صمويل بيكيت

“الكاتب يجد نفسه فى وضع عبثى متزايد بسبب أنه ليس لديه شىء ليكتبه، وليس لديه وسيلة عن طريقها يكتبه، وبكونه مقيد بالحاجة المطلقة الدائمة لكتابته”. 

من الذى يقوم بالحديث فى روايات صمويل بيكيت، من هو هذا “الأنا” الذى يستمر فى تكرار ما يبدو دائما على أنه نفس الشىء؟ ما الذى يحاول أن يقوله؟ ما الذى يبحث عنه الكاتب – الموجود حتما فى مكان ما بالكتب؟ ما الذى نبحث نحن عنه – نحن الذين نقرأها؟

على المرء أن يقترب من بيكيت من خلال “الطريد” ، فهو لم يكن أوضح أو أكثر إثارة للقلق منه فى هذا العمل.

بشكل أكثر خشونة – حتى من مولوى – يحاول صمويل بيكيت فى “مالون يموت” أن يلتقط الوجود الداخلى (مبدأ الحياة؟) هذا الذى يتهرب من كل محاولات تعريفه.

ربما كان تراث الهوية المحبط هذا وهذا البحث عن الذات هو الذى ترك علامته على اهتمام بيكيت اللاحق بعدم التحدد المعذب للذاتية. “من أكون؟” هذا السؤال الذى تكرره وتفكر فيه كل شخصيات بيكيت

هناك تيار يستقبل بيكيت ويراه ليس فقط غير سياسي، ولكنه فريد ومستقل، يقف خارج كل التصنيفات الممكنة وكأنه يعمل في الفراغ. هذا جزئيا يتعلق بقوة أصالة بيكيت، عبقريته في السيطرة، وصناعة شكله الأدبي الخاص به والذي عمل عليه.

أنا واحد من أكثر الناس حظا في العالم، لأنني حصلت على فرصة العمل على هذه الخطابات. قراء المجلد الثاني، وخاصة هؤلاء الذين يعرفون بيكيت فقط كأسطورة (البارد، العابس، غير المُرّحِب) سيكتشفونه هنا باحثا عن الحميمية ورجل يملك طيبة كبيرة.

مع بلوغ “في انتظار جودو” عامها الستين، تشرح المتخصصة ببيكيت آنا مكمولان لم تظل المسرحية جذابة. مسرحية صمويل بيكيت “في انتظار جودو” عرضت لأول مرة بالفرنسية بمسرح صغير في الضفة الشمالية من باريس بمسرح “دي بابيلون” من ستين عاما، في الخامس من يناير عام 1953.

هل ما زالت تنام؟ نعم، في بعض الليالي تنام، تخاطيف، تضع رأسها البائس على الجدار وتخطف نوما قصيرا.

لا يتحدث صعلوكا بيكيت عادة بهذه الطريقة، لأنهما في معظم الوقت يتحدثان بجمل تحمل معنيين على طريقة الفودفيل: أحدهما يتحدث بثقة بوستر كيتون، بينما يتحدث الآخر بطريقة شابلن في قمة مرحه وبهائه.

تابعنا على السوشيال ميديا

النشرة البريدية

بدعم من