القرية المجاورة* –  فرانز كافكا -  نص واحد وأربع ترجمات ممكنة

ترجمة: ياسر عبد الله

عن ترجمة ويلا وإدوين موير للإنجليزية

يحتفظ المترجم بحقه في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمته دون إذن منه.

***

عن DW

الترجمة الأولى (عربية قياسية)

اعتاد جدي القول: «الحياة قصيرة بصورة مذهلة، اﻵن تتخم رأسي بذكرياتها حتى أنني بالكاد أتصور كيف يقرر شاب ركوب فرسه إلى القرية المجاورة دون خوف. لو نحينا الحوادث الأليمة جانبًا، فحتى مدة الحياة العادية الملأى بالسعادة لا تكفي  مثل هذه الرحلة».


الترجمة الثانية ( عربية مصرية)

كان جدي بيقول دايمًا إن الحياة قصيرة جدًا، لدرجة إنه لما بيرجع يفكر فيها بيستغرب إزاي ممكن حد يركب حصانه وينوي يسافر من قرية لقرية جنبها. دا حتى الحياة العادية الحلوة، اللي من غير كوارث يعني، ما تكفيش الواحد يوصل ويكمل رحلته.


الترجمة الثالثة (شعرًا)

اعتاد جدي حديثًا

– ولا أدري إن كان صدقًا

أم اعتاد جدي الكذب-

كان يقول «يا بُني

قصرت الحياة لدرجة تثير العجب

فحين تنتابني أفكار الحياة

وتزاحم عقلي الذكريات والحوادث والصور

أعجبُ من فارسٍ

يسرج فرسًا منتويًا السفر

من قرية إلى قرية مجاورة

فالحياة الحلوة يا بُني

حتى دون أمراض أو مصائب أو خطب جلل

لا تكفي فارسًا لإتمام رحلته

الحياة الحلوة يا ولدي

لا تكفي فارسًا للوصول إلى قرية مجاورة».


الترجمة الرابعة (باللسان المصري الصعيدي)

كان جدي دايمًا يقول

وكان له في الحياة ألف قول

 عشت الدنيا لقيتها قصيرة

قستها بعرضها وقستها بالطول

وبتاجيني أفكارها بالطول والعرض

تملاني زي سماها ولرض (اﻷرض)

وتزاحم على قلبي واتعجب

كيف يسايس فارس حصانه ويركبه

ويترك بلده وناسه ومذهبه

وينوي يروح بلد جار بلد داره ومركبه

من غير ما يخاف ولا يهاب ولا يرهب

دا حتى الحياة وهي حلوة وصحيحة

بدون ما تصيبك علة وبدون ما تاجيك فضيحة

حتى وهي زينة برضو قصيرة ما بتكفيش

تركب الفرسة وتوصل من جيهة لجيهة.


* نشرت أقصوصة «القرية المجاورة» في المجموعة القصصية «طبيب القرية» التي قام كافكا بنشرها عام 1919، تنتمي الأقصوصة إلى النصوص القصيرة جدًا التي ميزت مجموعة كافكا القصصية الأولى (تأملات) المنشورة عام 1913، وتميز بها كافكا قاصًا قصيرًا متمكنًا، وهي الصورة التي أحب بها تقديم نصوصه بينما كان على قيد الحياة. على عكس الروايات التي نشرت كلها بعد موته بإشراف ماكس برود، ولعب برود الدور الأكبر في تغييب وتجهيل الرأي العام السائد عن كافكا وتصويره روائيًا كابوسيًا لا بوصفه قاصًا قصيرًا متمكنًا من ألعابه، ومن رواد المنمنمات والعبث والكوميديا السوداء المُبطنة.

يرى بورخس في مقاله عن كافكا وأسلافه إن الأقصوصة تردد صدى معضلة أخيل والسلحفاة، ويراها عبد الغفار مكاوي في (ثورة الشعر الحديث) مشابهة لقصيدة لوركا (أنشودة الفارس) التي تردد جملة «إلى قرطبة أبدًا لن أصل».

المترجم