ميلان كونديرا
ما يفترض أن يشغل اهتمامنا هو جنس الرواية وليس جنس من يكتبونها. إن كل الروايات العظيمة وكل الأعمال الصادقة ثنائية الجنس. وهذا يحيلنا إلى القول بأنها تعبر عن كل من الرؤية الأنثوية والذكورية للعالم.
في عصر الصوابية السياسية القهري، لا يمكن السماح بأي خطاب نوعي مسيء للأقليات والمهمشين والمضطهدين اجتماعيًا وتاريخيًا، فما من مجال رسمي يقبل بعد اﻵن التعبير الصريح عن احتقار المرأة أو اليهود أو غيرهم، حتى الخوف من الغرباء أصبح شيئًا محرمًا، وقد صار التسامح الكوني فضيلة إلزامية، فلم يتبق للبشر سوى أن يكرهوا أنفسهم بلا أدنى تمييز.
يعد الخوف من الكيتش أحد الأسباب وراء تلك العدوانية القهرية التي تسم العديد من الأعمال الفنية المعاصرة. فلا يهم إن كان العمل الذي تقدمه بذيئًا، أو صادمًا أو مزعجًا، طالما أنه ليس «كيتش».
النشرة البريدية