهب لبيته وكتب رواية –بالرغم من أنى لم أسمع أن هذا حدث–، ربما اكتشف عندئذ عدم حاجته لكتابة رواية في عالم يُعترف فيه بروايات غير ناضجة كروايتي، ولو أن ذلك صحيح، فربما يبدو هذا حكمًا جيدًا من جانبه.

وبالنظر للماضي، يدهشني أنه بالنسبة لكاتب طموح فإن «كتابة شيء بتلك البساطة» ليس أمرًا بسيطًا على الإطلاق. فمن السهولة التفكير والحديث عن تصفية العقل من الأفكار الغير ضرورية، ولكن تنفيذ ذلك على أرض الواقع ليس سهلًا أبدًا، وأعتقد أنني تمكنت من فعل ذلك من غير ضجة لأنني لم أكن مهووسًا بفكرة أن أكون كاتبًا، لذا لم يكن هذا الطموح يشكل عائقًا بالنسبة إلي.

إن يكن هناك شيئًا مميزًا في كتاباتي، أعتقد أنه ينبع بالأساس من الحرية. كنت قد بلغت للتو عامي التاسع والعشرين، وحينها من دون سبب محدد فكرت «أشعر بالرغبة في كتابة رواية». لم أخطط لأصبح كاتبًا ولم يكن لدي فكرة عن نوعية الرواية التي يجب علي كتابتها، مما يعني أنني كنت حرًّا من القيود، فقط أردت كتابة شيء يعكس مشاعري وقتها، لم يكن هناك حاجة للشعور بالوعي الذاتي. كانت الكتابة ممتعة في الواقع، وجعلتني أشعر بأنني حر وعلى طبيعتي.

أعتقد أو آمل أن الحرية والتلقائية يكمنان في قلب كتاباتي، فهذا هو ما حفزني للكتابة. فقوتي الدافعة كما كانت دائمًا، هي اعتقادي بأن المرح الغني التلقائي يجب أن يكمن في جذور أي عمل إبداعي.

وفي الأخير، ما هي الأصالة إلا الشكل الذي ينبع من التواصل التلقائي مع الآخرين، هذا الشعور بالحرية، والبهجة بلا قيود؟

ربما تجلب الغريزة النقية معها شكلها وأسلوبها المميزين لا إراديًا. والشكل والأسلوب بتلك الطريقة بعيدون كل البعد عن الاصطناع. إن شخصًا عبقريًا يمكن أن يستغل ذكاءه بالكامل ليطور شكلًا وأسلوبًا، ولكن إن لم ينبع ذلك من غريزته التلقائية سيؤول حتمًا إلى الفشل، وإن لم يفشل فلن ينتج شيئًا يبقى مع الزمن. كنبتة لم تمتد جذورها عميقا فى الأرض، فإن قل ماء المطر تذبل وتفقد حيويتها، وإن نزل المطر غزيرًا تجرفها المياه.

هذا هو رأيي، وإن أردت أن تعبر عن نفسك بحرية قدر المستطاع، فمن الأفضل ألا تبدأ بسؤال «ما الذي أبحث عنه؟» ولكن من الأفضل أن تسأل «ماذا سأصبح عليه إن لم أكن أبحث عن أي شيء؟» وعندها حاول تصور هذا الجانب من شخصيتك، فسؤال «ما الذي أبحث عنه؟» يقودك دائمًا لتأمل الإشكاليات الكبرى. وكلما زاد تفكيرك في الإشكاليات الكبرى تتراجع حريتك وتتباطأ خطواتك، وكلما تباطأت خطواتك خبت في نصوصك الحياة.

وماذا يحدث حينها؟ لن تسحر كتابتك أحدًا، وربما لن تسحرك أنت حتى.

فهذا الجانب منك الذي لا يبحث عن شيء، يصبح خفيفًا وحرًا كفراشة. فكل ما عليك فعله هو فك قيود يديك لتسمح لها بالطيران. ستتدفق كلماتك بلا جهد، فالبشر غالبا لا ينشغلون بالتعبير عن أنفسهم، فقط يعيشون حياتهم. ورغم هذا أنت لديك الرغبة لقول شيئا ما، وربما في هذا السياق التلقائي لـ«رغم هذا»، فإننا نلتقط فجأة ملمحًا من شيء أساسي عن أنفسنا.

لقد ظللت أكتب الروايات لمدة أربعين عامًا، ورغم هذا لم أعان مطلقًا مما يسمى «قفلة الكاتب»، أو الرغبة في كتابة شيء ما وعدم القدرة على كتابته. هذا شيء لا أعرفه. قد يبدو هذا وكأن لدي موهبة لا تنضب، ولكن السبب الحقيقي أبسط من ذلك: أنا لا أكتب مطلقًا إلا إذا رغبت في الكتابة، وإلا إذا كانت الرغبة في الكتابة ساحقة. عندما تأتيني الرغبة في الكتابة، أجلس وأكتب. وإن لم يكن لدي رغبة في الكتابة، أنتقل غالبا إلى الترجمة من الإنجليزية. لأن الترجمة تعتبر عملية تقنية، يمكنني ممارستها يوميًا باستقلال عن الرغبة الإبداعية، وفي نفس الوقت هي طريقة جيدة لصقل مهارتي في الكتابة. وإن كنت في حالة مزاجية جيدة يمكنني أن أكتب مقالات. أقول لنفسي وأنا أتنقل بين مشاريع مختلفة: «بحق الجحيم، إن عدم كتابة الروايات لن يقتلني».

بعد فترة من الوقت، تبدأ رغبة الكتابة في الظهور مجددًا. ويمكنني الإحساس بتكون مواد الكتابة داخلي، كذوبان ثلوج الشتاء في الربيع وهي تضغط على بوابات السدود. وبعدها، في يوم ما، –هذا في أفضل سيناريو ممكن– وحين لا أتحمل الضغط أكثر، أجلس على طاولتي وأبدأ في الكتابة. القلق من أن علي تسليم مخطوطة إلى ناشر ينتظرها بلا صبر لا يحدث معي أبدًا. أنا لا أعطى وعودًا، وبالتالي ليس لدي مواعيد نهائية للتسليم، ونتيجة لذلك أنا و«قفلة الكاتب» غرباء تمامًا بعضنا عن بعض. يجعل هذا حياتي أكثر سعادة. فمن المرهق جدًا لكاتب أن يكون عليه الكتابة وليست لديه الرغبة في ذلك. (هل أنا مخطئ؟ هل يسعى بعض الكتاب لهذا النوع من الضغط؟)

عندما أفكر في الأصالة أعود لأيام طفولتي. أري نفسي جالسًا في غرفتي وأمامي راديو الترانزستور الخاص بي، أستمع إلي فريق «بيتش بويز» (التجول في أمريكا) وفريق «البيتلز» (من فضلكم فلتسعدوني)، وأفكر «واو، هذا رائع، لم أسمع مثل هذا من قبل» وأتأثر للغاية، وكأن موسيقاهم فتحت نافذة جديدة في روحي، وأن هواءً لم أتنسمه من قبل يغمر المكان. شعور عميق بالسعادة والنشوة الطبيعية، متحرر من قيود الواقع، وكأني لم أعد موجودًا على الأرض، بالنسبة لي هذه هي الأصالة كما يجب أن تكون، «نقية وبسيطة».

لقد صادفت هذا السطر مؤخرًا في النيويورك تايمز يحكي عن بدايات ظهور فريق «البيتلز»: «لقد أنتجوا أصواتًا جديدة، مليئة بالطاقة وخاصة بهم بشكل لا تخطئه عين». هذه الكلمات ربما تقدم أفضل تعريف متاح للأصالة «جديد ومليء بالطاقة وخاص بك بشكل لا تخطئه عين».

من الصعب تعريف الأصالة في كلمات، ولكن من الممكن وصف وإعادة إنتاج الحالة العاطفية التي تستحضرها، وأنا أحاول الوصول لتلك الحالة العاطفية كلما أشرع في كتابة رواياتي. لأن هذا الإحساس منعش بشكل مذهل، وكأن يومًا مختلفًا جديدًا يولد من رحم اليوم الحالي.

وإن أمكن ذلك، فإن أملي هو أن يتذوق القراء نفس الإحساس عند قراءة أعمالي. أريد أن أفتح نافذة جديدة في أرواحهم، لنسمح للهواء المنعش بالدخول، هذا ما أعتقده وهذا هو ما آمل أن يحدث، كلما كتبت بنقاء وبساطة.


[1] مقهى الجاز (jazz café) هو نوع من المقاهي انتشر في اليابان، تُعزف فيه موسيقى الجاز، ويأتي رواده خصيصًا للاستماع إلى الموسيقى.


الترجمة خاصة بـBoring Books.

يحتفظ المترجم بحقه في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمته دون إذن منه.