حوار

القراءة والمتعة لم يجتمعا بالنسبة لي عندما كنت شابا، القراءة كانت شيئا تفعله من أجل المدرسة، تفعله من أجل الالتزام، تفعله لو أردت أن تجذب نوعا معينا من النساء، لم تكن شيئا من أجل المتعة، ولكن "الحارس في حقل الشوفان" كانت مختلفة، كانت ممتعة، مكتوبة بلغتي، والمناخ كان له جاذبية عاطفية عظيمة بالنسبة لي، أعدت قراءتها في عدة مناسبات وهي دائما ما تمتعني.

لاحظت أن الكتاب الرجال عادة ما يتم سؤالهم عما يفكرون فيه، والنساء عما يشعرن به. من واقع تجربتي وتجربة العديد من الكتاب النساء الأخريات، كل الأسئلة التي يطرحها الصحفيون عليهن تميل للتحدث عن كم هن محظوظات لأنهن وصلن للمكان الذي وصلن إليه، الأسئلة تدور حول الحظ والهوية وكيف جاءتهن الفكرة. نادرا ما تتضمن المقابلات الحديث عن المرأة كمفكرة حقيقية، فيلسوفة، كشخص صاحب انشغال سيصاحبها طوال حياتها

عندما ذهبت الصحافة إلى المنزل الذي عاشت فيه الثلاثين سنة الماضية في ويست هامبستيد، المنزل الذي نجلس فيه الآن، حيث خرجت من تاكسي أسود مع ابنها بيتر، الذي للسخرية كان يرتدي وشاحا مطعما ببصل طازج حول رقبته، قيل لها إنها فازت بجائزة نوبل للأدب وطُلِب منها التعليق. كانت هذه أول مرة تسمع الخبر، إلا أنها لم تتأثر بشكل كبير، قالت وهي تتجاهل الأسئلة: "يا يسوع المسيح"، مضيفة: "أنا لا يمكنني الاهتمام كثيرا.. لقد حصلت على كل الجوائز في أوروبا، كل جائزة لعينة".

يقول ستيفن كينج إن شخصية داني، ابن الكاتب المضطرب جاك تورانس في رواية (اللامع The Shining) "لم تترك عقلي قط"، وهذا هو سبب نشره لجزء ثان من الرواية بعد 36 عاما من نشره رواية الرعب "اللامع" المحتفى بها.

لم أكن أعرف مصطلح "نسوية"، ولكن بالطبع كنت نسوية، لأنني في الحقيقة نشأت في جزء من كندا تكتب فيه النساء بشكل أسهل من الرجال. الكتاب الكبار والمهمون كانوا رجالا، ولكن معرفة أن امرأة تكتب قصصا لن يشينها بقدر ما يشين الرجل الذي يكتب القصص، لأنها ليست مهنة رجال.

  • 1
  • 2

تابعنا على السوشيال ميديا

النشرة البريدية