ليس القبول فحسب بل القبول الجذري

ترجمة: غادة مشرف

الفصل الثامن والعشرين من كتاب «بناء حياة تستحق أن تعاش: مذكرات» «Building a Life Worth Living: A Memoir»، لمارشا لينهان.

* مارشا لينهان (من مواليد 5 مايو 1943) هي عالمة نفس ومؤلفة أمريكية. مخترعة العلاج الجدلي السلوكي (DPT)، وهو نوع من العلاج النفسي يجمع بين العلوم السلوكية ومفاهيم مثل القبول الجذري واليقظة وتنظيم العواطف. ولقد ابتُكِر في الأصل لمعالجة اضطراب الشخصية الحدية (BPD).


مارشا لينهان

أودّ أن أحدثك عن تجربتي الشخصية في عدم تقبل الفشل. في أوائل 1991، كان من حسن حظي قضاء إجازة في إسرائيل مع صديقتي وزميلتي «إدنا فوا»، التي لديها ابنة هناك. وكنت قد حصلت مسبقًا على إجازة من جامعة كامبريدج، بإنجلترا، للتفرغ لكتابة كتابي المهني عن العلاج الجدلي السلوكي (DPT). أنت تعرف الآن أنني أحب السفر لاستكشاف أماكن جديدة. لذلك استأجرت سيارة، لزيارة هضبة الجولان، وكان هناك، في ذلك الوقت، مناوشات كبيرة. قلقت إدنا وابنتها على سلامتي، ومن رغبتي في القيادة بمفردي، لذلك أعطوني العديد من التوجيهات: «لا تتوقفي لأي شخص، حتى لو كان شرطيًا، لأنك قد تعرضين نفسك للاختطاف»، هكذا قالت إدنا.

انطلقت بالسيارة. رأيت أمامي طريقًا يبدو أنه في الاتجاه الذي خططت له. اتخذته، وقدت بهدوء، وقدت، وقدت. لكن بدأ الطريق المرصوف في التدهور. وفجأة، اصطدمت بطريق ترابي، ثم لم يعد هناك أي طريق على الإطلاق. كانت هناك سيارات بعيدة، أعلى الهضبة، لكني لم أستطع رؤية كيفية الوصول إلى هناك. وحينها، بدأت أعتقد أنني لا بد اتخذت منعطفًا خاطئًا في مكان ما وأن هذا لم يكن الطريق الصحيح منذ البداية. «استنتاج رائع، مارشا»، هكذا حدثت نفسي. لذلك، خفت وعدت. ثم أوقفت السيارة وقلت لنفسي بصرامة: «أنا لا أوافق على تصرفك هذا لأنه بدافع الخوف. عليكِ أن تستديري وتعودي على هذا الطريق». لذا فعلت وواصلت الانطلاق.

بعد مدة، وصلت إلى «الكيبوتس»، فتوقفت وتحدثت مع الناس هناك. كان وقت الغروب يقترب، وكان على أن أفكر في العودة. لكن، المشكلة أنني لم أجد طريقي، وبدا لي أن كل طريق ينتهي عند حافة منحدر، ثم بدأت أشعر بالقلق من أن البنزين قد ينفد، ثم بدأت أقلق أكثر لأنه إذا حدث ذلك قد تأتي إدنا للبحث عني.

مر شرطي على ظهر خيل بسرعة فائقة من أمامي. كان الأمر مرعبًا بعض الشيء، وبدأت أشعر بالقلق من أنني قد أذهب للسجن، وسيكتشف أصدقائي كم أنا شخص سيء. لكن أخيرًا، أوقفت السيارة وقلت لنفسي: «حسنًا، مارشا، أنت حاصلة على دكتوراه. هذا يعني أنك يجب أن تكوني قادرة على معرفة كيفية الخروج من هنا». وحينها، تعلمت درسًا جديدًا: «إذا سلكت طريقًا مرة، وكان هذا هو الطريق الخطأ، لا يمكنك أن تسلكه مرة أخرى، لأنه سيظل نفس الطريق الخطأ». وفي طريق عودتي، بدت كل الطريق التي اعتبرتها صحيحة طرقًا خاطئة، وجميع الطرق الأخري بدت وكأنها تتجه نحو منحدر، وظللت هكذا أقود لساعات حتى تمكنت في النهاية من العودة بأمان.

ذلك الدرس الجديد الذي تعلمته ورسخته في نفسي -إذا سلكت طريقًا مرة، وكان هذا هو الطريق الخطأ، لا يمكنك أن تسلكه مرة أخرى، لأنه سيظل نفس الطريق الخطأ- كان مثالًا على التقبل الجذري، والذي، حتى تلك اللحظة، فشلت في اتباعه. نفس الشئ يحدث عندما تفقد مفاتيحك وتبدأ بالبحث عنها. في البداية، تبحث في الأماكن الواضحة، لكن لا تجدها. ثم تبدأ في البحث في الأماكن الأقل وضوحًا، فتجد نفسك ما زلت لا تجدها. ثم تتحقق من الأماكن الواضحة مرة أخرى. لا حظ. لذا يجب عليك تقبل حقيقة أنه بمجرد التحقق من الأماكن الواضحة وعدم العثور عليها، فإن البحث في تلك الأماكن مرة أخرى مضيعة للوقت، لأنها ما زالت غير موجودة هناك. وأعتقد أن كلنا مررنا بذلك من قبل.

فيما يلي قصة عن «القبول» اقتبستها من قصة أخرى أخبرني بها معلم الزن الذي يدربني، والذي كان قد قرأها في كتاب المعلم الروحي «أنتوني دي ميلو»:

اشترى رجل منزلًا جديدًا وخطط لإنشاء حديقة جميلة. لقد عمل بجد، واتبع كل ما أمرته به كتب العناية بالحدائق. لكن الهندباء استمرت في الظهور في حديقته. أول مرة رآها، اعتقد أن مجرد سحبها من مكانها سيفي بالغرض. لكن لا. لذلك استخدم مبيد الحشائش. نجح ذلك لبعض الوقت، لكنها عادت مجددًا. مما جعله يعمل بجد أكثر عن طريق سحبها ثم قتلها بمبيد الحشائش. وبالفعل اختفت، أو هكذا اعتقد.

في الصيف التالي، عادت. قرر أن المشكلة تكمن في نوع العشب الذي استخدمه للحديقة. لذلك أنفق الكثير من المال وتوقف عن فعل أي شئ جديد في حياته. هل نفع ذلك؟ لا. الهندباء كانت سعيدة جدًا، وبدأت تسترخي في حديقتها الجميلة. ثم عاودت الظهور مرارًا وتكرارًا.

صديق له أخبره أن مصدر الأعشاب الضارة حدائق الجيران، لذلك زار كل جيرانه وأقنعهم بقتل كل الهندباء. قاموا بذلك بالفعل، لكن دون جدوى. الهندباء عادت لحديقته كما كانت من قبل.

بحلول العام الثالث كان غاضبًا جدًا. وبعد الفشل في إيجاد الحلول مع الخبراء المحليين وكتب العناية بالحدائق، قرر الكتابة إلى «وزارة الزراعة الأمريكية» طلبًا للمشورة. وقال إنهم بالتأكيد يمكنهم المساعدة.

بعد عدة أشهر، وصل مظروف رسمي المظهر. كان متحمسًا جدًا. إنها المساعدة أخيرًا! مزق المظروف وقرأ الرسالة: «عزيزي السيد. لقد نظرنا في مشكلتك واستشرنا جميع خبرائنا. وبعد دراسة متأنية، نعتقد أنه يمكننا أن نقدم لك نصيحة جيدة للغاية. سيدي، نصيحتنا هي أن تتعلم أن تحب تلك الهندباء».

غالبًا ما أخبر هذه القصة لعملائي. فكرتي هي أن أوصلهم إلى النقطة التي يمكنهم فيها القول:

«أعلم أن هذا هو نبات الهندباء». بعبارة أخرى، المشكلة لن تختفي بسهولة، لذا فإن أفضل طريقة للمضي قدمًا هو التعايش معها.

الفرق بين القبول والقبول الجذري:

القبول الجذري هو الانفتاح الكامل والشامل على حقائق الواقع كما هي، بدون إثارة نوبة غضب وغضب متزايد. وسأعرفك الآن على الفرق بين القبول والقبول الجذري، كمثل ما أعرفه لعملائي:

  • القبول: هو التسليم أو الاعتراف بالحقائق الصحيحة، والتخلي عن محاربة واقعك عن طريق إلقاء نوبات الغضب جانبًا.
  • أما القبول الجذري: هو تقبل كل شيء، بواسطة عقلك وقلبك وجسدك ومن داخل أعماق روحك، إلى جانب الانفتاح على تقبل الواقع بشكل كامل كما هو في اللحظة الحالية.

ولقد فضل أحد العملاء مصطلح «الاعتراف الجذري» على «القبول الجذري». فأخبرته أنهما نفس الشيء.

وفيما يلي وصف نموذجي للقبول الجذري من قبل أحد العملاء من ذوي الخبرة في تلقي العلاج الجدلي السلوكي (DPT): إحدى المهارات التي ساعدتني على تجاوز ذلك كان «القبول الجذري». بمعنى أنه كان عليَّ قبول أنني كنت مكتئبة، لكنني ما زالت بخير. وتعلمت أنني قد أصاب بالاكتئاب لكني سأظل أذهب للعمل. لذا عليك أن تقبل بشكل جذري أنك موجود هنا الآن، لكن لا يزال بإمكانك أداء مهامك في العالم. وتعلم أن تتقبل أنه من الممكن أن تكون مكتئبًا، لكنك ما زلت على قيد الحياة، وأنك في حال طيبة بما فيه الكفاية للخروج من هذا المأزق. وتعلم كيفية التعايش مع الأمور السيئة والجيدة على حد سواء. بالنسبة لي، يمكنني أن أحظى بيوم سيء للغاية وما زلت أخرج وأصطحب كلابي في نزهة على الأقدام. وهذا حقًا ممتع. إنه تعلم العثور على حياة تستحق العيش. ومن المعروف أنه ربما سأصاب بالاكتئاب أو الحزن، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد أشياء ممتعة في حياتي، أو أن هذا لن ينتهي. ويوجد درس مهم للغاية تعلمته من العلاج الجدلي السلوكي: «هذا أيضًا سوف يمر».

يفضل المراهقون «القبول الجذري» بشكل أكبر؛ إنه مهارتهم المفضلة، لأنه يعزز لديهم مصطلح «ما هو موجود». وأن كل شيء حدث لسبب. بمعنى، إنهم يريدون من والديهم أن يقبلوهم بشكل جذري كما هم. إلى جانب إنهم يدركون أنه عليك قبول الأشياء حتى تستطيع تغييرها.

القبول للمعالجين والعملاء:

المعالج يجب أن يقبل العميل، وهذا لا يعني فقط القبول بل القبول الجذري. لا بد أن يأتي هذا القبول من داخل أعماق روح المعالج. وهذا ليس سهلًا على الإطلاق؛ فهناك بعض الأشخاص الذين لا يعالجهم معظم المعالجين، حيث أنهم طردوهم مسبقًا من العلاج. لذلك يجب عليّ أن أقبل عميلي كما هو. ولا بد أن أتقبل معدل تطوره البطيء جدًا في العلاج. إلى جانب تقبل حقيقة أنه قد يقتل نفسه في اليوم التالي، وقد تتم مقاضاتي.

عندما توصلت إلى هذا الإدراك، كانت هذه هي النقطة التي عرفت عندها أنني على الطريق الصحيح لتطوير العلاج الجدلي السلوكي (DPT).

بالنسبة لعملائي، القبول صعب جدًا جدًا، لأن حياتهم غالبًا ما تكون مأساوية بشكل لا يصدق. إنهم أكثر الناس بؤسًا على وجه الأرض، الغاضبون بشدة، المتألمون بضراوة، وغالبًا المهاجمون لمعالجيهم. أنا بنفسي كنت هدفًا للعديد من هذه الهجمات. وفي إحدى المرات، قال لي أحد المعالجين: «غالبًا ما يأتي العملاء إلى عيادتي وهم ينتحبون بشكل مستمر، يصرخون في وجهي، ويسيئون إليّ، ويقولون أشياء فظيعة للغاية لي، ولا يمكنني تحملها». قلت له: «انظر، لا يمكنك أن تكره عملائك بسبب المشاكل التي نحن هنا لمساعدتهم في حلها. هذا كل ما في الأمر. ظهرت المشاكل التي نحن هنا لحلها في عيادتك. إنه خبر طيب، ليس سيئًا. لكن، نعم، الأمر صعب».

بالنسبة لهم أَيْضًا، القبول هو الخطوة الأولى نحو التغيير. فمن أجل تغيير هويتك / ما أنت عليه، يجب عليك أولًا قبول هويتك / ما أنت عليه. إذن عليك أن تقبل الواقع من أجل تغييره. الواقع كما هو عليه. فإذا لم يعجبك، يمكنك تغييره. وفيما يلي ست نقاط رئيسية حول القبول الجذري:

• يتطلب التحرر من المعاناة قبولًا عميقًا لما هو موجود. أطلق العنان لنفسك. تخلَّ عن محاربة الواقع.

• القبول هو السبيل الوحيد للخروج من الجحيم.

• يخلق الألم المعاناة فقط عندما ترفض قبوله.

• اتخاذ القرار بالتسامح في نفس اللحظة يعد قبولًا.

• القبول هو معرفة ماهية الشيء.

• إن قبول شيء ما ليس مثل الحكم عليه على أنه جيد.

إذا استسلمت وقبلت الحياة بشكل جذري كما هي -بقدرة على الإدارة وبدون سخط، وبدون غضب- فأنت في موقف يمكنك الانتقال منه بدون أن تقول: «لماذا أنا؟» ما حدث قد حدث. إن قبول شيء ما بشكل جذري هو التوقف عن محاربته.

المشكلة هي أن القبول الجذري وكيفية القيام به شيئان مختلفان، حيث أنه يصعب شرح القبول الجذري بشكل كلي. إنه شيء داخلي. شيء يحدث داخلك. يمكنك القول إنها إرادة الله، وهبك نعمة. وقد لا تتمتع بتجربة تنوير كما فعلت أنا، ولكن يمكنك المضي قدمًا في حياتك، والنمو، والنضج من خلال تبني القبول الجذري.

وغالبًا ما يقول الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الجدلي السلوكي (DPT) شيئًا كهذا:

القبول الجذري غير حياتي. كانت معالجتي تسألني باستمرار: «هل تريد الهروب من جحيمك؟»، قلت لها: «حسنًا، نعم بالطبع»، فكانت تقول: «حسنًا، عليك ممارسة القبول الجذري». أحيانًا يكون الأمر صعبًا حقًا، خاصةً إذا كانت المعاناة لا تطاق. لكنه في النهاية يساعدني.

انفتاح العقل:

المهارة التالية المرتبطة بالقبول الجذري هي «انفتاح العقل». القبول الجذري ليس شيئًا يمكنك فعله مرة واحدة فقط، بل يجب عليك أن تفعله مرارًا وتكرارًا. وعليك التدرب على انفتاح العقل نحو القبول. إنه يشبه إلى حد ما السير على طريق، وتستمر في المضي قدمًا حتى تصل إلى مفترق طرق: الاتجاه الأول: «القبول». الاتجاه الآخر: «الرفض». وهنا يأتي دور مهارة «انفتاح العقل» حيث أنها ستظل توجه عقلك نحو طريق القبول. يمكن أن يكون ذلك صعب جدًا. لذا عليك أن تتدرب مرارًا وتكرارًا. إنه مثل السير عبر الضباب، وترى لا شيء، لا شيء، لا شيء، ثم فجأة تسطع أشعة الشمس أمامك.

الخبرُ السار هو أنك إذا مارست «انفتاح العقل» نحو القبول، في النهاية ستتمرن على القبول بشكل طبيعي في كثير من الأحيان. وإذا فعلت ذلك، ماذا سيحدث؟ المعاناة تصبح أقل حدة. المعاناة تصبح مثل أي ألم عادي.

اذهب وابحث عن حديقة توليب:

القبول الجذري أقرب إلى الرغبة، والذي قربني في الأصل إلى هذا الاتجاه هو مفهوم «جيرالد ماي»[1] الرائع، حيث أن الرغبة هي السماح للعالم أن يكون كما هو عليه. بغض النظر عن ماهيته، فأنت توافق على المشاركة فيه.

عندما أحاول شرح الرغبة، أقول إن الحياة تشبه إلى حد كبير «لعبة الورق» (الكوتشينة). تخيل أنك في لعبة الورق، تحصل على نفس عدد توزيع الورق، مثلما يحدث مع أي شخص آخر. الآن، ما الهدف من اللعبة؟ الهدف هو اللعب بالورق الذي حصلت عليه.. صحيح؟ هذه هي اللعبة. تحصل على الورق، ثم تلعبه.

إذن حصلت على ورقك، والآخرون أيضًا. أحد اللاعبين غضب من أوراقه، لم يحبها، رماها أرضًا وقال: «لا أحب ورقي. أريد ورقًا مختلفة». ترد عليه: «لقد حصلت عليها بالفعل». يقول لك: «لا أهتم. هذا ليس عدلًا!». تقول له: «حسنًا، هذا ورقك». لا يستمع ويقول:«لا! لن ألعب بهذا الورق».

ما رأيك؟ هل تريد أن تلعب مع هذا اللاعب؟ من المحتمل لا. ومن برأيك سيفوز باللعبة؟ بالتأكيد ليس الشخص الذي ألقي أوراقه على الأرض. لذلك من أجل الحصول على فرصة الفوز، عليك أن تكون في اللعبة، وتلعب بالأوراق التي تم توزيعها عليك. قبول ذلك سيوصلك إلى أن الحقيقة هي الرغبة.

لقد استخدمت هذه العبارة في فصل سابق، لكنها تجسد جوهر الرغبة والقبول الجذري بشكل جميل للغاية حتى أنني سأعيد استخدمها هنا: «إذا كنت زهرة توليب، فلا تحاول أن تكون وردة. اذهب وابحث عن حديقة توليب».

وكما قلت في ذلك الفصل السابق، عملائي هم زهور التوليب، لكنهم مع ذلك يحاولون أن يكونوا ورودًا. هذا لن يحدث. إنهم يقودون أنفسهم نحو الجنون. وأنا أدرك أن بعض الناس لا يمتلكون المهارات اللازمة لزراعة الحديقة التي يحتاجونها، لكن يمكن للجميع التعلم.


[1] قس أمريكي، وشقيق الطبيب النفسي رولو ماي


* الترجمة خاصة بـ Boring Books

** تحتفظ المترجمة بحقها في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمتها دون إذن منها