أن تكون لصًا نقطة ليست في صالح القارئ، لكن أن تكون أعتى المجرمين وتتحول، بسبب القراءة، عن طريق الجريمة، فهذا فوز بالجائزة الكبرى؛ تحوّل جدير بالشاشات الذهبية والمقالات التي تحتفي بأهمية القراءة
الولادة المفاجئة لقارئي المفضل وموته الرائع
مقال مالك رابح
إن حدث وكنتَ شخصية في إحدى قصص هاروكي موراكامي فالفرصة كبيرة أن تجلس في كافيه ويسألك أحدهم عن كتّابك المفضلين، ومهما كانت إجابتك –كيرواك، فوكنر، فيتزجيرالد، إن كنت تقرأ فقط لكتّاب موتى منذ أكثر من ثلاثين عاما، أو بالكاد تتصفح المجلات والكوميكس- فإنها ستخبرنا شيئا عنك. أجل، الستارة الزرقاء هي ستارة زرقاء، لكن هذا الإصرار المتكرر من المؤلف على إبراز ملمح معيّن من الشخصية، مرة تلو أخرى، يدعونا إلى ترجمة المسائل كما لو كانت تحوي قدرًا من الأهمية، كما لو أنها تحدد الطريق الذي ستشقه الأقدام في بقية الصفحات. هكذا، ومن ناحية أخرى، يبدو دائما أننا حين نحاول اختيار الشخصية التي نفضلها في أعمال موراكامي إنما أيضا نسأل، بشكل ما، عن قارئنا المفضل بينهم.
أنا لست هنا للحديث عن كتّابي المفضلين، بل إنني هنا للحديث عن سؤال القارئ المفضل، بما أنه، بالمقارنة، عملة نادرة. ولنسأل: من هو حقا القارئ الذي تفضله؟ ربما الإجابة فرد من العائلة أو صديق عزيز، مدرس مؤثر أو مستخدم نَشِط على موقع جودريدز. ربما الإجابة كاتب ما، اطلعت على عادته في القراءة ورأيتها مثالية. الأمر واضح مثلًا بالنسبة إلى حواريي العقاد وطه حسين، والكثير من كتاب أمريكا اللاتينية الذين نظروا إلى بورخِس على كونه القارئ بألف لام التعريف.
وإن كان العالم الواقعي بقرائه الحقيقيين ليس كافيًا فربما الإجابة تكمن في عوالم الكتب الرحبة الغاصّة بقرائها الخياليين. علينا أن نذكر أنفسنا، قبل أي شيء، أنه هناك بين السطور، في الهوامش الخالية والمسافات الرباعية، لا زال القراء الخياليون يستمتعون بالكتب دون مقاطعات، المقاهي تفتح أبوابها لأفراد يحملون الكتب والأسرة تشترط عددًا معينا من الصفحات لدخول مملكة مورفيوس، وفي حين يسأل بعض أصدقائنا عن الأسباب التي تجعلنا نضيّع أوقاتنا في القراءة، نجد أن القارئ الخيالي كائنًا في بيئته الطبيعية، حيث القراءة ليست فعل ملائم فحسب، بل أكثر الأفعال طبيعية.
وإننا لنستعير من الرومي حقلًا، فيما بعد الصواب والخطأ بالطبع، ونتخيل هناك جميع القراء الذين قابلناهم في الكتب، يستندون على جذوع الأشجار أو يستلقون على العشب، أحيانا يتحادثون ويتجادلون، لكن في أغلب الأوقات مشغولون بقراءاتِهم المختلفة واللانهائية. هناك سنجد كمال عبد الجوّاد والقرّاء الأقرب إلى الكمال من خيالات بورخِس، المحمومين عند دوستويفسكي وتولستوي، والمعجبين رقم واحد: آني ويلكس وإليوت روزواتر، الشاحبات المسحورات بالبريق: إيما بوڤاري وجوستين السكندرية، قراء المحرمات عند برادبري وأورويل، وأخيرا فئة المشاهير، من جو جولدبيرج من مسلسل يو إلى تيريون لانستر من أغنية الجليد والنار.
غير بعيد عن هذا الحشد الرائع ثمة رجل شاحب لا يحدث صخبًا، ينأى بالقدر الكافي عن المناوشات ويستغرب وضعه مع هذه الصحبة الجادة، يتدلى متأرجحًا من على فرع شجرة وحبل غليظ مشوّك حول رقبته، أظافره مبللة باللّعاب وعيناه محمرتان من القراءة. إنه قارئي المفضل، واسمه چان دي بروجي؛ إحدى الشخصيّات الثانوية في رواية البارون طالع الأشجار (1957)، الحلقة الوسطى في ثلاثية أسلافنا للكاتب الإيطالي إيتالو كالڤينو.
كل ما نحتاج أن نعرفه عن البارون طالع الأشجار حاضر في العنوان. باختصار مخل: يتمرد كوزيمو دي روندو، الشخصية الرئيسية، على أسرته، يثور تاركًا مائدة الطعام، يصعد إلى شجرة، وبعد تبادل للصراخ مع والديه، يقول أنه لن ينزل أبدا، ويتمسك بما قال. الرواية، وتدور أحداثها في القرن الثامن عشر، هي قصيدة غنائية للتمرد والخصوصية الفردية، مرثية لعالمٍ تالٍ، طبقا لكالڤينو، يرفض الشخصيات الاستثنائية. هكذا لا يكون كوزيمو وحده من يكسر القواعد فثمة مسحة من الانفصال في كرنفال الشخصيات الثانوية التي يتتابع ظهورها. ماذا إذن، في حائط مليء بالنماذج المتفردة، الذي يجعل دي بروجي بارزًا، والأكثر أهمية: ما الذي يؤهله أن يكون قارئًا محل نقاش، يسكن مع الصحبة العظيمة السابق ذكرها من القراء الخياليين؟
بداية: المهنة حرامي. أجل، كان چان دي بروجي لصًا وقاطع طرق، تتناهى إلى بطلنا كوزيمو أصداء الاستغاثة من أفاعيله. الجميع يبحثون عنه، كل الأوصاف تناسبه، كل الجرائم –خصوصًا التي تنجح - تحمل اسمه. لكن، إن كان كل قاطع طريق هو دي بروجي وكان يوجد تقريبًا في كل مكان، ألا يجعله ذلك لا أحد وغير موجود في أي مكان؟ هكذا يقترب الاسم قليلًا من الأسطورة، التي تتلخص في سؤال ساخر: وهل ثمة شيء لا يستطيع چان دي بروجي فعله؟ في أحد الأيام، بينما كان كوزيمو يقرأ على شجرة، انتبه فجأة إلى رجل زري الهيئة هاربًا من الشرطة؛ كان حقًا چان دي بروجي، وإنقاذًا للأسطورة، دلّى له بطلنا حبل نجاة. بعد حوار مقتضب، يلاحظ دي بروجي الكتاب في يد كوزيمو ثم بخجل يطلب منه استعارته: عارف؟ أقضي أيامي مختبئًا ولا أعرف ماذا أفعل بنفسي، لو فقط لدي كتاب من وقت لآخر. يوافق كوزيمو، مدشنًا بداية صداقة عميقة، دون أن يعلم أنه، في اللحظة التي وضع فيها الكتاب في يد اللص، كان اللص يخرج من حياة ليدخل في أخرى. حياة مستقيمة؟ حياة معتادة؟ لا، حياة القراءة.
أن تكون لصًا نقطة ليست في صالح القارئ، لكن أن تكون أعتى المجرمين وتتحول، بسبب القراءة، عن طريق الجريمة، فهذا فوز بالجائزة الكبرى؛ تحوّل جدير بالشاشات الذهبية والمقالات التي تحتفي بأهمية القراءة –بكلمات أتفق معها إن أردت الحقيقة، لكنها، في الوقت نفسه، اختزال متعسف لطبقات أخرى من المعاني، يحوِّل الحكاية إلى سطرين موعظة أخلاقية ويلحق صفة وظيفية بالقراءة، الأمر الذي يؤدي إلى رفتها. ناهيك عن أن كالڤينو نفسه، غامزًا لنا بعينه، بعد أن وضع دي بروجي في ذلك الطريق الآخر، وضع على التوالي نهايته المؤسفة، التي كانت بسبب لا شيء غير القراءة نفسها. ما هي إذن الإجابة على سؤالنا؟
توجد تلميحات، هنا وهناك، أن دي بروجي كان قارئًا من قبل، أو على الأقل يألف القراءة؛ ذلك التوق إلى الكتب (مرة قايض غنيمة سرقة بائسة بكتاب) وتلك القدرة، التي لا تتطابق مع مواصفات المهنة في ذلك الوقت، على القراءة وبلغات عديدة، بالإضافة إلى ذوقه الخاص الصارم، كل هذا يشير إلى ماض بعيد ما نفترض أنه الآن يعود إليه. عدا ذلك، لا توجد أية إضاءات تخص هذا الماضي البعيد، لا إيماءات توضّح ماهيته أو ترسم مدى لتأثيره، كل ما نعرفه أنه، بطريقة ما، موجود. يشبهنا چان دي بروجي بأكثر مما نتوقع، إن حدث واستخدم آلة زمن، فلن يكون غير مثال القارئ المحتَمَل في أوقاتنا الحالية؛ واحد يعرف كيف يقرأ وله آراؤه القوية بخصوص الأمور، ربما حاول القراءة عرضًا مرات لكن، لسبب ما، لم يكمل، مع ذلك، يعرف أن القراءة شيء جيد ويأمل أن يظهر سبيل لها. باختصار: كان چان دي بروجي دائمًا قارئ مستقبلي، لا العكس، دفعه الاختباء من الجرائم في الخارج إلى التعرف على القراءة، بصورة شبه رسمية. هكذا لا يكون إمساكه للكتاب، تلك المصافحة الهادئة، عودة بالتحديد إلى ماضٍ ما، بقدر ما هي ولادة من أول وجديد.
في مخبأه، صار چان دي بروجي يأكل الكتاب وراء الكتاب، مهملًا كل شيء آخر، ولا يخرج إلا لمقابلة كوزيمو، من أجل ماذا؟ المزيد من الكتب بالطبع.
ماذا كان يقرأ هناك؟ وما هي تلك الذائقة التي أشرنا إليها مسبقًا؟ اتبع دي بروجي قاعدة بسيطة: على الكتاب أن يكون جيدًا، وهو ما يربك كوزيمو، المتحوّل قسرًا إلى ناقد نوعًا ما، وظيفته الأساسية والمحدودة الحرص على استمرار العملية، دون النجاح القاطع في تخمين ما الذي سينفع مع قارئنا المبتدئ. إن دي بروجي وقد أبحر بسفينته للتو في عالم الكتب المجهول، دون بوصلة وبلا عائد سوى المتعة وتسكين السأم والخوف، يرفض أي نوع من الوصاية الخارجية، متعلقًا بإيمان داخلي، وإن كان غير ملاحظ، أن القراءة نفسها هي الخريطة. هكذا يحب چيل بلا لليساچ، أعمال صامويل ريتشاردسون ولاحقا قضايا چوناثان وايلد، وحين يحاول كوزيمو –الذي وصل إلى سن القراءات الأكثر نضجًا وعمقًا– أن يمرر له، سواء عملًا وعظيًا كمغامرات تليماك لفينيلون أو روايات خفيفة، يكون رد فعل دي بروجي عنيفًا، ويصل إلى حد التهديد بقطع الشجرة التي يجلس عليها كوزيمو إن أعطاه كتابًا مملًا مرة أخرى. بشكل ما، يسبق دي بروجي قراء آخرين لا يقبلون الوصاية، خلقهم كالڤينو لاحقًا بطول الطريق، أقصد بالتحديد لوديميلا، القارئة في رواية لو أن مسافرًا في ليلة شتاء (1979)؛ القراءة عندها هي ملاقاة شيء وشيك الوجود ولا أحد يعرف ماذا سيكون بعد والرواية التي تود قراءتها أكثر من أي شيء قوتها الدافعة فقط الرغبة في القص (...) دون محاولة أن تفرض عليك رؤية معينة للعالم، بل فقط تجعلك تشاهد نموًا الذاتي، مثل نبتة.
المضحك أن الكتب التي فضلها چان دي بروجي سكنت رفوف الكلاسيكيات فيما بعد، ممدوحة مرارا أو حتى يرجع إليها نشأة الرواية كما نعرفها، بينما الكتب التي كرهها، المملة والمستخِفة بعقله، انتهت أن تكون مجهولة أو تحت اهتمام المصلحين الاجتماعيين. بطريقته في القراءة، التي تُسقِط كل ما هو دون الفعل، كان دي بروجي، بين يديه كل الوقت الذي في العالم، يقترب من الكتب بجهل شبه تام، وهو ما سيصفه روبرت مكروم، في مقال عن كلاريسا لريتشاردسون، كأحسن طريقة للاقتراب من نص (كلاسيكي). ذلك التحرر، المثير للدهشة والغير متوقع من فرد يُفترض معاملته كطفل صغير أو تلميذ، ليس فحسب ضروريًا للمتابعة في حالة القارئ المبتدئ لكن أيضًا مطلوبًا في حالة القارئ الناضج: كوزيمو، الذي، عبر تفاعله مع دي بروجي، انتقل من صف الاستياء من مهمة ضمان جودة الكتب إلى صف الحماسة، وبطريقة لا تثير غير السخرية، تحولت القراءة بالنسبة إلى كوزيمو من مجرد تسلية إلى شغله الشاغل وهدف يومه، دونما أي تأثير، في النهاية، على قراءاتِه الخاصة.
الآن يمكننا أن نتخيل عالما يسوده الهدوء، حيث يقرض دي بروجي مجلدات ريتشاردسون، منعزلًا تماما عن الخارج ومكتفيًا بما لديه، يسلم نفسه من آن لآخر، لرغبة في الحياة الأسرية المعتادة، منبعها، في الأساس، كلاريسا هارلو، الشخصية التي يقرأ عنها. إن تقديره لقيم العائلة والفضائل وكرهه للشرور والرذائل يتلقى هكذا ضربة من الشك، ويجعلنا نتساءل ماذا لو لم يكن قرارًا أخلاقيًا أصلًا؟ أجل، إنه يتوقف عن السرقة، لكنه كذلك يتوقف عن كل شيء آخر، عدا القراءة. لو كان دي بروجي مثلا جنديًا أو فلاحًا أو حدادًا أو موظفًا في قصر، فإننا نتوقع له المصير نفسه. حياة مكرسة حقًا للقراءة هي حياة تقف على حافة ما، باستعداد دائم للقفز، وفي حالة دي بروجي، قاطع الطرق، كان ثقل إرث الجريمة، التي اشترك فيها الجميع قبل أن يمد يده، قوة دافعة لم تترك له مفر سوى الوقوع في المجهول.
يوما ما، قال صامويل جونسون: لو أنك يا سيدي قرأت رواية ريتشاردسون بحثًا عن الحكاية وحدها، فلن تنتهي إلا بشنق نفسك، يجب أن تقرأها بحثًا عن المشاعر. لا نفترض أن دي بروجي كان يقرأ ريتشاردسون بحثا عن الحكاية وحدها، ومع ذلك، فقد انتهى إلى حبل المشنقة. رغم إخلاصه لحياته كقارئ كان دي بروجي مُحاطا بأصداء من حياة قاطع الطريق. هكذا أُجبر، مقابل العودة إلى القراءة بسلام، على الاشتراك في سرقة لم تكلل بالنجاح. لم يهتم دي بروجي بالتحقيق أو المحاكمة، كان كل ما يشغله هو الأيام الخالية من القراءة، والرواية التي لم يستطع إتمامها. وبفضل القوة الغامضة والمتواطئة للأشجار، تمكن كوزيمو من الوصول إلى نافذة السجن ليقرأ عليه بقية الرواية، ولاحقا بدل ريتشاردسون بفيلدنج، حيث قضايا چوناثان وايلد تلائم الأحداث أكثر.
كشخصية في رواية، يتأرجح دي بروجي، بين حكاية تحذيرية وبين أخرى للخلاص. الخطوات التي يمشيها سبق أن تنبأت بها الكتب التي قرأها، لكنه عوضًا عن الوقوع في فخ السحر وأن يكون واحدًا من أبطالها يجد العزاء كله في القراءة، حيث تخف الوحدة ويُطرد الملل، حيث يوجد من يشاركه ألمه ومشاعره ويمر بنفس ما يمر، وحيث هناك تسكين للمعاناة والخواء، تلك الهوة التي يفرضها وضعه؛ أن يعرف إن كل هذا لا يهم وإنه ليس وحده. في يوم إعدامه شنقًا، يطلب دي بروجي من كوزيمو أن يخبره بنهاية قضايا چوناثان وايلد، ولمّا يعرف بتشابه مصائرهما، يركل السلّم بنفسه ليبقى معلقا من رقبته من فرع شجرة. إنه، وهو المحكوم عليه مسبقًا بهذه النهاية ، لا يبلعها لأن چوناثان وايلد قد قضمها هو الآخر، إنما هو يختار أن يقف في وجه الفناء بطريقة مشابهة.
وكقارئ، يولد دي بروجي بحبل مشنقة حول عنقه، قدره أن يذوي لأسباب قصصية بحتة أو أخرى لها علاقة بالنضج، لكن ما يجعله قارئي المفضل، بغض النظر عن إخلاصه اللانهائي للقراءة بالطبع، هو أنه تقريبا يبدو في غفلة عن العملية والتغيّرات التي تسفر عنها، هناه وآناه هي فقط القراءة، تاركًا ثمارها وما ينتج عنها لقارئ آخر يأتي لاحقًا. إنه أنا حين اكتشفت القراءة، متأخرًا كالعادة على الحفلة، وأدركت أنها ما كنت أبحث عنه طول الوقت، وإنه أنا كل مرة اكتشفها مجددًا، لأن الواحد لا يكتشف القراءة مرة واحدة، إنه كذلك أنا، كل مرة بعد قراءة كتاب ممتع للغاية، أقسم ألا أضيع الوقت في قراءات من نوع آخر، لكني أنسى وأغرق في كتب مملة بعد فترة. چان دي بروجي ينبغي له أن يموت، لكن ذكراه تظل باقية. وكما حدث مع كوزيمو، حيث خلف داخله شرارة لا تهدأ تجاه الكتب، فإن هناك فرصة أن يولد داخلنا في كل منعطف، كل مرة نعيد اكتشاف ذلك الشغف كالحرائق بالقراءة، مستحضرين في مخيلتنا متعة البقاء في السرير في يوم ماطر، منعزلين عن العالم بين دفتي كتاب، لا يهم من أين جاء ما دام ممتعًا، لوقت محدود، هذا الشتاء كما نتمنى.
* المقال خاص بـ Boring Books
** يحتفظ الكاتب بحقه في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بمقاله دون إذن منه