الطالب
فرانز كافكا
ترجمة: ياسر عبد الله
عن ترجمة مارتن جرينبرج وحنة آرندت للإنجليزية.
يحتفظ المترجم بحقه في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمته دون إذن منه.
***
كل مساء من مساءات الأسبوع الماضي، كان يأتيني جاري الساكن في الغرفة المجاورة ليصارعني. لم أكن أعرفه، وإلى الآن لم أتبادل معه حديثًا، صاح كل منا في وجه الآخر بعض الصيحات، لكن لا يمكن أن تسمي ذلك حديثًا، «حسنًا.. هيا» عندها نبدأ العراك، «نذل» يئن أحدنا من تحت الآخر، «هناك» ومعها دفعة مفاجئة، «قف» تنهي العراك، ورغم ذلك قد يمتد لبرهة. جرت العادة أنه حتى وهو عند الباب يقفز للخلف ويدفعني دفعة تلقيني على الأرض. «تصبح على خير» يقول لي من غرفته عبر الجدار. لو كنت أرغب في الخلاص من هذه الصحبة للأبد فما عليَّ إلا تَرْك غرفتي، فحتى قَفْل الباب لا يجدي نفعًا. ذات مرة أقفلت الباب، كنت أرغب في القراءة، فكسره جاري إلى نصفين ببلطة، ولو كان يستطيع استخدام شيءٍ خطيرٍ كهذا بمجرد مسكه، فحتى أنا كنت في خطر من هذه البلطة.
لكني أعرف كيف أُكَيِّف نفسي مع الظروف، طالما يأتيني دومًا في ساعة محددة، فإني أقوم بعمل خفيف قبل مجيئه لأستطيع قطع العمل فجأة إذا كان قطعه ضروريًا، أصلح صندوقًا مثلًا، أو أنسخ شيئًا، أو أقرأ كتابًا غير مهم. عليَّ أن أرتب أموري بهذه الطريقة. بمجرد ظهوره عند الباب أترك كل أشيائي، ألقي الصندوق في الحال، أترك القلم، أرمي الكتاب بعيدًا، فهو لا يرغب سوى في العراك، ولا يرغب في أي شيء آخر. إذا شعرت بقوة خاصة، فإني أغيظه قليلًا بمحاولة التملص منه؛ أزحف تحت المائدة، أُسقط الكراسي تحت قدميه، أغمز له من بعيد، رغم أنه من قلة الذوق المزاح مع غريب بهذه الطريقة أحادية الجانب. في العادة فإننا نلتحم في العراك حال وصوله. من الواضح أنه طالب، يدرس طوال اليوم ويحتاج لتمرين سريع قبل ذهابه للنوم؛ حسنًا، في شخصي يجد منافسًا جيدًا، باستثناءات بسيطة. يُفتَرَض أني الأقوى والأكثر حنكة، وهو على كل حال، الأكثر تحملًا.