أيرلنديون

ربما كان تراث الهوية المحبط هذا وهذا البحث عن الذات هو الذى ترك علامته على اهتمام بيكيت اللاحق بعدم التحدد المعذب للذاتية. “من أكون؟” هذا السؤال الذى تكرره وتفكر فيه كل شخصيات بيكيت

هناك تيار يستقبل بيكيت ويراه ليس فقط غير سياسي، ولكنه فريد ومستقل، يقف خارج كل التصنيفات الممكنة وكأنه يعمل في الفراغ. هذا جزئيا يتعلق بقوة أصالة بيكيت، عبقريته في السيطرة، وصناعة شكله الأدبي الخاص به والذي عمل عليه.

عندما كنت ألقي المحاضرات في بوسطن قبل الحرب[ii]بقليل أخبرني لاجيء عربي أن أعمال أوسكار وايلد ترجمت إلى العربية وأن مجموعة “الأمير السعيد وقصص أخرى” كانت الأكثر شعبية: قال: “إنها أدبنا الخاص”. وكنت قد سمعت أن مقال “روح الإنسان تحت الاشتراكية” هو الأكثر قراءة في حزب شباب الصين.

هناك صياغة لمغازلة ناجحة بداخلي، لأن بصيرتي تظهر لي كل خطوة في اللعبة – ولكن هناك، في نفس اللحظة، فعل ازدراء يجعلني أزيح كل القطع من على لوح اللعبة وأصرخ: “خذهم كلهم – أنا لا أريد الفوز – أريد أن أخسر كل شيء لصالحك!

أنا واحد من أكثر الناس حظا في العالم، لأنني حصلت على فرصة العمل على هذه الخطابات. قراء المجلد الثاني، وخاصة هؤلاء الذين يعرفون بيكيت فقط كأسطورة (البارد، العابس، غير المُرّحِب) سيكتشفونه هنا باحثا عن الحميمية ورجل يملك طيبة كبيرة.

قراءة “دبلنيون” جعلتني أدرك شيئا لم أكن أعرفه من قبل عن القصة القصيرة: هو أن المجموعة لا يجب أن تكون تجميعا عشوائيا لقصص متباينة موضوعة معا وداخل غلافين لتصنع كتابا، ولكن الكاتب من المفترض – بل عليه – أن يصنع روابط بين القصص، أن يصل بين الشخصيات، وأن تكون كل واحدة منها في مكانها بالنسبة لعمل أعظم، وأن يوضع كل شيء لسبب. كنت أنظر إليها كألبوم موسيقي موحد

جيمس جويس أديب مرهق بالنسبة للمترجمين العرب – ناهيك عن كونه مرهقا بالنسبة للقراء في كل أنحاء العالم – هذا يتجلى بشكل أكبر في روايته البارزة يوليسيس، التي شهدت ترجمة مكتملة واحدة لطه محمود طه، في مقابل ترجمتين لم يتجاوزا ثلث الرواية لمحمد لطفي جمعة وصلاح نيازي.

ستوكر وُلد بالقرب من دبلن في 8 نوفمبر 1847، كان طفلا مريضا، طريح الفراش معظم الوقت خلال سنواته الأولى. في هذه الفترة كانت أمه تسليه بقصص وأساطير سليجو، تلك التي كانت تتضمن حكايات خرافية وأحداث عن الموت والأمراض.

جزء من المشكلة أننا نميل هذه الأيام بأن نرى حياة ستوكر من خلال عدسات دراكولا. ولكن قصص مصاص الدماء هي مجرد جزء صغير من مجموعة أدبية تكون 18 كتابا تمتد إلى الأدب التجاري من أدب الفتيات مرورا بمغامرات “مقابر المومياوات المصرية” وحتى شيء يشبه الخيال العلمي.

الأطفال يبدأون بحب والديهم. بعد وقت يحكمون عليهم، ونادرا ما يحدث أن يسامحوهم

تابعنا على السوشيال ميديا

النشرة البريدية

بدعم من