أيها النجم، العطوف، يا من أتى
مبكرًا عن الشفق، 
ومتأخرًا عن الفجر، 
ليُرشدْ ضوؤك الخافت أسوأ ما فينا 
عبر الفوضى
وبشغف كوضح النهار.

قصائد مختارة لديريك والكوت

ديريك والكوت شاعر وكاتب من دولة سانت لوسيا، وهي جزيرة تقع شرقي البحر الكاريبي، حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1992.

ترجمة: دعاء شاهين


ديريك والكوت، الصورة لـUlf Andersen

حب تلو حب

سيحين الوقت عندما ترحب مبتهجًا

بوصول نفسك إلى بابك، وفي مرآتك

سيبتسم كل منكما مرحبًا بالآخر،

ويقول: اجلسْ هنا، كُلْ.

ستحب مجددًا ذاك الغريب، الذي كان نفسك.

امنحه الخمر، امنحه الخبز. رد قلبك إلى نفسه،

إلى الغريب الذي أحبك،

طوال حياتك، الذي تجاهلته من أجل آخر،

الذي يعرفك عن ظهر قلب.

أنزل رسائل الحب الموضوعة على رف الكتب،

الصور، التدوينات اليائسة

قشر صورتك عن المرآة

واجلس، احتفِ بحياتك.


القبضة

أطبقت القبضة على قلبي

تتراخى قليلًا،  فأتنفس، لاهثًا،

نورًا ساطعًا؛ لكنها تحكم قبضتها

مجددًا. متى كنت يومًا لا أحب

ألم الحب؟ لكن هذه حالة تجاوزت

الحب إلى الجنون. فهي لها

قبضة الرجل المجنون القوية،

تتشبث بحافة اللامعقول، قبل

أن تنزلق، صارخة، إلى الهاوية.

تمسك جيداً يا قلبي. على الأقل، بهذه الطريقة أنت حي.


أغسطس المظلم

كثير من المطر وكثير من الحياة كسماء ملبدة بالغيوم

في أغسطس المظلم. أختي، الشمس،

تنزوي في غرفتها الصفراء وتأبى الخروج.

كل شيء يهوى إلى الجحيم؛ الجبال تتبخر

كإناء، الأنهار تفيض؛ لكنها

لن تشرق كي توقِف المطر.

هي في غرفتها، تداعب أشيائها القديمة،

قصائدي، وتقلب صورها. حتى وإن هوى الرعد

 كأصوات أطباق تتحطم من السماء،

لن تخرج.

ألا تعرفين أنني أحبك لكنني عاجزٌ

عن إصلاح المطر؟ غير أنني أتعلم برويّة،

أن أحب الأيام المظلمة، والتلال المتبخرة،

والهواء المحمل بالبعوض الثرثار،

وأن أرتشف دواء المرارة،

لذا، عندما تظهرين، يا أختي،

لتباعدي بين حبات المطر

بجبهتك المزهرة وعيني المغفرة،

لن يبقى شيء على حاله، لكنه سيكون حقيقيًا

(أترين، لن يتركوني أحب

كيفما أريد)، لأنه حينها، يا أختي،

سأكون قد تعلمت أن أحب الأيام المظلمة كالأيام المضيئة،

والمطر الأسود، والتلال البيضاء، بينما كنتُ سابقًا

أحب فقط سعادتي وأنتِ.


بعد العاصفة

هناك الكثير من الجزر!

كثير من الجزر كنجوم الليل

على تلك الشجرة المتفرعة، التي تهتز الشهب منها

كفاكهة تتساقط حول رحلة المركب الشراعي.

لكن يجب للأشياء أن تسقط، هكذا كانت دائمًا،

الزهرة في يد، والمريخ في اليد الأخرى؛

يسقطان، وهما واحد، تمامًا مثلما هي الأرض

جزيرة واحدة بين أرخبيل النجوم.

كان البحر صديقي الأول. والآن، هو الأخير.

أتوقف عن الحديث الآن. أعمل، ثم أقرأ

مسترخيًا أسفل مشكاة تتدلى من صاري المركب.

أحاول أن أنسى ما كانت تعنيه السعادة،

وعندما لا أفلح في هذا، أدرس النجوم.

أحيانًا، أكون أنا فقط، والرغوة الناعمة المتمايلة

عندما يتحول سطح المركب إلى اللون الأبيض والقمر يفتح

السحابة كبابٍ، ونوره الأبيض فوقي

طريقٌ يأخذني إلى البيت.

شابين[1] يغني لك من أعماق البحر.


النجم

إذا كنت، بين نور الأشياء، تتلاشى

حقيقيٌ، لكنك تنسحب تدريجيًا

إلى المسافة المحتومة والملائمة بيننا،

مثل قمر تُرِكَ بين أوراق الشجر طوال الليل،

فلتُبهج هذا البيت في خفاء؛

أيها النجم، العطوف، يا من أتى

مبكرًا عن الشفق،

ومتأخرًا عن الفجر،

ليُرشدْ ضوؤك الخافت أسوأ ما فينا

عبر الفوضى

وبشغف كوضح النهار.


[1] شابين، كلمة تستخدم في منطقة الكاريبي، وتشير إلى أصحاب العرق المختلط، ويستخدمها الكاتب في قصائده للإشارة إلى هوية الكاريبي المختلطة المكونة عبر سياق تاريخي استعماري.


الترجمة خاصة بـ Boring Books

تحتفظ المترجمة بحقها في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمتها دون إذن منها.