مصطفى ذكري

لم يبق لي شيء تقريبا، لا الشيء، ولا وجوده، ولا وجودي، ولا الغرض الصرف، لا اهتمام من أي نوع بأي شيء، ومع ذلك أبحث، وما زال هذا بلا ريب اهتماما بالوجود، لا بحث يثير اهتمامي، حتى الذي يساوي أهمية البحث عنه، المتعة الوحيدة التي آخذها من عملية البحث لا آخذها، بل أعيدها كما أخذتها، أتلقى ما أعيده، آخذ ما أتلقى، لا لكومة القش دون إبرة، ولا للإبرة دون كومة قش

يقول ذكري: “لقد أخذت جرعة عالية من هذه الكتابة، ربما أعود لشكل آخر فيما بعد، ولكني في العموم ليس لديّ طمع كبير في الدرامي، وأحب أن يكون تائها في وسط الفلسفي ولا يكون قائما بذاته”. 

يُخَرِّب ذكري أي محاولة لإضفاء الأهمية على أحداث الرواية أو دوافع الشخصيات، فحوار خالد وكريمة في بداية الرواية عن كتاب “خسوف كلي”، يتخلله تحذير خالد لكريمة من أن تناول الحلويات سيجعلها بدينة. وكذلك نقاش “حفظي” مع “قطة العدوي” عن القضية المتورط فيه الأخير ويتخلله حديث عن خواء ثلاجة قطة.

«إنني أستطيع لوم نفسي إلى ما لا نهاية، بحيث يصعب على أحد غيري تسديد ضربة إضافية، ويرتكز اللوم في مجمله على بضعة أمور كنت قد حلمت بها صغيرًا، وعوَّلت في حال تحققها على سعادة تكفي لدفع طاقات الملل، وحدث أن ما حلمت به تحقق، لكن بانطفاء وخمود وبطء».

تابعنا على السوشيال ميديا

النشرة البريدية